الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

حشود المجموعات الإرهابية في إدلب إعادة انتشار أم خطوة نحو الانتحار

شام تايمز

حشود المجموعات الإرهابية في إدلب إعادة انتشار أم خطوة نحو الانتحار

شام تايمز

يبدو من التحركات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب أنها اتخذت منحى التصعيد عنواناً للمرحلة القادمة، فقد بدأت “هيئة تحرير الشام” الإرهابية، بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى شمال حماة تتضمن آلاف المقاتلين المزودين بالأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للطيران، المحمولة على الكتف.

شام تايمز

وكانت قد كشفت مصادر مطلعة في محافظة إدلب لوكالة “سبوتنيك” أن “هيئة تحرير الشام” — التسمية التي يتخذها لنفسه تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي (المحظور في روسيا)، بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى الريف الشمالي لمحافظة حماة في المنطقة “منزوعة السلاح”، وفي مقدمة هذه التعزيزات قوات النخبة ومعظم عناصرها من المقاتلين الأجانب، وحسب المصادر فإن التعزيزات المذكورة والتي إنطلقت من مدينة إدلب ومن بلدة خان شيخون بإتجاه الشمال الحموي، تضمنت إلى جانب آلاف المقاتلين المتطرفين، دبابات ومدافع ثقيلة ومدافع رشاشة وعربات متنوعة وصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف من طراز “ستنغر” أمريكية الصنع، تم إخراجها من مستودعات تحت الأرض، وفي هذا السياق انضمت إلى هذه التعزيزات وإرسال المقاتلين عدة مجموعات إرهابية أخرى انضمت من قبل لجبهة النصرة ومنها من بايع تنظيم القاعدة سابقا مثل “جيش العزة” و”حراس الدين” الذي يدين بالولاء لقيادة تنظيم “القاعدة” في أفغانستان، وتنظيم “أنصار التوحيد” المبايع لـ”داعش”.

ماهي الخطة التي تتبعها المجموعات الإرهابية في هذه المنطقة وماهو الهدف الحقيقي من هذه التحركات؟

من أين ظهرت كل هذه التعزيزات والأسلحة المتطورة وكيف وصلت إلى أيدي الإرهابيين وعن أي طريق؟

إلى أي اتجاه يمكن أن يتمدد هذا التصعيد، وكيف ستتعامل الدولة السورية مع الواقع الناشئ، وماهي أولويات الرد عليه أو التعامل معه؟

هل يمكن لهذه المجموعات الإرهابية المسلحة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات من تلقاء نفسها، ومن هي الجهة التي يهمها بالدرجة الأولى إحداث مواجهات قد تكون الأعنف والأخطر منذ بدء الحرب على سوريا؟

حول خطة المجموعات الإرهابية المسلحة وهدفها الحقيقي من هذه التعزيزات والتحركات المشبوهة، يقول الخبير العسكري الاستراتيجي العميد هيثم حسون:

“أولا المجموعات الإرهابية المسلحة في تلك المنطقة لاتعمل من تلقاء نفسها بل هي أدات بيد القيادة التركية والحكومة التركية التي شعر رئيسها أردوغان بأنه تورط بـاتفاق سوتشي، ولذا يحاول التهرب من الإلتزام بهذا الإتفاق، تارة بأنه لم يستطع، ووتارة أخرى عبر الإدعاء بأن جزء كبير من تلك المجموعات نفذت المطلوب منها، وثانيا أرادت تركيا بأن تبقى المجموعات الإرهابية تسيطر على تلك المنطقة بشكل بشكل مباشر وبالتالي هي خاضعة للنفوذ التركي بشكل غير مباشر.

من جهة أخرى لايريد التركي لروسيا أن تحقق أي نجاح، حتى لو قال الرئيس التركي بأن هناك تنسيق وتعاون مع روسيا، ويريد تنفيذ الإتفاق في محافظة إدلب ، وهو يدرك أن إتفاق سوتشي سيكون في المرحلة الأخيرة إعادة المحافظة إلى سيطرة الدولة السورية وصولا إلى الحدود التركية السورية بما فيها عفرين، وهو لايريد تحقيق ذلك لذا بدأ بتحريك المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل توتير الأوضاع في كل المنطقة وبالتالي عدم إعطاء فرصة للحل السياسي، وبالتالي هذا ماسيجبر الدولة السورية وحلفائها على العودة إلى الخيار العسكري “.

