ارحموا من في العشوائيّات.. ضجة على مواقع التواصل بعد تصريحات سرور
عضو مجلس محافظة دمشق فيصل سرور: سكّان المخالفات لن يكون لهم تعويض عن الأرض لأنّهم أساساً عمّروا على أرض ليست لهم، ولو تنظّمت منذ البداية لما وصلنا لهذا الكمّ الكبير من العشوائيّات اليوم.”
ها هم مسؤولينا الأكارم وكما عوّدونا دائماً بتوصيفاتهم وتحليلاتهم واستقراﺀاتهم للمستقبل وقراﺀاتهم للماضي، يضعون الأحصنة خلف العجلات، أو في أحسن الأحوال يضعون العربة بأحصنتها أمام الحائط ومن ثمّ يستخدمون كرابيجهم الغليظة لحثّ تلك الأحصنة المسكينة للمضيّ قدماً واختراق الحائط.
صحيح يا صديقنا “عضو المجلس”، لو نُظّمت تلك المناطق منذ البداية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من مدن من العشوائيّات لا تصلح للعيش البشري الصّحّي والمثالي، هذا تحليل منطقيّ وعقلانيّ لا غبار عليه، ولكن …
من الّذي أجبر تلك الطّبقة الفقيرة والمعتّرة على اتّخاذ الجبال الجرداﺀ والصّحاري القفراﺀ مساكن لها؟
من سمح بإدخال مواد البناﺀ من حديد ورمل وإسمنت وبلوك إليها حتّى بتنا نشاهد أبنية من عشر طبقات متلاصقة فيما بينها وتفتقر لأدنى متطلّبات الخدمات من صرف صحّي وزفت وكهرباﺀ وشوارع عريضة ووجائب تنفّس ومواقف سيّارات مع العلم أنّ البناﺀ ممنوع منعاً باتّاً من قبل المحافظة وتحت طائلة العدم المباشر.
من الّذي خنق المواطن وجعله لا يتملّك ثمن بيت محترم في مكان محترم يليق بإنسانيّته وينظر بعين العطف لأبنائه؟
من الّذي يتأمّل منكم خيراً ليطالبكم أصلاً بثمن الأرض “الذٍّهبيّة”؟ ونحن الّذين عوّدتنا الحكومة أن ترمي لنا الفتافيت بنظام التّعويضات المجحف في كلّ شيﺀ.
هل ستعوّض الحكومة أصحاب العشوائيّات بمبالغ تسمح لهم بشراﺀ منازل نظاميّة في أماكن نظاميّة حتّى تتبجّح وتعلن عدم استعدادها لتعويض ثمن الأرض المشيّدة عليها تلك العشوائيّات المقيتة؟
من المسؤول عن عدم تنفيذ مخطّط “إيكوشار” الّذي ينظّم مدينة دمشق وما حولها ولم يُنفّذ منه سوى 16% حتّى أجبر خلق اللّه على الاستيلاﺀ على أراضٍ مشاع قريبةٍ من أماكن عملهم ليبنوا لأنفسهم منازل تستر عوراتهم وتقيهم قرّ الشّتاﺀ وقيظ الصّيف؟
العشوائيّات ستَرتنا وحفظت ماﺀ وجوهنا ولم تجعلنا لقمةً سائغةً لحيتان العقارات النّظاميّة ومن يقرّر الاقتراب منها لينظّمها أو يهدمها عليه أن يتحلّى بالأخلاق الوطنيّة أوّلاً والإنسانيّة ثانياً ويطرح بدائل مقبولة لقاطنيها، بدائل كافية ووافية لا تثقل على كاهله بمبالغ إضافيّة قد تكون فلكيّة، لأنّ تثمين منزله العشوائي بمنظور الحكومة قطعاً لن يشتري به منزلاً نظاميّاً.
في تسعينيّات القرن الماضي طرحت شركة الخرافي الكويتيّة مشروعاً متكاملاً لتنظيم منطقة الدّحاديل العشوائيّة عبر إسكان شاغليها بأبراج محترمة وصحّيّة بمقابل أن تحصل المحافظة على ثلث الأبراج ويذهب الثّلث الأخير للشّركة الكويتيّة، لكن المشروع وُضع في الأدراج لأسباب مجهولة برغم أنّه لن يكلّف المحافظة قرشاً واحداً.
المليارات الّتي استُنزفت لبناﺀ تلك العشوائيّات كانت كافية لبناﺀ مدن كاملة وبمناطق منظّمة وبأسلوب راقٍ و محترم
حكومتنا العزيزة، ارحموا من في العشوائيّات يرحمكم من في السّماﺀ
المصدر: دمشق الآن