جهاد سعد.. عمل حارساً ليلياً.. وجدّه اللبناني يعرف أحمد شوقي والمنفلوطي
يثير الممثل السوري جهاد سعد الكثير من إشارات الاستفهام حول غيابه عن الدراما السورية للموسم الخامس على التوالي، في وقت يعيش فيه انتعاشاً لافتاً في أورقة الدراما والسينما في مصر.
منذ بداية الحرب في سوريا، وهو متغيب بشكل شبه تام عن المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الفنية، عدا أنه أصلاً لا يحب الظهور كثيراً ويفضل البوح عبر ما يقدمه على الشاشة.
خلال المواسم الخمس الماضية شارك جهاد سعد في عملين سوريين هما “طوق البنات 2” و”باب الحارة 7″، إضافة إلى المسلسل العربي المشترك “نص يوم”، وستة مسلسلات وفيلم واحد في مصر.
إنه فنان حقيقي يغرف من نبع الوعي والمعرفة والوجدان، توزعت مسيرته بين المسرح والسينما والتلفزيون، ومارس التأليف والتمثيل والإخراج.
بين حلب واللاذقية وباريس
جهاد سعد من مواليد مدينة اللاذقية، غرب سوريا، عام 1953 من أب سوري وأم لبنانية، حاصل على بكالوريوس في الإخراج المسرحي والتلفزيوني من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة.
في سن الثانية عشر انتقلت عائلته إلى مدينة حلب بحكم طبيعة عمل والده، وفي هذه الفترة كان طالباً في مدرسة الفرنسيسكان وعاد بعد ذلك مع عائلته إلى اللاذقية، ليكمل دراسته الإعدادية وليتخرج بعد ذلك من الثانوية العامة، بمجموع أهله لدخول قسم الأدب الفرنسي في جامعة دمشق، حيث قضى هنالك سنة واحدة ومن ثم انتقل لفرنسا لدراسة الهندسة المعمارية في مدينة ليون الفرنسية.
كانت عائلته متوسطة الدخل، فعمل في فرنسا كحامل خضروات في الأسواق وموزع جرائد وحارس ليلي في معمل ألبسة.
كان هاجس التمثيل يلاحقه دائماً، فبعد العام الثاني من الهندسة المعمارية حيث كان الأول في جامعته قرر الذهاب إلى جامعة باريس للالتحاق بكلية الإخراج وهناك لم ينجح في امتحان القبول بسبب مادة الجبر الرياضيات التي لا يعرف حتى الآن لماذا كانت عاملاً للقبول في قسم الإخراج.
إلى بلاد الأهرامات
انتهى بعد تلك الحادثة الحلم الفرنسي لعدم قبوله في جامعات باريس ولأسباب مادية أيضاً، وشاءت الظروف أن يجد لنفسه مكاناً على باخرة مسافرة من جنوب فرنسا إلى الإسكندرية فقرر المغادرة آخذاً معه حلم التمثيل، الذي أصبح كشعلة متقدة تدور في ذهنه.
عندما وصل جهاد سعد إلى المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر كان قد تأخر عن التسجيل، ولكنه دخل إلى مكتب المدير ليرجوه بأن يحقق له حلمه بالدخول إلى المعهد فوافق بعد عدة اختبارات.
بعد تخرجه غادر جهاد سعد مصر متوجهاً إلى فرنسا ثم الولايات المتحدة الأميركية، وخلال تواجده في هوليوود قال له أحد مكتشفي النجوم: “واحد زيك لازم يبقى في البلد دي”، إلا أنه تحجج ببعض الأمور المهمة التي تجبره على الوجود في بلده الأم سوريا.
في سوريا
في أواخر السبعينيات بدأ جهاد سعد مسيرته الفنية بالمشاركة في العديد من الأعمال، أبرزها أفلام “حبيبتي يا حب التوت” و”الشمس في يوم غائم” و”الانتفاضة” و”الدخيلة”.
بعدها اقتحم عالم الدراما من الباب الواسع، ومن المسلسلات التي شارك بها في بداياته “قلوب دافئة” و”البديل” و”الدخيلة” و”العروس”.
بعد ذلك أصبح بطلاً بأدواره مثل “أهلا حماتي” 1996، “الكواسر” و”النصية” 1998، “الفوارس” و”جلد الأفعى” 1999، “الزير سالم” 2000.
