المونيتور: ما أهداف موسكو من تحركاتها الدبلوماسية الجديدة في سوريا؟
تناول تقرير لموقع ” المونيتور” التوجه السياسي الجديد الذي تتبعه موسكو في سوريا حالياً، وذلك على خلفية التحركات الروسية الأخيرة، والتي تمثلت في زيارة إلى سوريا قام بها المبعوث الروسي (ألكسندر لافرينتيف) بصحبة نائب وزير الخارجية (سيرغي فيرشينين) وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع، حيث التقوا بالرئيس الأسد في 6 تشرين الثاني الجاري.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن الزيارة كانت بهدف “تبادل شامل لوجهات النظر” حول الأوضاع الحالية في سوريا. إذ تم التركيز في الزيارة، بحسب التقرير، على الاتفاق الروسي – التركي، بما في ذلك تشكيل اللجنة الدستورية، وخلق ظروف ملائمة لعودة اللاجئين.
وقد أخبر الوفد الروسي السلطات السورية، بمخرجات الاجتماع الرباعي الذي عقد في 27 تشرين الأول في إسطنبول، بين رؤساء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
ووصل الوفد الروسي إلى سوريا قادماً من طهران، بعد أن التقى هناك الأمين العام للمجس الأعلى للأمن القومي الإيراني (علي شمخاني) حيث تسعى موسكو حالياً، بحسب ما يشير التقرير، إلى التركيز على نقطتين أساسيتين:
الأولى، الإسراع في المبادرة الروسية الخاصة، المغلقة تماماً والمعروفة فقط من قبل اللاعبين الإقليميين الرئيسيين قبيل بدء المبعوث الأممي الجديد النرويجي (جير بيدرسون) والذي يشغل منصب سفير بلاده في الصين، بتولي أعماله.
وعلى هذا الأساس، تضغط روسيا للتعجيل بتشكيل اللجنة الدستورية، والتي كانت على جدول أعمال الوفد الروسي الذي زار دمشق.
كما لم يتوقف التحرك الدبلوماسي الروسي على زيارات سوريا وإيران، حيث قام نائبي وزير الخارجية الروسي (ميخائيل بوغدانوف) و(سيرغي ريابكوف) بسلسلة من اللقاءات، التقيا من خلالها بجميع سفراء دول الشرق الأوسط تقريباً خلال أربعة أيام. استضاف (بوغدانوف) السفير السعودي لدى روسيا (رائد بن خالد قرملي) والسفير السوري (رياض حداد) في نفس اليوم، في حين التقى (ريابكوف)، بالسفير الإيراني (مهدي سنائي) في اليوم التالي، ناقش (بوغدانوف) الشؤون السورية والخليجية مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي (أنور قرقاش).
شراكة جديدة في وجه الغرب
أما النقطة الثانية، بحسب ما ورد في التقرير، تتمثل بسعي (فلاديمير بوتين) إلى العمل على المحادثات الرباعية التي دارت مع الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) والرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) حيث تحاول روسيا، دمج مجموعة أستانا مع لاعبين أوربيين كبار. إذ تشكك روسيا في المجموعة التي شكلتها الولايات المتحدة، في وقت سابق من هذا العام، والتي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن.
وتنظر روسيا إلى هذه المجموعة، كتهديد ينسف جهود الدول الثلاث في أستانا (روسيا وتركيا وإيران) ولذلك ترى موسكو أن الظروف ملائمة لإشراك الأوروبيين في أستانا، حتى وإن كان دخولهم مرتبط بأسبابهم الخاصة.
واعتبر أحد الدبلوماسيين الروس، البارزين والعاملين في الشرق الأوسط، ممن تحدثوا لـ”المونيتور” أن مجموعة العمل الأمريكية الهدف منها “تعطيل أنشطتنا الخاصة، واعتراض أجندتنا السياسية” إلا أنه أشار إلى عدم امتلاك المجموعة الأخرى لأجندة سياسية خاصة بها، كما “أنهم يفتقدون للنفوذ اللازم على الأرض حتى يتمكنوا من فرض قراراتهم علينا. احتاجوا لمدة عام تقريباً لفهم الأمر. والآن، في حال رغبت الولايات المتحدة وبريطانيا بالعمل معنا، نحن منفتحون على الأمر”.
وأضاف أن لدى الغرب رغبة بالإيقاع “بيننا وبين طهران وتركيا” مشيراً إلى وجود خلافات تجمع الدول الثلاث؛ إلا أنها خلافات مقبولة “يسعى العديد لإخراجها إلى السطح بسبب نجاحاتنا المشتركة في سوريا”.
وكالات