هل يرفع الروس أنخابَ الفودكا في بيروت ؟
من البوّابة السوريّة عاد الروسُ إلى المنطقة، ثبتوا أقدامهم على المياه الدافئة، ثمَّ فرضوا معادلاتٍ جديدة، كان آخرها الإس 300 الذي تم إعطاؤه لدمشق، هناك اتّصالات بين موسكو وحزب الله، لم يكن ينقص خصوم الحزب في لبنان إلّا أنْ تكون أيضاً روسيا من ضمن منظومة علاقاته التي يستند إليها في اللّعبة السياسيّة، يقول أحدُ اللبنانيّين المُخاصمين سياسيّاً للحزب.
فيما يرى أحدُ المتابعين للقضايا العبريّة أنَّ دخول روسيا إلى لبنان بعد سورية، سيكونُ إيجابيّاً وسيحقّقُ ميزان ردعٍ بالنسبة للإسرائيليّ، وفي الوقت ذاته سيكونُ بمثابة صمّام أمانٍ يطمأنُ بعض المُنادين بضرورة جعل السلاح حِكراً على الجيش اللبنانيّ ولا سيّما من فريق 14 آذار.
أمّا صحيفة هآرتس الإسرائيليّة، فقد رأت أنَّ موسكو تعمل على تثبيت أقدامها في لبنان، الأمرُ الذي سينعكس سلباً على المصالح الإستراتيجيّة الإسرائيليّة، مضيفةً أنَّ محاولةَ فكّ شيفرة ما يريده بوتين في سورية وربّما في لبنان أيضاً، في الوقت الذي يحاولُ فيه حزبُ الله تصنيع السلاح، يُعتبرُ تحدّيّاً كبيراً لإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادرَ أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ قولها: “إنَّ المشكلة التي تقفُ أمام إسرائيل في الشمال تتعلّق بالخطر الملموس من إغلاق نافذة الفرص العملياتيّة، لافتةً إلى أنَّ المعركةَ في سورية ولبنان، ركّزت على إحباط تهريب السِّلاح المتطوّر من إيران إلى حزب الله “بحسب زعمها”، لكن أُضيفت إلى ذلك في السنة الأخيرة مهمّةٌ جديدةٌ هي منع التمركز العسكريّ لإيران في سورية”. وقالت الصحيفة: “إنَّ استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يُغيّر الواقعَ بالتدريج، وسواء كانت روسيا ما تزال غاضبةً على إسقاط طائرتها قبل شهرين، أو أنّها تُوظّف الحادثة كي تُملي قواعد لعبٍ إستراتيجيّة جديدة في الشمال، فإنّ النتيجة واحدة”.
إذن، إنَّ الإسرائيليّ مستاءٌ من الوجود الروسيّ في لبنان؛ كونه يجعل لبنان سماءً مُغلقة للعمليّات التي اعتاد الطيرانُ الإسرائيليّ خرقها. الروسُ يُحيدون شيئاً فشيئاً الساحة اللبنانيّة لتكون مُنطلقاً لعمليّاتٍ إسرائيليّةٍ، وبرأي مراقبين تبدأ فوائد تواجد الروس في المنطقة من الناحية العسكريّة الأمنيّة إقليميّاً، فهل تتطوّر إلى وجودٍ له انعكاساتٌ على الحياة السياسيّة اللّبنانيّة أيضاً كما كان الحال بالنسبة للسوريّ والسعوديّ؟ والآن الأمريكي؟ إنَّ تحقّق ذلك فعلاً يحقُّ للروس إذن أنْ يرفعوا أنخابَ انتصاراتِهم في قلب بيروت.
اسيا نيوز