خبير اقتصادي يكشف أسباب تراجع ثقة المستهلك بالمنتجات السورية
أوضح د.حيان سليمان- الخبير الاقتصادي أن موضوع ثقة المواطن بأي سلعة هو موضوع تراكمي، فقبل الحرب على سورية كانت ثقة المواطن بالداخل والخارج وحتى الأجانب بالمنتج السوري ثقة كبيرة بدليل أنه وصل تصدير الأدوية السورية إلى أكثر من 96 دولة حول العالم، ولكن يجب هنا أن ندرس لماذا تراجعت الثقة ويمكن أن نجيب، لعدة أسباب أولها غياب الصناعات الأساسية، فعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن شركة تاميكو لصناعة الأدوية فإننا نتحدث عن شركة عملاقة بكل ما تعني الكلمة، أو عن شركات الألبسة أو المواد الغذائية… الخ.
هذه الشركات تم تدميرها من العصابات الإرهابية، وتمت الإساءة لها وسرقة آلاتها ومعداتها، فانطلقت منها بعض الورش الصغيرة التي أرادت أن تسد أو تلبي الفجوة التسويقية أي الفارق بين العرض والطلب في السوق، وبدأت تنتج منتجات يمكن أن نقول عنها إنها لا تتمتع بالمواصفات الفنية، ومن جراء استخدام المواطن هذه المنتجات بدأت ثقته بالمنتج السوري تتراجع، ليس هذا فقط وإنما انعكس على الخارج وخاصة في ظل توجه الكثير من المنتجين إلى ضغط التكلفة على حساب النوعيات.
النقطة الثانية وهي أنه تم تهريب الكثير من السلع من دول شاركت في التآمر على سورية مثل الأردن- تركيا، وهذه العملية كانت تتم عن طريق أشخاص معينين تنقصهم (الجرعة الوطنية) وكانوا يقيمون ورشاً معينة من أجل استبدال الماركة ولصق ماركات جديدة على بعض العبوات لهذه المواد وإدخالها إلى الأراضي السورية على أنها منتج سوري وهي في الحقيقة ليست منتجاً سورياً على الإطلاق، وهناك سبب ثالث وهو العقوبات الاقتصادية والحصار منذ آذار 2011 وحتى الآن، هذا الموضوع أساء كثيراً إلى المنتجات السورية من خلال مدخلات العملية الإنتاجية التي تتكون من مستلزمات ومن متطلبات المادة الأولية، كما تراجع أيضاً متوسط دخل الفرد فبدأ المواطن السوري يميل إلى ما نسميه في علم الاقتصاد (السلع البديلة) أي ليست السلع الأساسية، من هنا بدأت السلع الرديئة تحلّ تدريجياً مكان السلع الجيدة وكما يقال في أوقات الأزمات تطرد العملة السيئة العملة الجيدة وينطبق هذا على أن السلع الرديئة تطرد السلع الجيدة.
النقطة الأخيرة تراجع متوسط الدخل إضافة إلى زيادة معدل البطالة وإلى زيادة معدل العمالة أيضاً، فأصبح هم المواطن السوري أن يشتري بأبخس الأسعار وتدبير لقمة عيشه يوماً بيوم وهذا بشكل طبيعي أدى به إلى التوجه نحو السلع الرديئة، رغم أن سعرها زاد، بدلاً من السلع الجيدة ذات السعر المرتفع.
وأما عن لجوء المواطن السوري إلى شراء الأدوية الأجنبية فكان رأي د. حيان سليمان هو أن الدواء السوري يتمتع بمواصفات عالية الكفاءة وبأسعار معقولة، ولكن لايزال حتى الآن عدد كبير من المواطنين ميالين إلى اقتناء الدواء الأجنبي وشرائه بسعر عال، وبشهادة مؤسسات طبية عالمية فإن الدواء السوري حقق نقلة نوعية وأثبت كفاءته وهو في تطور مستمر.
تشرين