“المساكنة” بين المؤيد والمعارض في سوريا
يحكى في الشارع السوري عن ظاهرة المساكنة التي بدأت بالانتشار في الآونة الأخيرة بشكل لم يكن معهودا في سنوات قبل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ 2011.
ويمكن تعريف المساكنة بأنها إقامة علاقة زوجية كاملة بين طرفين دون اعتبار هذا الأمر زواجا رسميا وأية ثبوتيات تثبت هذا الارتباط في القضاء أو الشرع الناظم لهذه الأمور في الكثير من البلدان.
وقد تتنوع ظاهرة المساكنة بين أن يعيش الطرفان بشكل شبه مستمر مع بعضهما بعضا في بيت واحد، وبين أن يلتقيان في أوقات محددة متفق عليها لقضاء أمورهما، ثم يعود كل منهما إلى مكان سكنه مع أهله أو غير ذلك.
وبالتأكيد لا تزال ظاهرة المساكنة في المجتمع السوري بدون اتفاق على إنجاب الأولاد كما هو الحال في المجتمعات الغربية.
ويفسر بعضهم ظهور المساكنة في المجتمع السوري بسبب الظروف المادية التي تحكم الكثيرين في خياراتهم بالزواج وتأسيس الأسرة مع تلبية كل احتياجاتها المعيشية ومتطلباتها المادية، وتضاف إلى ذلك ظروف أخرى تتعلق بالرغبة الجنسية الناشئة بشكل طبيعي بين الطرفين ورغبتهما في تلبية هذه الرغبات بشكل يتناسب مع الظروف وتأجيل فكرة الزواج الرسمي وعدم اعتبارها كشرط أساسي لإقامة العلاقة الحميمية.
كما أن المساكنة قد تبدو في الكثير من المجتمعات أمرا طبيعيا أو بديهيا لا نقاش فيه، ولكنها تعد في المجتمعات الشرقية “سلوكا منافيا للأخلاق”، وذلك من منطلقات دينية بالدرجة الأولى ومجتمعية بدرجة أخرى.
المساكنة قابلة للحياة في المجتمعات الكبرى
وفي سوريا التي ينزع مجتمعها نحو العلمانية في ظل موجات من التطرف الديني اكتسحت البلاد خلال سنوات الحرب تبدو هذه الظاهرة قابلة للحياة في مراكز المدن الكبرى فقط، في حين لا يمكن أن تكون موجودة في غالبية مجتمعات سوريا المحافظة الضيقة بعض الشيء.
وعند استطلاع آراء الشارع السوري، اعتبر أحد المواطنين أن المساكنة تعتبر حلا “ولكن ليس في مجتمعنا وإنما في أوروبا”، بينما تقبل بعض المواطنين هذا الأمر وقالت إحدى الفتيات “لا أعرف فيما لو كنت أنا قادرة على تطبيقها”.
واعتبر آخرون أن المساكنة تساعد الشاب في ظل هذه الظروف الحالية الصعبة، وقال أحدهم “إن المساكنة لها جوانب إيجابية كثيرة تتمثل في غياب ظاهرة المصلحة في الزواج ويكون الثنائي في هذه الحالة غير مرتبطين رسميا وكل طرف ليس مأسور بالآخر”.
وعبرت فتاة شابة عن تأييدها لهذه الفكرة “ولكن المشكلة تكمن في تقبل المجتمع لها”.
لكل إنسان حريته الشخصية
وفي رأي حيادي لإحدى الفتيات قالت: كل شخص له الحرية في وجهة نظره خصوصا وأننا لا نعلم جميعا مكنونات وظروف كل شخص في هذه الحياة”.
وقال أحد الشبان: “بعد كل ما نراه في الشارع من ظواهر لم تكن مألوفة في المجتمع السوري فإن الأفضل في هذه الحالة أن تكون في البيوت وبعيدا عن أنظار الجميع فذلك أفضل للجميع”. وقال آخر: “يجب أن نصبح مثل الغرب والأمريكان”.