العشائر العربية في الرقة تثور على قسد
انفجرت مساء أول أمس الأحد، سيارة مفخخة بالقرب من مقر لأحد قياديي ميلشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في محافظة الرقة التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية، وأدى الانفجار لاستشهاد مدنيين إثنين وإصابة أكثر من 7 آخرين بالإضافة لوقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر ميلشيا “قسد”، فيما تلى الإنفجار اطلاق نار كثيف لعدّة دقائق.
هاشتاغ سوريا – هبة أبو هيف
وسارع تنظيم “داعش” وبعد مضي دقائق معدودة لتبني العملية دون بث أي صور أو فيديوهات أو حتى ذكر المكان الدقيق لموقع الاغتيال، حيث اكتفى إعلام التنظيم بذكر اسم شارع النور، والذي يمتدد على مسافة أكثر من 3 كيلو متر، حيث اعتاد تنظيم “داعش” على ذكر تفاصيل دقيقة جداً عن عملياته حال نشرها، معلناً مسؤوليته عن استهداف مقر لتسليم الأموال تابعاً لقسد، وقال التنظيم أنه تمكن من قتل وجرح قرابة 50 عنصراً
ويأتي هذا التفجير بالوقت الذي تشهد فيه مدينة الرقة توتراً كبيراً عقب اغتيال عضو مجلس الرقة المدني التابع لـ”قسد” “بشير فيصل الهويدي، حيث وجهت أصابع الإتهام إلى ميلشيا “قسد” بالضلوع خلف عملية اغتياله بعد الخلافات الكبير بين الهويدي وقسد.
ويعرف “الهويدي”، أحد مشايخ عشيرة العفادلة في الجزيرة السورية، والذي قتل يوم أمس بعد إطلاق الرصاص عليه داخل سيارته، بالقرب من مشفى الأطفال في مدينة الرقة، والذي يبعد عشرات الأمتار عن مقر مجلس الرقة المدني.
وشهد التشييع إلقاء كلمات لشيوخ ووجهاء عشائر من محافظة الرقة، والذين اعتبروا كل من يعمل لصالح ميلشيا “قسد” في محافظة الرقة خائن حتى كشف ملابسات عملية اغتيال الهويدي.
وشكلت عملية اغتيال “الهويدي” نقطة تحول فارقة في موقع العشائر العربية في المنطقة الشرقية، حيث بات واضحاً الموقف العشائر الرافض لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية واتهامها المباشر بعملية الاغتيال.
وبعد طرد قيادات قسد ومناصريها من تشييع الهويدي أمس السبت في مدينة الرقة، بدأت مواقف العشائر العربية تظهر تباعاً، حيث طالبوا أن كل من يعمل لصالح ميلشيا قسد في محافظة الرقة “خائن” حتى كشف ملابسات عملية اغتيال الهويدي.
وتعول “قسد” منذ سيطرتها على محافظة الرقة على كسب وجهاء العشائر وزعاماتها لتمكين قبضتها في السيطرة على المنطقة وتجنيد شباب العشائر العربية في صفوفها وزجهم في معاركها ضد “داعش”، برزت مؤخراً ثورة شعبية مناهضة لاستمرار ممارساتها في مدينة الرقة ووجهت بالقمع والاعتقال.
ويبدو أن “قسد” بدأت تعمل على تصفية الشخصيات العشائرية المناهضة لها والتي لمست فيها رفضاَ صارحاً لممارساتها ومواقفاً يمكن أن تؤثر على سيطرتها، فكان اغتيال الهويدي وسط مدينة الرقة بسلاح كاتم واستكمال الجريمة بتبني “داعش” لها، لتتم فصول المسرحية التي لم تكن في صالح “قسد” ولم تخدع العشائر العربية.