صحيفة محلية تفتح النار على ارتفاع الدولار
“نتحداهم أن يأتونا بالخبر اليقين”، هو العنوان الذي قلما نرى صياغة شبيهة به في الصحافة السورية، خاصة الرسمية. لكن صحيفة “البعث” خرقت التقليد وعنونت مقالاً نشر على صفحاتها اليوم الثلاثاء، فتح النار على مبرري “ارتفاع سعر صرف الدولار” بأسباب وصفها بأنها “سخيفة”.
المقال الذي كتبه علي عبود، تحدى “الأكاديميين ورجال المال والأعمال، وأيضاً التجار” أن يجيبوه على سؤال كيف يستقر سعر صرف الدولار في لبنان منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، رغم هشاشة الاوضاع السياسية والأمنية فيه، ورغم غياب أية “قاعدة إنتاجية حقيقية”.. فيما انخفض سعر الليرة السورية بحدة أمام الدولار رغم أن “الأوضاع الأمنية والاقتصادية تحسنت كثيراً في سورية، ودارت عجلة الإنتاج والتصدير بسرعة، والطلب على الليرة السورية ازداد بعد فتح معبر نصيب”؟
وسخر عبود من الحديث عن “ذعر” تسببه الإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي، متسائلاً: “ترى من هي الفئة المكتنزة بالليرات السورية لتصدق الشائعات وتهرع لاستبدال مدخراتها بالدولار..؟ ألا يفترض أن هذه الفئة فعلتها من قبل، أي في عز الأزمة خلال بدايات الحرب على سورية..؟ إنه فعلاً تحليل سخيف جداً..!.”.
أما “الأسخف”، حسب عبود، فهو “الزعم بأن الكثير من مدخرات “المواطنين” هي بالليرة السورية التي ترفض المصارف قبولها ما دفعها إلى السوق السوداء”!
ليصل إلى “الأشد سخافة” في هذه التبريرات وهو الحديث عن “تمويل المستوردات”!
واستهجن عبود الزعم بأن مطالبة المصرف المركزي بعض المستوردين بتقديم إجازات استيراد ووثائق عن البضائع المستوردة، هو السبب في هذا الارتفاع نتيجة إقدامهم على “شراء إجازات استيراد ووثائق عن البضائع المستوردة”، موجها سؤاله مباشرة لمن زعم ذلك من مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق: “ماذا فعل التجار بملايين الدولارات التي شفطوها من التجاري السوري”؟!
وختم عبود مقاله الناري بإعادة التحدي عن من يأتي بالخبر اليقين عن أسباب ارتفاع الدولار المفاجئ.