الولايات المتحدة العظمى… بداية النهاية
الولايات المتحدة
“ليس مع بوتين إنما مع شي محادثات ترامب الرئيسية” عنوان مقال ألكسندر سيتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول أولويات الرئيس الأمريكي في قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين.
وجاء في المقال: أطلق الاقتصاديون العالميون البارزون على قمة (مجموعة العشرين) اسم “اجتماع ترامب- شي” وشخصيات ثانوية أخرى. وفقا لمستشار البيت الأبيض، لاري كودلو، فإن الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين سيصل بالتأكيد إلى نقطة الغليان. اجتماع ترامب وبوتين قد لا يحدث على الإطلاق، وفق تصريح الرئيس الأمريكي في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست.
على ما يبدو، تريد واشنطن الضغط على بكين في مجموعة العشرين، كما فعلت قبلا مع الرياض. بالنسبة إلى ترامب، هذه مسألة مبدأ، لأنها، في رأيه، تشكل تهديدًا حقيقيًا لكل الصناعة الأمريكية.
ومع ذلك، فإن النهج الذي يعتمد على استخدام القوة والابتزاز والخداع …لا يساهم في الإدارة الفعالة للدولة. بل على العكس، يظهر التاريخ أن العديد من البلدان المستعمرة، تطورت بنجاح أكبر من غزاتها. هنا توازن المصالح مهم، وليس السرقة المحجبة من قبل حفنة من الناس.
ولكن، بدلاً من اتفاقية الامتياز التي يقترح الجانب الصيني تقديمها كحل وسط، ترفض الولايات المتحدة المنافسة العادلة، مع أن التنافس التجاري شكل المحرك للتقدم العلمي والتقني والصناعي في أمريكا في القرن العشرين الذهبي.
تظهر حسابات الاقتصاديين أن الشركات الأمريكية يمكنها بالتعاون مع الصين مقاومة الشركات الأوروبية من خلال مدارس هندسية أكثر كفاءة. على سبيل المثال، إذا حُرمت شركة بوينغ من موردين ومشترين من الصين، فسوف تفلس في غضون 3-5 سنوات، حيث ستعجز عن تحمل المنافسة مع شركة Airbus SE.
على الرغم من أن ترامب يبرهن لناخبيه أنه فعل أكثر من جميع أسلافه لموازنة التصدير والاستيراد مع الصين، يعتقد العديد من المحللين أن “انتصار الرئيس على شي” سوف ينقلب بسرعة كبيرة، بسبب الاختلافات الأساسية في سياسة الحكومة الاقتصادية التي تعيق الإصلاحات في الولايات المتحدة، فيما هي، على العكس، تحفز التقدم في جمهورية الصين الشعبية.
وهكذا، فإذا ما بقيت الولايات المتحدة في الأول من ديسمبر على مواقفها الانعزالية وخروجها الحاد من المنافسة العالمية، فإن هذا سوف يمثل بداية نهاية الولايات المتحدة العظمى.