السويداء.. الخطف يصل الى البيوت الآمنة وينتهك أعراض الناس
بين مفرج عنهم بدفع فدية مالية كبيرة، وبين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الآن، بلغ عدد الذين خطفوا في محافظة السويداء حتى الساعة 15 شخصاً بين طفل وشاب ومسن، وسط انتهاك فاضح لحقوق الإنسان، وغياب الحلول الجذرية التي تستطيع لجم عصابات الخطف المعروفة بالاسم والمكان.
ولكن الشيء المثير للدهشة، والذي لا يمكن لعاقل استيعابه، هي تلك الطرق الجديدة التي اعتمدتها هذه العصابات خلال الأيام الماضية، وأظهرت فسقها وعربدتها على الملأ، وقامت باغتصاب رجل يتجاوز عمره الثامنة والستين، ونشر صوره دون أن يرف لهم جفن، وتصل بهم الوحشية والدناءة بأن يقتلوا ضحيتهم بعد ذلك في حال لم يتم دفع المال، وكأنه بقي شيء للكلام.
تاجر الأقمشة المعروف “م،خ” الذي خطف أيضاً خلال شهر شباط من هذا العام، وتم الإفراج عنه بفدية مالية قدرها خمسة ملايين ليرة سورية، تم خطفه بتاريخ 22-10-2018، وطالبت الجهة الخاطفة بفدية مالية باهظة لم تتوفر مع ذويه حتى الآن، ما جعل العصابة تمارس قذارتها، وترسل تلك المقاطع التي يندى لها الجبين.
العصابات راحت تراقب أبناء العشائر، والوافدين من المحافظات الأخرى، وتسلبهم أمانهم وتتفاوض مع ذويهم دون أن يستطيع أحد وقف هذه المهزلة التي باتت وصمة عار لا يمكن محوها بسهولة، وسط تراجي أمني غير مبرر، خاصة وأن المجتمع المحلي دعا بكامل مكوناته الأجهزة الأمنية المختصة كي تأخذ دورها وتساهم بوضع حد لهؤلاء المجرمين، دون أي شيء على الأرض.
وكانت عصابة غير ملثمة قد خطفت المواطن محمود الزعبي صباح الخميس الماضي واقتادوه إلى مكان مجهول، ليكون الأخير في سلسلة طويلة خلال هذا الشهر.
حيث شهد يوم الإثنين 19 تشرين الثاني خطف المزارع أبو مدين سلمان السعيد المقيم في حي “رجم الزيتون” بمدينة السويداء، والذي يعمل في ضمان بساتين التفاح، ويتمتع بسمعة جيدة بين الأهالي، وما زالت المفاوضات قائمة مع الخاطفين بحسب ما أوضحه مقرب من عائلته لصاحبة الجلالة.
لكن الذي جرى في قرية أم الرمان الآمنة في الريف الجنوبي للمحافظة يوم 16 تشرين الثاني جعل مسار الخطف يأخذ طريقاً جديداً بعد أن داهم مسلحون مجهولون يستقلون سيارة بيضاء محلاً تجارياً للمواطن زيدون العودة” 27 عاماً، خلال المساء، واقتادوه إلى منطقة مجهولة لم تستطع كل محاولات شبان القرية معرفة طريقه، وهي أول عملية تتم بهذا الشكل في القرى الجنوبية.
وفي 15 تشرين الثاني فقد اليافع “قيس فاضل أبو مغضب” من قرية “طليلين”، وسط أنباء متضاربة عن مصيره، وما إذا كانت عملية مزيفة للحصول على المال.
