وول ستريت جورنال: هل سيستمر الاتفاق التركي الروسي في سوريا؟
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الضغوطات الروسية على تركيا لإخراج الجماعات التي تصنفهم على أنهم جماعات متطرفة يعتبر امتحانا للعلاقات الدافئة بين البلدين ولوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في إدلب.
تصر تركيا وروسيا، بعد توقيعهما للاتفاق في تشرين الثاني، أن الاتفاق قد نجح، بما في ذلك المنطقة العازلة التي أقيمت غرب إدلب. ترى الصحيفة في ذلك، إشارة على زيادة الثقة بين روسيا وتركيا، بعد أن امتلكوا النفوذ الكافي للعمل كوسيطين في الشرق الأوسط بدون تدخل الولايات المتحدة أو أوروبا.
و قالت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأحد الماضي، إن طائراتها الحربية قد استهدفت مواقع لمسحلين اعتبرتهم مسؤولين عن الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة حلب والذي خلف أكثر من مئة مصاب.
كما عبرت روسيا عن إحباطاتها بوضوح، ما طرح تساؤلات عديدة عن حول احتمالات استمرار وقف إطلاق النار في معقل الارهابيين. حتى إن موسكو، لم تستبعد شن هجوم عسكري ضخم عليهم.
هل يستمر الاتفاق؟
وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) ضغط خلال اجتماع مع نظيرة التركي (خلوصي أكار) في اجتماع عقد في سوتشي يوم الثلاثاء على ضرورة فصل المسلحين المعتدلين عن المتطرفين في إدلب.
ترى (إيرينا زفياغلسكايا) العاملة في “مركز الدراسات العربية والإسلامية” ومقره موسكو، أنه “إذا تمكنت تركيا من فصل أولئك الذين يدعمون وقف إطلاق نار والمستعدين للتفاوض عن الإرهابيين، فإن ذلك يعني توفير الظروف لمنع عملية عسكرية واسعة النطاق”.
أما (سام هيلر) المحلل في “مجموعة الأزمات الدولية” فرأى أن آلية تنفيذ الاتفاق “لم تتم بوضوح” وقال إن “وقف إطلاق النار سيستمر لمدة طويلة طالما أن رعاته يقولون ذلك. بغض النظر عما يحدث على الأرض”.
وبحسب الصحيفة، فإن التوصل لأي اتفاق من شأنه أن يصب في مصلحة حلفاء (الأسد)، روسيا وإيران، ومن شأنه أن يعقد الوجود الأمريكي، حيث تسعى البلدان إلى كبح النفوذ الأمريكي في سوريا. أما انهيار المنطقة المنزوعة السلاح قد يأتي بنتائج عكسية على موسكو.
هذا وقد تطورت العلاقات بين (أردوغان) و(بوتين) بشكل كبير بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية. حيث رفعت موسكو العقوبات التجارية. كما تقوم شركة “روساتوم” النووية الروسية الحكومية بتمويل أول محطة للطاقة النووية في تركيا. وكان الرئيسان قد التقيا هذا الأسبوع للاحتفال بخط أنابيب الغاز الطبيعي المشترك.
كما أدت المصالحة التركية مع روسيا، في بعض الأحيان، إلى زيادة توتر العلاقات مع الغرب. مثل توصل أنقرة لصفقة شراء صواريخ نظام الدفاع الجوي “إس – 400” على الرغم من إنها عضو في “منظمة حلف شمال الأطلسي – الناتو”.
ترى الصحيفة، أنه ومع كل هذه التطورات، يعتمد وقف إطلاق النار في إدلب على رغبة كل من (أردوغان) و(بوتين) بالحفاظ على صداقاتها المتجددة الإبقاء على عامل الثقة المشترك بينهما.