فصائل ادلب تستنفر.. اتفاق سوتشي في مهب الريح
تواصل الفصائل المسلحة في إدلب استعدادها لمواجهة مرتقبة مع الجيش السوري في نهج واضح لنسف اتفاق سوتشي حول إدلب. يأتي ذلك بالتزامن مع خرق المسلحين لاتفاق “المنطقة منزوعة السلاح” عدة مرات وقيامهم بالهجوم على مواقع الجيش.
وأحبط الجيش السوري، أمس، محاولة تسلل لمسلحي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على نقاطه العسكرية في ريف حماة الشمالي وأردى العديد منهم قتلى، وذلك في إطار الخروقات المتواصلة للإرهابيين لاتفاق إدلب، في الوقت الذي دعت ميليشيا ما يسمى “حركة أحرار الشام الإسلامية” إلى الاستعداد لمعركة إدلب في مؤشر واضح على نيتها نسف الاتفاق.
وتصدى الجيش السوري اليوم الأحد، لمحاولة تسلل لمسلحي تنظيم “أجناد القوقاز” باتجاه نقاطه العسكرية بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأوقع بينهم قتلى وجرحى.
كما أن النصرة والميليشيات المتحالفة معها المتمركزة في المنطقة منزوعة السلاح بريف إدلب الجنوبي الشرقي صعدت من وتيرة اعتداءاتها على النقاط العسكرية في ريف حماة الشمالي وخرقت اتفاق إدلب خلال اليومين الماضيين ثلاث مرات متتالية.
من جهته، ذكر الموقع الإلكتروني لقناة روسيا اليوم، أن 6 من عناصر الجيش السوري استشهدوا وأصيب 5 آخرون بجروح نتيجة قصف المسلحين على مناطق في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة الوطن السورية، أن متزعم ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” جابر علي باشا دعا إلى “الاستعداد للمعركة في محافظة إدلب”، علماً أن الميليشيا منضوية في ما يسمى “الجبهة الوطنية لتحرير سوريا” المدعومة من قبل تركيا التي تعتبر كطرف ضامن لـ”اتفاق إدلب”.
ونقلت المصادر عن باشا قوله عبر حسابه في تلغرام: “إنه واجب الوقت بحق الفصائل توجيه كافة الجهود إلى الاستعداد للمعركة مع النظام والتي دلت حادثة الهجوم على نقاط جيش العزة أمس (الجمعة) على أنها آتية لا محال”.
جاء ذلك بعد يوم واحد من الكمين المحكم الذي نفذته وحدة من الجيش، على محور الزلاقيات بريف حماة الشمالي، وأسفر عن مقتل 23 مسلحاً من ميليشيا “جيش العزة”.
وبالتالي فإن الجيش السوري له كامل الحق في الرد في كل مرة على خروقات المسلحين في المنطقة منزوعة السلاح في حلب وادلب وحماة طالما أن الطرف التركي الضامن لاتفاق ادلب لم يستطع حتى اليوم تنفيده بعد ان كان مقررا في موعده 15 تشرين الاول الماضي والذي نتج عن قمة جمعت كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان والذي انتهى الى مايلي:
– إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 – 20 كم على طول خط التماس ابتداءً من 15 تشرين الاول لهذا العام.
– بموجب التفاهمات مع أنقرة سيتعيّن على الفصائل المسلحة “بما فيها جبهة النصرة” الانسحاب من المنطقة.
– المنطقة منزوعة السلاح ستدخل حيّز التنفيذ بحلول الخامس عشر من تشرين الاول.
– بموجب الاتفاق سيتم سحب جميع الأسلحة الثقيلة من المنطقة.
– ستقوم دوريات مشتركة من القوات الروسية والتركية بمراقبة الخط الفاصل.
ولم يدخل نظام المنطقة منزوعة السلاح (اتفاق سوتشي) حيز التنفيذ بشكل كامل في الموعد المحدد له بسبب عدم توفر الضمانات الأمنية من الطرف التركي وحتى الساعة ماتزال الفصائل المسلحة تنتهك الاتفاق وتقوم في كل يوم واخر بالهجوم على حواجز الجيش السوري ورمي المناطق المدنية في حلب وحماه بصواريخ وقذائف متفجرة.
بموازاة ذلك أفاد ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، أن رتلاً من القوات التركية تجول أمس، في بلدة اللطامنة، الواقعة في القطاع الشمالي من ريف حماة، برفقة قادة مسلحين من ميليشيا “جيش العزة” وميليشيا “فيلق الشام” وأنه جرى التباحث بين الرتل وقادة من الميلشيات على تسيير دوريات في داخل بلدة اللطامنة ومحيطها، لمنع ما سماه تكرار سيناريو الكمين المحكم الذي نفذه الجيش السوري ضد مسلحي “جيش العزة”.
ومما سبق نرى بأن اتفاق سوتشي في مهب الريح والمعركة في ادلب قادمة لامحالة طالما ان تركيا لم تحرك ساكنا في كبح الجماعات المسلحة وجبهة النصرة في “المنطقة منزوعة السلاح” ونزع سلاحها بعد مرور اكثر من شهر على الاتفاق.