علاج نفسي لكوادر الإخوان في سورية
بعد انحسار جغرافيا القتال في سورية وانقلاب موازين القوى لصالح الجيش السوريّ على حساب باقي الجماعات المسلّحة، ثمَّ توقيع الروسي والتركي هدنةً لوقف القتال في إدلب، ومع انهيار معنويّات الكثير من مقالتي الميليشيات الناشطة في الشمال السوريّ، لا سيّما في منطقة ريف حلب الغربيّ، ومحاولة التركي منع الكثيرين من إلقاء السلاح والهروب إلى أراضيه للجوء أو ليكملوا طريقهم من تركيا إلى أوروبا.
عمدَ تيّارُ الإخوان المسلمين في المناطق التي يُسيطر عليها المسلحون الذين تُشرِفُ عليهم تركيا، إلى تنظيم محاضرات علاجٍ نفسيّ لكوادرهم، إذ تمّ إيكال المهمّة للمدعو عبد المنعم زين الدين، وهو داعيةٌ إسلاميّ وباحثٌ شارك بشكلٍ كبير مع الفصائل المسلّحة في معارك عدّة، وقام بعقد مصالحاتٍ كثيرةٍ بين الجماعات المتناحرة.
إذ كتب زين الدين على حسابه الشخصيّ في تويتر، أنَّ تلك المحاضرات تهدف إلى بثِّ الروح الإيجابيّة والتصدّي لحالة الوهن واليأس والإحباط لدى الكثير، والابتعاد عن جلد الذات من خلال التأكيد أنَّ “الثوار” فعلوا ما بوسعهم ولم يستسلموا، إضافةً إلى التحذير من الاستسلام والتراجع والتوقّف في المكان.
فيما يتناقل الكثير من نشطاء الفيسبوك المعارضين ومنهم مقيمون في ريف حلب الغربيّ، حالةً من الاستياء بسبب الخسائر التي تلقّوها، وهناك عائلات شارك أبناؤها في القتال ولم يعودوا، ومن عاد منهم عاد في صندوق، كان لذلك أثر على البيئة الحاضنة لـ”الثوار” لا سيّما أنَّ عدداً ممّا تُسمى بـ”القيادات” الثوريّة تعيش في إسطنبول لا في إدلب أو ريف حلب.
فيما يقول مصدرٌ سوريٌّ فضّل عدم كشف اسمه: “إنَّ هناك معلوماتٍ تُفيدُ أنَّ أنقرة طالبت عدداً من رجال الدين، لا سيّما الآتين من خلفيّةٍ إخوانيّة، بإقامة محاضراتٍ ودوراتٍ لإعادة الروح المعنويّة للبيئة الحاضنة في الشمال السوريّ.
وأضاف المصدر: بعد توقيع أنقرة اتّفاقاً مع موسكو، تحاول الأُولى ترتيب الأوراق في الشمال، هي بحاجةٍ لبيئةٍ متماسكة معنوياً ونفسيّاً؛ لأن المعركة بالنسبة للتركي لم تنتهِ بعد في سورية؛ بل ما تزال في منتصفها، كاشفاً أنَّ أنقرة لديها نيّة في إعادة تأهيل هؤلاء نفسيّاً من أجل معاودة القتال، خصوصاً ضدّ الأكراد.
أمّا المتخصّصون في متابعة التيّارات الإسلاميّة على الساحة السوريّة خلال الحرب، فقد اعتبروا أنَّ كلام زين الدين حول الأهداف المرجوّة من محاضراته، يؤكّدُ الادّعاءات التي تقول إنّ هناك عمليّة إعادة تأهيلٍ نفسيّ لكوادر التيّارات الإسلامية، ومنها الأخوان، فقد هاجر من هاجر، وفر من فرّ، وقُتل من قتل، حلب وغيرها باتت في قبضة الجيش السوريّ، وقد تمَّ إنقاذ ادلب ومن فيها من جماعاتٍ وحركاتٍ من عمليّةٍ عسكريّة سوريّة بشقِّ الأنفس.
اسيا نيوز