الأنفاق تواصل تمددها شمال حماة لإخفاء الدبابات والراجمات و”الدرونات”
كشفت مصادر مطلعة في ريف حماة الشمالي أن التنظيمات الإرهابية في المنطقة أعدت شبكة من الأنفاق تخفي داخلها مستودعات الأسلحة الثقيلة والذخائر والأغذية وأجهزة الاتصالات والطائرات المسيرة.
ذكرت مصادر مطلعة لوكالة “سبوتنيك” أن مسلحي “جيش العزة” مازالو مستمرين منذ عدة أشهر بحفر الأنفاق في عدة مناطق بريف حماة الشمالي، وقد استقدموا لهذه الغاية آليات ومعدات خاصة بحفر الأنفاق من تركيا عبر تجار أتراك، كما يسخرون أعدادا كبيرة من المدنيين والمعتقلين في أعمال الحفر.
وكشفت المصادر أن عملية حفر الأنفاق بدأت منذ أشهر في بلدة اللطامنة وامتدت لتصل بين بلدات كفرزيتا ولطمين والصياد والأربعين حيث يستخدم المسلحون هذه الأنفاق لتخزين الأسلحة والذخيرة والمدافع وراجمات الصواريخ بالإضافة لوجود مستودعات داخل هذه الأنفاق تحوي على أغذية ومعدات اتصالات وطائرات استطلاع.
وأشارت المصادر إلى أن عمق هذه الأنفاق يصل في بعض المناطق إلى ما يزيد على 25 مترا تحت الأرض وبعرض يصل إلى 8 أمتار، يتيح إخفاء الآليات والدبابات، حيث يقوم المسلحون بتدعيم أسقف هذه الأنفاق بمواد إسمنتية شديدة القساوة لحمايتها من ضربات المدفعية والطيران، وذلك بإشراف خبراء أجانب يعتمد عليه الإرهابيون في وضع مخططات هذه الأنفاق وفي مراقبة عمليات الحفر والتدعيم.
حرب الأنفاق تكتيك الإرهابيين
وتعتمد المجموعات المسلحة على شبكات الأنفاق في حربها الإرهابية على سوريا منذ عام 2011 والتي مولت جهات خارجية إنشاء بعضها حتى قبل سنوات من بدء الحرب، وقد عثرت السلطات السورية في المناطق المحررة بمختلف المحافظات على شبكات أنفاق معقدة ومتفاوتة الاتساع، وعثرت فيها على مشاف ميدانية وآليات ومستودعات أسلحة وذخائر، بعضها أمريكي وإسرائيلي المنشأ.
وكانت مصادر محلية في محافظة إدلب قد كشفت لوكالة “سبوتنيك” نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي أن الجماعات الإرهابية المسلحة تمكنت من حفر شبكة أنفاق ضخمة ومعقدة على جبهات مختلفة للمحافظة، باستخدام آليات ثقيلة وأخرى خفيفة خاصة بحفر الأنفاق، وجندت لهذه الغاية الآلاف من المخطوفين والمدنيين الشباب الذين أرغمتهم على العمل بالحفر، موضحة أن شبكة الأنفاق المذكورة تربط بين مناطق مختلفة من محافظة إدلب مع جبهاتها، وتتضمن أنفاقا كبيرة تسمح بعبور وتنقل الآليات والسيارات الخفيفة، وأنفاقا أخرى خاصة بتنقل الأفراد، وهي تشبه إلى حد بعيد تلك الأنفاق التي عثر عليها الجيش السوري في جوبر ومناطق الغوطة الشرقية بعد تحريرها منذ أشهر.
شبح الكيميائي لا يزال
وفي منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي استلم مسلحو “جيش العزة” خمسة أسطوانات تحوي على غاز الكلور، من قياديين في “هيئة تحرير الشام” وعناصر من “الخوذ البيضاء” تم نقلها إلى أحد المقرات التي تم إنشاؤها حديثا ضمن نفق بين بلدتي اللطامنة وكفرزيتا، وذلك قبل أن يكشف مركز المصالحة الروسي في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتقرير مدعم بشريط مصور، يوضح قيام إرهابيي “داعش” بمهاجمة “جبهة النصرة” (المحظوران في روسيا) في مدينة اللطامنة السورية، وقتلهم أربعة مسلحين واثنين من “الخوذ البيضاء”، واستيلائهم على أسطوانتين من غاز الكلور، ليتم نقل هاتين الأسطوانتين إلى جنوب محافظة حلب.