ومن مسلسلاته البارزة أيضاً “زمان الوصل” و”عمر الخيام” 2002، و”مخالب الياسمين” 2003، و”أبو زيد الهلالي” و”قتل الربيع” 2004، و”فسحة سماوية” 2005، و”غزلان في غابة الذئاب” 2006، و”ممرات ضيقة” 2007، و”لورانس العرب” 2008، “صدق وعده” 2009، و”ما ملكت أيمانكم” و”سقوط الخلافة” 2010، و”كشف الأقنعة” 2011، و”ياسمين عتيق” و”زمن البرغوت2″ 2013، و”أخيراً “باب الحارة7″ و”طوق البنات2” عام 2014.
الدراما المصرية
منذ مشاركته في مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” مع عادل إمام عام 2012، أصبح جهاد سعدوجهاً دائماً في الدراما المصرية، حيث تواجد بعد ذلك في سبع مسلسلات هي “نابليون والمحروسة” و”القيصر” و”شهادة ميلاد” و”مأمون وشركاه” و”شطرنج3″ و”البارون” و”لا تطفئ الشمس”.
كما شارك في مصر في بطولة فيلم “فص ملح وداخ” عام 2016.
وله مشاركة واحدة في الدراما الخليجية من خلال مشاركته في الجزء التاسع من مسلسل “طاش ما طاش”.
كما له مشاركات في المسلسلات العربية المشتركة من بينها “عرب لندن” و”نص يوم”.
خشبة المسرح
أخرج جهاد سعد العديد من المسرحيات كانت أولها “كاليجولا”، التي نالت “السعفة الذهبية” للإخراج في “أيام قرطاج المسرحية” سنة 1995، .كذلك أخرج مسرحيات “خارج السرب” و”حكاية جيسون وميديا”، و”كلاسيك” و”هجرة أنتيجون” و”الأشباح” و”أوبرا كارمن” و”بيت الحكمة” و”هستيريا”.
وتحدث في أحد لقاءاته عن خصوصية مسرحه فقال: أعتقد بأن كل مسرحي له منهج وخصوصية وطبيعة معينة ومشروع شخصي يعمل على تحقيقه وخصوصية، تجربتي المسرحية أنني استخدمت المكان أو الفضاء الفارغ وأعتمد كثيراً على الممثل وروح الممثل وعلى لغته وجسده وتعبيره الحركي على الخشبة، وكذلك أركز على المواضيع التي تمس الحرية والحب والسلطة والمواضيع الإنسانية على غرار مسرحيتي “كاليجولا” ومسرحيتي “هجرة انتيڤون” وحتى في الأوبرا اعتمدت الحركة فأنا أسعى دوماً إلى البساطة حتى تكون الكلمة هي الأوضح.
جده من أمه
كان جده والد أمه واسمه نصر الله طليع لبناني هاجر إلى مصر وكان من رواد الصالون الأدبي العائد لمي زيادة وتعرف على أحمد شوقي ومصطفى لطفي المنفلوطي، وكان بينه وبين جبران خليل جبران رسائل مشتركة.
وذكر جهاد سعد إحدى القصص عن جده فقال: في إحدى المرات انتبه إلى غلطة في اللغة العربية الفصحى للشاعر الكبير أحمد شوقي فقامت القيامة في مصر وبدؤوا يسألون عن هذا الشاعر الفلاح اللبناني أو الفلاح البسيط، بعد ذلك عاد إلى اللاذقية وأصدر مجلة اسمها “نور” وجريدة اسمها “المنار”، جريدة يومية في العشرينات.
معلومات قد لا تعرفونها عن جهاد سعد
شقيقه هو الممثل زياد سعد، وزوجة أخيه هي الممثلة جيانا عيد، التي تشغل منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية حالياً.
خاض جهاد سعد تجربة واحدة في التقديم التلفزيوني من خلال برنامج “خبرني يا طير”، على شاشة الفضائية السورية عام 1999 واستمر فيه سبع سنوات.
متزوج وله ثلاثة أبناء هم مريم ونوران ويوسف وجميعهم يدرسون ويعملون ما بين فرنسا وألمانيا والصين.
في عام 1993 شغل جهاد سعد منصب مدير المسرح القومي السوري، لمدة ست سنوات.