عن أسرار الرّسالة السّعودية إلى قطر
“دوامُ الحال من المُحال”، عبارةٌ أكثر ما يُمكن أن تُقال في عالم السّياسة ومُتغيّراتها، بالأمس كانت قطر بالنّسبة للبيت الخليجيّ أشبه بشقيقٍ متمرّدٍ وعاقٍّ، فُرض الحصار، وأُعلنت القطيعة على إمارةِ الغاز، فعمدت الأخيرة إلى التّواصل مع إيران، والتّشبّث أكثر بشقيقتها الكبرى تركيا، ثمّ انسحبت من الأوبك، قضيّةُ مقتل الصّحفي جمال خاشقجي غيّرت المخطّط السّعوديّ، عاهل المملكة بحاجة الجميع لتعبيد الطّريق أمام ولده وريث العرش المُتّهم بإصدار أوامر اغتيال الخاشقجي.
تقول مصادر على صلاتٍ بموظّفين بالدّيوان الملكيِّ، إنّ مستشارين في البروباغاندا الأمريكيّة تمّ إرسالهم من قِبَلِ ترامب من أجل مساعدة البلاط الملكيّ على إعادة تلميع صورة محمد بن سلمان، وتمّ تنفيذ الخطّة فعلاً، حيث بدأ محمد بن سلمان جولةً خارجيّةً شملت دولاً أوروبيّةً وإفريقيّةً عربيّةً.
تقول مصادرٌ معنيّةٌ بملفِّ العلاقات الخليجيّة إنّ الملك السعودي يُريد إعادة جمع البيت الخليجيّ من خلال تجاوز الأزمة مع قطر، إنّ وقوف جميع دول الخليج مع وليّ العهد محمد سيكون مؤثّراً في العالم والمنطقة.
وعلى هذا الأساس بعث العاهل السّعوديّ سلمان بن عبد العزيز برسالةٍ شخصيّةٍ لأمير قطر تميم بن حمد نقلها الأمين العام لمجلس التّعاون، عبد اللطيف بن راشد الزياني، سلّمها الأخير للأمير القطريّ، وقد تضمّنت دعوةً لحضور أعمال القمّة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التّعاون لدول الخليج العربيّة، إضافةً لتطرّق الرّسالة للعلاقات الأخويّة بين الرّياض والدّوحة وسبل تعزيز العلاقات في كافّة المجالات.
هذه الرّسالة بحسب مراقبين هي خطوةٌ سعوديّةٌ أولى لكسر الجليد مع قطر، وبما أنّ الرّياض هي من تقود حلف العقاب والمقاطعة لقطر، فإنّ تغييرها لموقفها يعني تغيير مواقف باقي الدّول المُقاطعة للدّوحة.
ويُضيف مراقبون إنّ هذه الرّسالة هي الدّليل الأوّل على حاجة الملك سلمان لجمع البيت الخليجيّ كاملاً من أجل ضمان وصول وريثه إلى العرش، أي تهيئة البيت الخليجيّ وإعداده لاستقبال محمد بن سلمان كملكٍ مستقبليٍّ للسّعوديّة.
آسيا