الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل غير أردوغان خطابه حول قتل خاشقجي في اللحظة الاخيرة؟

هل غير أردوغان خطابه حول قتل خاشقجي في اللحظة الاخيرة؟
بسام ابو شريف
كل الذين استمعوا لخطاب الرئيس اردوغان يوم الثلاثاء فوجئوا بأنه لم يأتهم بجديد ، وهذا يعني أن خطاب الرئيس اردوغان الذي وعد العالم به قد تغير في اللحظة الأخيرة ، فما الذي حصل في اللحظة الأخيرة قبل القاء الخطاب ؟ وما الذي جعل اردوغان يلغي خطابه المعد ويرتجل خطابا قصيرا لايعطي الا أقل ما أمر هو بتسريبه للصحافة التركية خلال الأسبوعين الماضيين .
الحدث الأهم الذي حصل قبل القاء خطابه كان وصول مديرة CIA الى اسطنبول ، وماجرى بينهما من حديث بقي مغلقا وممنوعا من النشر أو التعليق .
وعادت المديرة الى واشنطن بعد أن اطمأنت أن خطاب اردوغان المرتجل كان بصيغة يرضى عنها الرئيس ترامب . وبما أن خطاب اردوغان المرتجل كان أقل من عادي ، ولم يأت بجديد نجد أنفسنا منشدين الى التدقيق في المشهد الذب سبق الخطاب بقليل وتبعه بقليل ، فقد أبرزت رويتر نقلا عن مصدر مقرب من الرئيس اردوغان أن الأمير ابن تركي عرض حزمة من المغريات على اردوغان رفضها لأنها رشوة سياسية .
الاستخلاص الوحيد من هذا الخبر المسرب هو دفع أي اتهام لاردوغان بأنه ساوم على قول الحقيقة ، والخبر الثاني هو أن سيارة القنصلية السعودية التي كانت مركونة في كراج لأيام عديدة تم تفتيشها وأنه وجد فيها أشياء متعلقة بجمال خاشقجي ؟! ، ويبدو أن هذا الخبر أجل نشره لما بعد القاء الخطاب حتى لا يجبر اردوغان على ذكره في الخطاب .
فقد حرص اردوغان على انتقاء العبارات بدقة شديدة بحيث أن كل كلمة فيه كانت صحيحة لكن مجموع الكلمات لايعطي الحقيقة ، لم يقل شيئا غير صحيح لكنه لم يعط الحقيقة في كل الكلمات الصحيحة التي قالها ، واقتراح اردوغان بمحاكمة رجال الأمن المتهمين بالتورط في القتل في اسطنبول هو نوع من التحدي البسيط الذي لايدخل في غمار قول الحقيقة ، لابل ربما يساهم في ابعاد الاهتمام بما ذكره هو من ” ضرورة الوصول الى رأس السلم”، على كل الأحوال الأمر ليس أحجية، بل واضح كل الوضوح فقد كلف الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان بترؤس اللجنة التي ستشرف على التحقيق ” وهي لجنة وزارية “، أي عين الذي أصدر أمرا بقتل جمال الخاشقجي ( واستخدم عبارة اقطعوا رأسه اذا رفض المثول أمامي في الرياض ) ، رئيسا للمحققين مصدر أفكار محمد بن سلمان حول جلب المعارضين للتحقيق في الرياض هو ذلك التقرير الذي قدمه له كوشنر حول محاولات من معارضين سعوديين ( وبعضهم من الأسرة الحاكمة اقناع الادارة الاميركية بعدم صلاحية محمد بن سلمان لادارة البلاد ، وأن التهور والاجرام مرض نفسي لديه ، وأنه تمت معالجته أو محاولة معالجته أكثر من مرة ) .
ولا شك أن ما كتبه وقاله جمال خاشقجي في واشنطن وفي الواشنطن بوست جعل كوشنر منزعجا جدا لأنه يؤدي الى ارباك في خطط كوشنر لمحمد بن سلمان ، وليس أقلها دفعه للسير بالقوة في طريق صفقة القرن ، ولا أشك لحظة أن كوشنر تحدث أكثر من مرة مع محمد بن سلمان خلال هذه المرحلة ، وشجعه على التماسك وطلب من ترامب الا يتسرع وأن يتريث.
أما اردوغان فكما يبدو أغلق فمه عن قول الحقيقة نتيجة ضغوط ووعود ، لكنني أعتقد أن حزبه قد أصبح محقونا بالرغبة في كشف دور العائلة المالكة فهل يغير موقفه ؟ ، قد يكون الثمن كبيرا ، وعلى الأكراد هنا أن يصحوا لما يمكن أن يفعله بهم الأميركيون … وقد … وقد ، اما الغرب فهو المخادع والكاذب دائما يتلاعبون على الكلام ويقولون أن الحقيقة هي ما سيقوله السعوديون !! ، وزير الخارجية البريطاني أجبر على تغيير تصريحه بعد أن صرخت تيريزاماي بوجهه ، فهم جميعا يقتلون الآلاف من الأطفال في اليمن عبرنفس القاتل ولايتوقفون لحظة عن تزويده بالسلاح ، فقتل شعب آمن مسألة فيها نظر.
الشيء المؤكد هو أن ماقاله جمال خاشقجي ، وهو الذي خدم النظام طوال عمره: ” من يتنازل عن القدس سيسهل عليه التنازل عن الحرمين”، هو الشيء الحقيقي.
راي اليوم