مبادرة بولندية لإقامة مساكن للسوريين.. وغرفة تجارة ومجلس أعمال مشتركين
زار وفد بولندي أمس غرفة تجارة دمشق حيث عقد اجتماع ضم أعضاء غرف التجارة والصناعة السورية، في خطوة تستهدف تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي وتوسيع آفاقه بين سورية وبولندا لتشمل قطاعات صناعية وتجارية وخدمية متعددة، حيث أكد الوفد البولندي عن النية باستمرار العلاقات وتوطيدها بين البلدين، وقد تقدمت غرفة تجارة دمشق، بدورها، بعدة مقترحات للوفد الضيف، تتمثل بداية بإنشاء غرفة تجارة سورية بولندية مشتركة، بما يؤدي إلى تعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال في الدولتين.
من جانبه أكد رئيس غرفة تجارة دمشق غسان القلاع أن الإمكانات المتاحة في بولندا هائلة، موضحاً أن هذه الزيارة تأتي في إطار التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، وتسعى من خلالها بولندا للمساهمة في إعادة الإعمار.
وشملت المقترحات ولبحث في إمكانية تأسيس مجلس أعمال سوري بولندي مشترك بما يساهم في زيادة معدلات التبادل التجاري، وإنشاء مناطق صناعية مشتركة بين سورية وبولندا على الأرض السورية، وتعزيز التعاون في المجال المصرفي بهدف توفير تمويل للمشروعات السورية والبولندية فيما بينها.
إضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية والصناعية بين سورية وبولندا لأن المنتج السوري عندما يدخل بولندا فهو يصل إلى السوق الأوروبية، ومن المقترحات إعادة افتتاح الخط الجوي بين البلدين والخط البحري والاستفادة من الصناعات الهندسية والميكانيكية والصناعات الغذائية التي تمتلكها بولندا.
بدوره رئيس الوفد البولندي بافيل سكوتيتسكي وهو نائب في مجلس النواب ورئيس المجموعة البرلمانية البولندية السورية أكد أن بولندا وقفت منذ البداية مع الشعب السوري الذي تعرض للإرهاب من مختلف دول العالم، وهي من الدول الصديقة التي لم تقطع علاقاتها خلال فترة الأزمة السورية ولم تغلق سفارتها بل أصرت بولندا على أن يوجد تمثيل دبلوماسي لها في سورية على مستوى قائم بالأعمال في دمشق، مشيراً إلى رغبة بلادها في تعزيز الصادرات وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
من جانبه قال رئيس الاتحاد الدولي لرجال الأعمال روبير جريصاتي: «نتطلع من خلال زيارتنا إلى لقاء كبار المسؤولين السوريين من ضمنهم رئيس مجلس الشعب وذلك بهدف تأسيس جمعية صداقة سورية بولندية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية»، موضحاً أن «زيارتنا إلى سورية ليست بهدف البحث عن فرص استثمارية وإنما هي زيارة دولة وشعب، ونسعى للبحث عن إمكانية المساهمة في إعادة الإعمار بعد أن انتصرت على الإرهاب وحررت 95 بالمئة من أراضيها».
ولفت إلى أن هدف الزيارة تطرق الوفد الضيف إلى مناقشة المشروع الذي تعتزم بولندا إقامته لمساعدة الشعب السوري وإعادة المهجرين السوريين إلى بلدهم من خلال خلق ظروف مواتية لعودتهم إلى وطنهم، موضحاً أن المبادرة البولندية تتلخص ببناء مساكن للسوريين ومن المقرر أن تتكفل بولندا بنفقات البناء كاملة.
بدوره أمين سر غرفة تجارة دمشق محمد حمشو قال: «إن بولندا تعتبر واحدة من قصص النجاح الاقتصادي النادرة ولاسيما أنها الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي استطاعت تفادي حدوث ركود في أعقاب الأزمة المالية العالمية ونحن نسعى للاستفادة من تجارب بولندا، ونسعى لتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية بين البلدين».
من جانبه أكد رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس أن الوفد البولندي رفيع المستوى جاء للبحث في إمكانية التعرف على الاستثمار في سورية خاصة الوضع الصناعي.
ومن الجدير ذكره أن بولندا تعد ثاني أكبر دولة مصدرة لقطع الغيار في أوروبا، حيث تشكل الصناعات القائمة عليها نحو (23 بالمئة) من إجمالي الناتج المحلي، وان اقتصاد بولندا صناعي زراعي وتساهم الصناعة بنصف الدخل القومي، وأهم الصناعات تتمثل في بناء السفن والسيارات والآلات الكيميائية وتكرير البترول والزجاج والمنسوجات، أما الزراعة فيعمل بها نحو 32 بالمئة من سكان بولندا وتشغل نصف مساحة البلاد، ومسموح في بولندا بالملكية الفردية، ويملك المزارعون 87 بالمئة من الأراضي الزراعية.
وعن الاتفاقيات التجارية الموقعة بين البلدين هناك ثلاث اتفاقيات في مجال التعاون السياحي والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي للأعوام 2011-2013 والتعاون بين اتحاد غرف التجارة السورية وأرباب العمل البولنديين.