فيما خطف المواطنين “عادل محمد الدراوشة”، و”أحمد شحادة القادري” المنحدران من قرية “الغارية الشرقية” في الريف الشرقي لمحافظة درعا قبل وصولها إلى السويداء يوم الجمعة 9 تشرين الثاني، حيث طلبت عصابة مجهولة الهوية 250 ألف دولار للإفراج عنهما، وكأن الشبين رجال أعمال كبار، وأصحاب ملايين الدولارات، ويعملون في البورصة العالمية، حيث ذكر مصدر مقرب من عائلة الشابين، أن العصابة أرسلت مقاطع فيديو تظهر تعذيب أحد الشبان الذي يعمل سائق سيارة عمومية، فيما يعمل الآخر في مغسل للسيارات.
ويومي 10 و11 تشرين الثاني الماضي، وعند دوار النجمة في مدينة السويداء، تمت عمليتي خطف بنفس الطريقة رغم أن الدوار يشهد ازدحاماً وحركة دائمة، حيث خطف “عبد السلام سليمان أبو عرة”، و”جابر بركات النصيرات” حيث قام ذويهم بفتح ضبط لدى الجهات المختصة.
وانتحلت عصابة مسلحة صفة أمنية يوم الجمعة 9/11/2018 ودخلت مشروعاً تجارياً وخطفت المهندس المشرف “أحسان حسن” بحجة استجوابه في موضوع أمني، وبعد ساعات تواصلوا مع ذويه وطالبهم بدفع فدية مالية قدرها 25 مليون ليرة سورية مقابل إطلاق سراحه.
واستمر مسلسل خطف المواطنين من أهالي محافظة درعا حيث قام مجهولين بخطف موسى الزعبي وضياء الطويرش على طريق “الثعلة – السويداء، في الريف الغربي للمحافظة.
المخطوفان ينحدران من قرية “الطيبة” في ريف درعا، حيث يعمل “موسى” مدرساً، أما الشاب الآخر فقد عاد مؤخراً من دولة الإمارات العربية المتحدة وهو وحيد لذويّه، وهناك شكوك حول تواصل العصابات من كلا الطرفين في السويداء ودرعا، كما كان يحصل سابقاً، كما أكد عدد كبير من المتابعين والموثقين لحالات الخطف.
وشهد بداية الشهر الحالي اختطاف “أحمد محمد” من منزله وسط مدينة السويداء بواسطة ثلاث سيارات معروفة، حيث لم تخرج العصابة خالية الوفاض بعد أن شاهدت قوتها أمام أطفال الرجل وزوجته، فخطفت بطريقها الطفلة “أسماء حمد”، حيث تمت إعاتهما بعد يومين دون دفع كفالة مالية، وعدم صدور أي تصريح من الجهات المختصة التي تدخلت بالقضية.
التجمع الوطني الشعبي أصدر بياناً اطلعت عليه صاحبة الجلالة قال فيه: إن عصابات الخطف تجاوزت كل الخطوط الحمراء وبعدما وجدت نفسها بمنأى عن الملاحقة من قبل الأجهزة المختصة، فبعدما كانت سابقاً تخطف ضحاياها خارج بيوت القرية وبعيداً عن عيون الناس؛ أخذت اليوم تدخل البيوت الآمنة وتخطف الضحية من بين جدران محله التجاري أو بيته ضاربة بعرض الحائط كل القيم والمبادئ التي تربينا عليها.
وأكمل البيان: أن مواطني المحافظة يرون في ذلك اعتداء عليهم، وقد صبروا على ذلك، وما صبرهم إلا لأنهم يدركون أن معركتهم الأساس ليست مع هؤلاء، ولأنهم يرون أنه قد يكون هناك من يريد أن يشعل الفتنة ويعبث بالسلم الأهلي، وعدم تصدّي المجتمع الأهلي لهم هو خوفاً من اشتعال معارك عائلية تحت عنوان الثأر وما شابه. إن عصابات الخطف لم تأت من دول الجوار، ولا من محافظة مجاورة، وليس مقبولاً أن نطالب أهالي المخطوفين أن يعرفوا الفاعل لتتحرك ضدهم الأجهزة المختصة.
صاحبة الجلالة