ما هي أبعاد العدوان الاسرائيلي على سوريا ؟
عدوان جديد ينفذه الكيان الصهيوني في سوريا، هو الأول منذ إسقاط طائرة (إيل 20) الروسية في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب كمين وضعتها به 4 طائرات حربية “إسرائيلية” فوق المياه الإقليمية السورية، ومنذ إعلان موسكو قرارها تزويد سوريا بمنظومة صواريخ إس 300.
الدفاعات الجوية السورية تصدت من جانبها مساء أمس الخميس لموجات متتالية من الهجومات الجوية المعادية فوق القنيطرة وريفي دمشق الجنوبي الغربي ودرعا الغربي، وأسقطت معظمها بدقة متناهية، بحسب ما صرح به مصدر عسكري رفيع المستوى.
منذ منتصف أيلول الماضي، تردد العدو الصهيوني في تنفيذ أي اعتداءات جديدة في سوريا لنكون البارحة أمام محطة جديدة من الاشتباك، بعد استهداف مناطق في جنوب البلاد.
مرّ شهران ونصف الشهر على اعتداء الإحتلال الصهيوني على مواقع في مدينة اللاذقية، والذي أفضى إلى سقوط طائرة روسية، منذ تلك الفترة، تغيّرت المعادلة القائمة فوق الأجواء السورية، كانت كل من موسكو وتل أبيب تعتمدان على “آلية تنسيق” تتيح للعدو أن “يفعل ما يشاء”، محاولة كسر هذه “المعادلة” عملت عليها دمشق بالتعاون مع طهران، ليظهر في الأشهر الأخيرة أشكال جديدة من الردود الدفاعية الصاروخية تُوّجت بإسقاط طائرة إسرائيلية في شباط الماضي.
بعد حادثة اللاذقية، ألغت موسكو العمل بالتفاهمات السابقة مع العدو، أعلنت صراحة رفضها للصيغة السابقة و”رمت” خلفها المقترحات “الإسرائيلية” الجديدة. هذا الاستعصاء المستجد في العلاقة بين الطرفين فرمل حرية حركة سلاح جو العدو. يوم أمس، استهدفت الطائرات “الإسرائيلية” مواقع في جنوب العاصمة دمشق. دفعتان من الصواريخ التي أُطلقت من خارج الأجواء السورية تصدّت لها الدفاعات الجوية على مدى أكثر من 20 دقيقة، وتمكنت من إسقاط معظمها، فيما لم تُصب الصواريخ الباقية أي مواقع عسكرية؛ وسقطت بقايا بعض صواريخ الدفاع الجوي في مناطق القنيطرة والجولان المحتل.
ملابسات الاعتداء الجديد الذي هدّدت “إسرائيل” بتنفيذه مراراً منذ تسلّم سوريا منظومة الدفاع الجوي “S 300″، تكشف أن الصواريخ كانت تحمل رسائل متعددة الجوانب، لم تستهدف عشرات الصواريخ منشآت معيّنة شبيهة بالضربات السابقة، أراد العدو أن يؤكد أولاً أنّه ليس مردوعاً، وباستطاعته أن يواصل مخططاته في الساحة السورية تجاه ما يصفه بالخطوط الحمر (التمركز الإيراني/ نقل أسلحة إلى لبنان)، وأنّه رغم العناد الروسي والرفض التام لأي صيغ تفاهم جديدة، قادر على أن يتصرّف بما يراه “أمناً قومياً”.
نفي لاختراق طائرات إسرائيلية لسوريا…
الى ذلك نفى مصدر عسكري سوري اختراق أي طائرات حربية إسرائيلية للأجواء السورية مساء أمس الخميس، حيث قال إن “إسرائيل” لا تزال ملتزمة بمعادلة الردع التي فرضتها صواريخ إس 5 (S 5) السورية بعد إسقاط طائرة (F16) الإسرائيلية وإصابة أخرى شهر فبراير/شباط الماضي، ومنذ ذلك الحين، جميع محاولات “إسرائيل” واعتداءاتها تجري من خارج الحدود بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد أثبتت فشلها في اختراق الدفاعات الجوية السورية.
وأضاف المصدر: “إسرائيل” التي خضعت لمعادلة الردع القديمة، لن تتمكن طائراتها من اختراق الأجواء السورية، وخاصة بعد تزويد الدفاعات الجوية السورية بمنظومة صواريخ إس 300 من قبل الجانب الروسي.
لم نستخدم منظومة إس 300 حتى الآن …
من جانبه قال مصدر سوري رفيع المستوى إن قوات الدفاع الجوي السورية أسقطت غالبية الأهداف المعادية التي اخترقت الأجواء السورية مساء الخميس دون الحاجة لاستخدام منظومة صواريخ إس 300 التي حصلت عليها سوريا من الجانب الروسي مؤخرا.
وأضاف المصدر في تصريح لوكالة “سبوتنيك”: تم إسقاط الأهداف المعادية بالوسائط التقليدية لدى قوات الدفاع الجوي السوري من مضادات جوية وصواريخ سام المطورة التي تعاملت مع الموقف وأسقطت الأهداف المعادية بدقة متناهية.