السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

متشائلون ومترقِّبون : هكذا استقبل السوريون قرار التعديل الوزاري الجديد

متشائلون ومترقِّبون : هكذا استقبل السوريون قرار التعديل الوزاري الجديد

من المؤكد أن تغيير تسعة وزراء ومحافظ العاصمة دفعة واحدة في تعديل حكومي مفاجئ بهذا الحجم له أثره ضمن مفاصل أي دولة وعلى أي شعب في العالم، إلا أن السوريين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم العلمية والثقافية، علّقوا بطريقة مختلفة، بعد ثمان سنوات من المعاناة جرّاء الأزمة والظروف المعيشية الصعبة.

أحد الطلاب الجامعيين علّق بشيء من السخرية على استلام الدكتور عاطف النداف حقيبة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بعد أن أعفي من منصبه كوزيرٍ للتعليم للعالي قائلاً “وجبة واحدة للمواطن السوري وإلا يعد مستنفذاً”، وعلّل سبب سخريته الجامعات السورية تراجعت بشكل كبير في تصنيفها العالمي خلال فترة استلامه حقيبة التعليم العالي، حيث احتلت جامعة دمشق المرتبة 10902 على مستوى العالم، في حين احتلت جامعة تشرين المرتبة 5073، كما فُرِض خلال توليه أمور الوزارة زيادة رسوم التسجيل على التعليم المفتوح، حيث كان يبلغ رسم التسجيل فيه 5000 ليرة لكل مادة، وبحال رسب الطالب كان يعود لذفع المبلغ ذاته أما الآن فأصبحت 6500 ليرة للمرة الأولى، و7500 ليرة عند الرسوب مرة ثانية.

المضحك المبكي أن معظم من سخر لإعفاء وزير الداخلية محمد الشعار وتعيين اللواء الرحمون بدلاً عنه، خاصة بعد انتشار الفيديو الأشهر خلال الأيام السابقة للشعار وهو يقاضي موظفاً بحجة أنه يرتشي ب 50 ليرة، دعى لإخفاء منشوراته، في إشارة إلى أن الشعار استلم هو الآخر منصباً جديداً ألا وهو نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، أما عبدالستار السيد وزير الأوقاف نال تعليق من نوع رياضي ساخر آخر “متصدر لا تكلمني” كونه لم يخسر نقاط الإعفاء من منصبه، وبقي وزيراً للأوقاف.

فادي رجلٌ رُزِق بطفل قبل أشهر وأسماه “بشر”، واليوم يعبر الرجل عن قلقه على مستقبل طفله، حيث يرى الآن أن هذا الاسم لا يبشر بالخير، بعد أن أُعفي كل من وزير السياحة بشر يازجي ومحافظ دمشق بشر الصبّان من منصبهما، إلا أن فادي يتأمل خيراً بمستقبل طفله كون محافظ دمشق السابق بشر الصبان أمضى اثني عشر عاماً في منصبه، الزمن الذي يعد قياسياً مقارنة ببقية المحافظين حتى أنّه نال تعليقاً من الصحفي علاء حلبي بأنّه أصبح معلماً من معالم دمشق .

من جانبه أوضح النائب في البرلمان نبيل صالح أنّه لا يهم إن كان الوزير صاحب خبرة في وزارته، فقط يكفي أن يكون شخصاً يمتلك حس القيادة مُتقِناً لبنية خطاب المؤسسات وبالتالي قيادة المؤسسة أو الوزارة بالشكل الأمثل لخدمة المواطن.

في الوقت ذاته يتأمل السوريون أن يكون هذا التغيير بحجم صمودهم وتضحياتهم وسط فسادٍ لم يترك مفصلاً من مفاصل الحياة إلا ونخر فيه، فهل يحقق التعديل هدفه في تصحيح الدفّة لمسارها الصحيح وإزالة بعض ما سببته الحرب من لوعات ومآسي على الصعيد المعيشي على الأقل؟!
داماس بوست