وحول منشأ أو مصدر التعزيزات والأسلحة المتطورة التي يمتلكها الإرهابيون وهل تركيا وحدها هي المهتمة بهذا التصعيد أم أن العمل يجري بالتنسيق بين عدة أطراف إقليمية معينة، ومن يقودها بشكل أساسي يقول العميد حسون:

“المايسترو الأساسي الذي يدير العمليات بشكل كامل في سورية وربما في المنطقة بشكل كامل هو الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المشروع، أما ما تقوم به تركيا والأطراف الإقليمية الأخرى إن كان في الخليج أو الكيان الصهيوني فهذا يأتي في إطار تنفيذ كل منهم لدوره الذي وضعته له الولايات المتحدة الأمريكية، وبخصوص السلاح وخاصة صواريخ “ستنغر” هذه الصواريخ لايمكن أن تسلم لأي طرف في العالم بدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتالي هي سلمت إلى طرف ثاني من قبل الولايات المتحدة ومن ثم إلى تركيا لإدخالها إلى الأراضي السورية.

هناك أمر هام جدا يتعلق بالعمل في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من منبج وصولا إلى الحدود السورية التركية، ومايجري حاليا في إدلب هو للتغطية على المشروع الأمريكي التركي للتمدد في تلك المنطقة وبالتالي تنسيق عملية الإحتلال بين الولايات المتحدة وتركيا وتحقيق الاستفادة المتبادلة من ورقة المليشيات الكردية التي تنتشر في تلك المنطقة ، ومنع كل من هذه المليشيات و”داعش” من قضاء أحدهم على الآخر للابقاء على السيطرة الأمريكية في تلك المنطقة.

تركيا والولايات المتحدة لايريدان أن تستكمل الدولة السورية تحرير باقي المناطق التي توجد فيها “داعش” وصولا للهدف الأساسي وهو تمكين الكيان الصهيوني من الاستفادة من هذه الظروف وأن يقول الكيان الصهيوني أن أرض الجولان السوري لن تعود إلى الدولة السورية، وأن لايتم بعد ذلك مناقشة إعادتها للدولة السورية.

حول طريقة تعامل الدولة السورية مع الوضع الواقع الناشىء وماهي أولويات الرد والتعامل مع هذه التطورات يقول العميد حسون:

“الآن الدولة السورية تعمل إنطلاقا من درجات الخطورة الأكثر فالأقل، ومن هنا ستتخذ الدولة السورية مجموعة من الإجرات تتعلق بتحرير محافظة إدلب كأولوية وأفضلية أولى، وهذا الأمر سيتم من خلال تفريغ كل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وتركيا طبعا للقول أن المجموعات الإرهابية نفذت ماعليها لإتفاق “سوتشي” وإنسحبت، وبالتالي سورية مع روسيا يظهران بشكل واضح بأن المجموعات الإرهابية لم تلتزم وتقوم بأعمال مضرة، وهذا إستمعنا إليه في تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وتصريحات االمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وتصريحات كل المسؤولين السوريين.

وتابع الخبير:

الأمر الآخر هو إفراغ وتعطيل المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة قبل “سوتشي” لضرب الدولة السورية بذريعة استخدام السلاح الكيميائي ، وهنا نرى التركيز الروسي على مراقبة وفضح تحركات المجموعات الإرهابية التي تقوم بتقل الشحنات الكيمائية من مكان إلى آخر، إذا الأولويات هي تنفيذ عملية عسكرية في محافظة إدلب، تكون فيها الدولة السورية وحلفائها وتحديدا روسيا في مواجهة المجموعات الإرهابية دون الإضطرار إلى مواجهة تركيا أو الولايات المتحدة في هذه المنطقة، وأعتقد أن روسيا وضعت الأرضية السياسية والدبلوماسية والعسكرية المناسبة لتنفيذه هذا الأمر.

الدولة السورية بعد إنهاء العمل العسكري الكبير في منطقة “تلول الصفا” يمكن أن تستفيد من فائض القوة الذي تشكل لديها من أجل تنفيذ عملية عسكرية سريعة وخاطفة في إدلب قبل الانتقال إلى الأولوية التي تليها، وهي المنطقة الممتدة من منبج إلى جرابلس وصولا إلى الحدود العراقية السورية بما فيها المنطقة التي تحتلها الولايات المتحدة، وبنفس الوقت يقوم الحليف الروسي بعمل هام جدا بمحاولة لإقناع الأمريكي بالإنسحاب من مخيم “الركبان” ومنطقة “التنف” وإستكمال الجيش العربي السوري تطويق المنطقة التي تحتلها الولايات المتحدة من الإتجاه الجنوبي الغربي والغربي والشمالي الغربي”.

إعداد وتقديم نواف إبراهيم

شام تايمز
شام تايمز