جبهات إدلب تغلي.. استشهاد جنديين سوريين في هجوم لـ “أجناد القوقاز” على أبو الظهور
استشهد جنديان من الجيش السوري وأصيب ثلاثة آخرون خلال هجوم عنيف شنه مسلحو تنظيم “أجناد القوقاز” قرب المنطقة منزوعة السلاح في محيط بلدة أبو الظهور شرق إدلب.
قال مراسل “سبوتنيك” إن مسلحي تنظيم “أجناد القوقاز” شنوا هجوما عنيفا ضد مواقع الجيش السوري على محوري تل السكرية وقرية قميص غرب بلدة أبو الظهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وأشار إلى أن الهجوم بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة جدا بين الجيش السوري وبين المجموعات المسلحة الأجنبية المستوطنة في المنطقة استمرت لأكثر من 3 ساعات وأسفرت عن استشهاد جنديين سوريين وإصابة 3 آخرين.
ونقل المراسل عن مصدر عسكري أن وحدات الجيش السوري المنتشرة على هذا المحور تمكنت من التصدي للهجوم وإيقاع عدد من القتلى بصفوف مقاتلي “أجناد القوقاز” وتدمير عرباتهم، مشيرة إلى حسم المعركة بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة تزامنا مع تنفيذ سلاحي المدفعية والصواريخ في الجيش السوري سلسلة من الضربات على تحصينات التنظيم ومواقعه في المنطقة، وعلى خطوط إمداده من المستوطنات التي يسيطر عليها بالقرب من تل السلطان.
وقال المصدر إن الاشتباكات العنيفة لم تسفر عن أي تغيير في خارطة السيطرة بالمنطقة، مؤكدا جهوزية وحدات القوات السورية لإحباط كل محاولات الهجوم التي تتعرض لها المناطق الآمنة.
وإلى جانب تنظيم “جند الشام”، يعد تنظيم “أجناد القوقاز” أحد أكبر التشكيلات الشيشانية في سوريا، وقد تم منح مقاتليه وعائلاتهم مستوطنات خاصة في منطقة أبو الظهور ومحيطها شرق إدلب، كما اتخد التنظيم من مطار أبو الظهور العسكري الذي يعد ثاني أكبر المطارات العسكرية شمال سوريا، مقرا لقيادة (إمارته) شرق المتوسط.
وتعد منطقة أبو الظهور جنوب شرقي إدلب إحدى نقاط التماس الهادئة نسبيا، وهي تحوي ممرا إنسانيا يرعاه مركز المصالحة الروسي في سوريا، وهو مخصص لعبور المدنيين من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة في إدلب وريفها، نحو المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، في مناطق مختلفة من البلاد.
وانتقل خلال الأشهر الماضية عشرات آلاف المدنيين من مناطق سيطرة المسلحين في إدلب إلى مناطق سيطرة الدولة، عبر ممر أبو الظهور الإنساني الذي تم افتتاحه عدة مرات منذ مطلع العام الحالي، كان آخرها بتاريخ 25 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكان الجيش العربي السوري بدأ في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي عملية عسكرية واسعة بأرياف حلب الجنوبي وإدلب الشرقي وحماة الشمالي بالتعاون مع القوات الرديفة وبمشاركة واسعة من سلاحي الجو الروسي والسوري، وأسفرت العملية عن تطهير مطار أبو الضهور إضافة إلى تطهير أكثر من 300 قرية وبلدة في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وإدلب وحلب من مسلحي “داعش” و”جبهة النصرة” (المحظورين في روسيا) وفصائل تكفيرية أخرى متحالفة معهم، ما أجبر “أجناد القوقاز” على الإنكفاء إلى عمق مستوطناته في محيط تل السلطان قرب إدلب.
وكان تنظيم “أجناد القوقاز” قد سيطر على منطقة أبو الظهور ومطارها العسكري مطلع العام 2016 وارتكب مجازر بشعة بحق حامية المطار طالت سكان القرى المحيطة به بزعم أنها (موالية للنظام السوري).
ورفض تنظيم “أجناد القوقاز” تنفيذ “اتفاق سوتشي” الذي يقضي بانسحاب التنظيمات الراديكالية من (منطقة منزوعة السلاح) بعرض 15 إلى 20 كيلومترا تتوزع على أرياف اللاذقية وحماة وإدلب وحلب.
وشاركه رفضه هذا تنظيمات أخرى كجبهة “النصرة” وتنظيمات “حراس الدين” (فرع تنظيم القاعدة الجديد في سوريا) و”أنصار التوحيد” و”أنصار الدين” و”تجمع الفرقان” و”الحزب الإسلامي التركستاني” بالإضافة إلى تنظيمات جهادية عديدة أخرى.
سبوتنيك