توقّعاتٌ بكسر الجليد بين الكويت وسورية
خلال ثمان سنواتٍ من عمر الحرب السوريّة، لم يكن موقف دولة الكويت ليوصف بأنّه عدائيٌّ ضدّ النظام في سورية، صحيحٌ أنَّ نواباً ورجال أعمالٍ هناك شاركوا بقوّةٍ في دعم جماعاتٍ مُسلّحة، لكن في المقابل كانت هناك شخصيّاتٌ كويتيّةٌ مثل النائب عبد الحميد دشتي وغيره عارضوا أيّ دورٍ لبلادهم ضدَّ سورية من أجل مجاراةِ المزاج الخليجيّ “بحسب ما يقول مراقبون”.
يقول أحد المختصّين بملفّ العلاقات الكويتيّة ـ السوريّة: “إنَّ السفارةَ السوريّة ما تزال موجودةً في الكويت، هناك رحلاتٌ يوميّةٌ بين دمشق والكويت، هذا لوحده كفيلٌ لإفهام بعضهم أنَّ الكويت ليست عدوةً، وإنّما تحاول اتّخاذ خيارٍ توفيقيٍّ بين محيطها الخليجيّ ونظرتها لسورية، بغضِّ النظر عمّن يحكمها، وهذا ما أكّده أيضاً نائبُ نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله”.
المسؤولُ الكويتيّ قال على هامش مشاركته في احتفال السفارة الفلسطينيّة بالذكرى الـ30 لإعلان قيام دولةِ فلسطين: “إنَّ علاقاتِ بلاده بسورية مجمّدةٌ وليست مقطوعةً، الأمرُ الذي فهمه بعض الحاضرين على أنّه رسالةٌ لمن يريد فهمها، بأنَّ صلات الكويت لم تُقطع سواءً بالوساطة أو عبر بعض الشخصيّات الكويتيّة الاعتباريّة، وإنّما التجميد كان على مستوى الحكومات ظاهريّاً”.
وفي وقتٍ سابق، كان مساعد وزير الخارجيّة الكويتيّ لشؤون الوطن العربيّ السفير فهد العوضي قد قال ردّاً على اعتبار بعضهم: “إنَّ المباراة الودّيّة التي ستجمع المنتخبَين الكويتي والسوري غداّ الثلاثاء ضمن التحضيرات للمشاركة في كأس آسيا، هي عودةٌ للعلاقات بين البلدين، وإنَّ العلاقات الكويتيّة مع سورية لم تنقطع من الأساس، حتّى تعود بمجرّد مباراة”.
حول هذا الملفّ، يقولُ مراقبون إنَّ الكويت في موقفٍ صعب، فهي ما تزال تُدين للنظام السوريّ لوقوفه معها ضدّ نظام صدّام حسين عندما أعلن غزوها، وهي في الوقتِ ذاته لا يمكن أنْ تكون ضدَّ محيطها الخليجيّ لاعتباراتٍ كثيرةٍ، على الأقل الكويت لم تقطع علاقاتها كما فعل غيرها.
لقد كانت مقابلةُ صحيفة الشاهد الكويتيّة مع الرئيس الأسد، والتي أجراها معه رئيسُ مجموعة الدار الكويتيّة للإعلام صباح المحمد علامةً فارقةً، بعضهم اعتبرها أيضاً تمهيداً لعودة العلاقات مع دمشق وكسر برودة جليدها، حينها روى المحمّد تجربته الحواريّة مع الأسد، مادحاً إيّاه ووصفه بـ”الزعيم العربيّ المتميّز” على حدِّ تعبيره، الأسدُ قال خلال المقابلة وبالحرف “دور دولة الكويت مُشرِف من خلال إعلامها، لافتاً إلى أنَّ ذلك ما كان ليحدث لولا أنّها دولةٌ عريقةٌ بالديمقراطية والحرّيّة وإبداء الرأي ووجهات النظر، منوّهاً بموقف الكويت المُشرّف في قمم المانحين لدعم الشعب السوريّ التي دعا إليها وتبنّاها الأمير الشيخ صباح الأحمد, واصفاً إيّاه بالرجل الفذِّ بحكمته وعقله وإمكاناته” انتهى الاقتباس من كلام الأسد خلال المقابلة.
إذن، إنَّ العلاقاتِ السوريّةَ ـ الكويتيّة بدأت تتحسّن، هي ليست في أفضل أحوالها، لكنّها لم تنقطع كغيرها من العلاقات مع بعض الدول، فيما تقول مصادرُ مطّلعةٌ بدمشق: “إنَّ هناك خطواتٍ قادمةً باتّجاه العلاقات، والأشقاء الكويتيّون يعلمون ما هو مناسبٌ لهم، ونحن نتفهّم وضعهم حاليّاً”.
آسيا