السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

خالد العبود:من كان وراء العدوان على سوريّة؟!!!..

خالد العبود:من كان وراء العدوان على سوريّة؟!!!..

خالد العبود
– يريد بعضنا ليّ عنق الصراع، وتصوير العدوان الذي حصل على سورية على أنّه عدوان “عربيّ”، كما يريد آخرون اعتباره عدواناً “إسلاميّاً”، ويراه بعضٌ ثالثٌ أنّه عدوانٌ لا يخلو من جوهر “مذهبيّ” أو “طائفيّ”، والحقيقة أنّنا لا نراه كذلك، بمعنى أنّه لم يكن عدواناً “عربيّاً” أو “إسلاميّاً” أو “طائفيّاً”، لأنّنا نعتقد أنّ مثل هذا التسويق لطبيعيّة العدوان وجوهره إنّما هو استمرار للعدوان ذاته، كونه لم يحقّق الأهداف التي قام أو كان من أجلها..

– لو كان العدوان “عربيّاً” كما يراه بعضنا لحقّ علينا أن نطرح السؤال التالي، وهو: كيف اصطفّ قسمٌ كبيرٌ من السوريين إلى جانب هذا العدوان، طالما هو عدوان “عربيّ” على سوريّة، ثم كيف يصطف كثيرٌ ممّن جُنّدوا على أساسٍ “أخوانيّ” و”وهابيّ” كي يقاتلوا إلى جانب العرب في عدوانهم على سوريّة، ثم كيف تقف الولايات المتحدة وأكثر من مئة دولة إلى جانب العرب في عدوانهم هذا؟!!!..

– ولو كان العدوان “إسلاميّاً” كما يراه بعضنا الآخر لحقّ علينا أن نطرح السؤال الآخر التالي، وهو: كيف لم تصطفّ دولٌ إسلاميّة عديدة إلى جانب هذا العدوان، ومنها: “باكستان” و”افغانستان” و”أندونيسيا” و”إيران” والقائمة طويلة، في حين أنّ دولا فاعلة على مستوى العالم، وهي ليست دولا إسلاميّة، ومنها: دول أوروبا والولايات المتحدة، تصطفّ وبقوة كبيرة جدّاً إلى جانب هذا العدوان؟!!!..

– ولو كان هذا العدوان “مذهبيّاً” أو “طائفيّاً” كما يراه بعضنا الثالث، لحقّ علينا أن نطرح السؤال الثالث التالي، وهو: كيف يكون هذا العدوان “طائفيّاً”، في حين أنّ السوريين لم ينخرطوا انخراطاً كليّاً في هذا العدوان، أو لم ينقسموا على أساسه، ثم كيف لم تنقسم الحركات السياسيّة العربيّة على هذا الأساس، أو ينقسم الشارع العربيّ كليّاً على هذا الأساس، ثم كيف استطاع هذا العدوان “الطائفي” أن يشحذ همم كثير من دولة العالم وكياناته، وهي الدول والكيانات التي لا يعنيها مثل هذه العناوين “المذهبية” و”الطائفيّة” التي يعيشها بعضنا؟!!..

– ثمّ علينا أن ننتبه إلى أنّ بعضنا عندما يريد أن يعتبر العدوان “عربيّاً”، وبالتالي يبني على ذلك بأنّ العروبة إنما هي مفهوم خياليّ ليس له واقع موضوعيّ ذو قيمة، وصولا إلى تعويم مفهوم العنوان “السوريّ” باعتباره عنواناً نظيفاً، لتخليصه من العروبة وتمييزه وسلخه عنها، فإنّنا نذكّر هؤلاء الأحبّة بأنّ ردّنا على هذا القول يقسم إلى قسمين:

1- إذا كنّا نعني بالعنوان السوريّ هو الدولة السوريّة بحدودها السياسيّة التي تمثّل الجمهوريّة العربيّة السورية، فإنّنا نذكّر بأنّ مواطنين من مواطني الدولة السورية، ولم يكن عددهم قليلا، هم من كانوا رافعة العدوان على بلادهم، وهم من مارسوا القتل والذبح والحرق والنهب والتنكيل بحقّ بعض السوريين وكثير من مؤسسات بلادهم، وبالتالي فإنّ محاولة تركيزنا على أنّ العرب والعروبة هي من كانت وراء هذا الذبح والتقتيل والتنكيل في حين أنّ السوريين بفضل حضارتهم وتاريخهم وخصوصيتهم لم يفعلوا ذلك، إنّما هو ادعاء باطل وساقط وحاولة تجديف معرفيّ افتراضيّ لا يبني عليه!!..

2- أمّا إذا كنّا نعني بالعنوان السوريّ هو العنوان الذي يحدّد أو يخصّ سوريّة الطبيعيّة، فإنّنا نذكّر بأنّ أفراداً وجماعاتٍ ومؤسساتٍ وحكوماتٍ في فلسطين ولبنان والأردن والكويت كانوا جميعاً أشدّ لؤماً وفتكاً في عدوانهم على بلادنا من كثير من أبناء الدول العربيّة الأخرى!!!..

– إذن..
نحن نعتقد أنّ هذا العدوان الكبير إنّما هو محطة من محطات الصراع الرئيسيّ الذي تشهده المنطقة، والذي يقوم في جوهره على مشروع قادته قوى الامبريالية العالمية من أجل إحكام سيطرتها على المنطقة، وفق اعتبارات جديدة تمنحها إمكانية الانفراد المطلق في السيطرة عليها، وهو عدوانٌ في جوهره وأبعاده الاستراتيجية لا يختلف عن العدوان على فلسطين وعلى مصر عبد الناصر وعلى العراق وعلى ليبيا وعلى اليمن، استُعمل فيه بعض “العربان” من جميع الدول العربية، وبعض “الإسلاميين” من “أخوان” و”وهابيّة”، وكثير من قوى ظلاميّة وطائفيّة، وساهمت فيه أنظمة عربيّة رجعيّة باليّة، وبعض السوريين من إسلاميين ويساريين وناصريين وبعثيين، إضافة إلى كثير منهم ممّن حُمّلوا السلاح تحت عناوين شتّى، بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على نظام الرئيس بشار الأسد الذي عطّل المشروع “الأمريكي – الصهيونيّ” على مستوى المنطقة!!!..