ما هي الاولويات الحالية لتركيا في سوريا؟
بعد فشل انقرة في تنفيذ الاتفاق الروسي التركي في سوتشي ما زالت هناك صعوبات تواجه مهمة إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب السورية. لتتبعها حلب على الخط الساخن في الاشتباكات الاخيرة بين الجماعات المسلحة في ريفها الشمالي.
حرب تصفيات استعرت بين الفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي؛ حيث تدور اشتباكات دامية بين ميليشيات ما يسمى بالجيش الوطني المدعوم من تركيا عسكريًا بشكل مباشر وكبير وبين باقي الفصائل تحت مُسمّى الحملة الأمنية للقضاء على الفساد.
ويتهم الجيش التركي عدة فصائل بالسرقة والنهب في مدينة عفرين شمال حلب التي تعرضت لقصف عنيف جدا منه، وبحجة ذلك شن بمساعدة ما يسمى الجيش الوطني حملةً داميةً على فصائل كانت تتبع له بشكل مباشر، فهل السرقة والنهب هما السببان في ذلك، أم أن لأنقرة أهدافا أخرى في القضاء على الفصائل؟
الحملة الأمنية ضد الفساد والسرقة التي تتذرّع بها تركيا ستنتقل إلى مناطق أخرى غير عفرين بحسب المعلومات الواردة، وبلدة الراعي بريف حلب الشمالي هي الهدف القادم ومن المقرر أن تبدأ اليوم بعد 5 أيام دامية في عفرين، تزامنت مع التقارب الأمريكي التركي في الملف الكردي وتصاعد وتيرة التصريحات التركية بحملة على “قسد” شرق الفرات.
مصدرٌ سوري مطلع على الوضع في أرياف حلب قال لموقع “العهد” الإخباري إنّ ” أنقرة تعمل على تصفية الفصائل التي تعارض السياسات التركية في الشمال حيث عارض فصيل “أحرار الشرقية”، الذي قضى عليه الجيش التركي بقتل معظم عناصره واستسلام الباقين؛ معركة تل أبيض التي تعتزم تركيا إطلاقها ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وتتذرع بمحاربة الفساد والسرقة”.
وأضاف المصدر أنّ ” تصريحات ما يسمى بالجيش الوطني تؤكد أنّ حرب التصفيات هذه ستمتدّ لكل مناطق حلب الشمالية، ويتذرع مسؤولوه بمحاربة الفساد في جرابلس و اعزاز و الباب”.
وتابع “أمس، كان الجيش التركي والفصائل التي يعتمد عليها في حملته هذه يفرضون حظر تجوال في بلدة الراعي ومدينتي الباب و جرابلس”، مؤكداً أنّ ” تركيا تريد تصفية الفصائل التي تعارضها أولا، و إظهار فصائل الشمال على أنها تشكيل جديد مُوحّد منضوٍ تحت جناحها شكلًا ومضمونًا دون أي معارضين لها، تُسوّقه على أنه تشكيل مسلح معتدل لا إرهابي كي تمنع أية عملية عسكرية مقبلة للجيش السوري على أرياف حلب”.
واشنطن تعتزم تشكيل نقاط مراقبة شمالي سوريا
تركيا التي اعلنت حربها على قوات قسد الكردية المدعوم اميركيا تجد نفسها امام موقف اميركي جديد حول دعمه لقسد.
فقد كشف وزير الدفاع الأميركي جيمز ماتيس، عن نية بلاده إنشاء مواقع للمراقبة على امتداد الحدود السورية التركية شرق الفرات .
ماتيس تذرع بان مهمة هذه المواقع ستكون لمنع وقوع أي اشتباكات بين تركيا وما يعرف بقوات سوريا الديموقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن. ورغم التكتم المعتاد من قبل وزارة الدفاع الأميركية والامتناع عن الخوض في تفاصيل عملياتها في سوريا، فقد أعلنت امتلاكها الفي عسكري على الأراضي السورية من دون تحديد الأماكن التي يتمركزون فيها، مشيرة إلى أنه لن يتم إرسال المزيد بعد إنشاء مواقع المراقبة.
انقرة ومصير اتفاق سوتشي
انقرة التي لم تتمكن حتى الان من تنفيذ اتفاق سوتشي الذي توصلت اليه مع موسكو حول المنطقة منزوعة السلاح في ادلب، حسبما صرحت به المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
زاخاروفا اكدت أن الوضع في إدلب لا يزال مثيرا للقلق فبالرغم من الجهود المبذولة من أجل تنفيذ الاتفاق ما زالت هناك صعوبات تواجه مهمة إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
بين ادلب وحلب وشرق الفرات السوري، تجد تركيا نفسها في موقف حرج أمام تحديد اولوياتها الميدانية في سوريا. لا سيما في ظل التطورات والمواقف الاميركية من موضوع دعمها لقسد والاصرار الروسي على الاسراع في تنفيذ اتفاق سوتشي ادلب.