الخميس , فبراير 6 2025
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لماذا لم يؤسس الأسد دولته المذهبية ؟

شام تايمز

لماذا لم يؤسس الأسد دولته المذهبية ؟

شام تايمز

يامن أحمد

شام تايمز

لقد سقط ذاك الرئيس الطائفي الأهوج الذي نسجته أكاذيبهم في أقبية الحقد الوهابي والإخونجي واليهودي سقط سليل أحلامهم في أن يكون غير بشار الأسد لقد أرادوه زعيم طائفة وهو محال أن يكون إلا مخلص أمة.. أرادوه زعيم ميلشيات ذبح وحواجز طائفية وبقي قائد جيش فيه السني يحيى الشغري الذي صرخ والله لنمحيها في وجه مفرزات صرخاتهم التي أنجبت داعش بعيد أن جذبت الأمريكي وجيوشه الإسلاموية وأترجم هذا السقوط بسقوط إيمانهم المزيف وعجزهم العقلي . إن بقاء الأسد قائدا للأمة وليس قائدا لطائفة هو كاف لكي يقول للعالمين بأن الأسد كان ومازال الحقيقة العليا التي تحارب أقذر أكذوبة عرفها التاريخ ..النظام الذين أردوا إسقاطه لقد سقط و وقف معهم في صف واحد نعم لقد سقط النظام فهناك عبد السعودية عبد الحليم خدام وعبد فرنسا مناف طلاس ورياض حجاب الوهابي الاسرائيلي وكثيرون هم أولئك الذين سقطوا و وقفوا مع السقوط في مواجهة الأمة .إن النظام الذي أسقطوه قد انتقل إلى قيادتهم او ذهب إليهم لأنه عندما يقود الساقطون ثورة لاشرف فيها سيجدون أنفسهم في مواجهة مع الشرف ولهذا شاهدناهم مع الإسرائيلي والأمريكي لأنهم كانوا ومازالوا في مواجهة مع الشرف فلا يعقل أن تكون مع الأمريكي وكتابك المقدس الذي تدعي الإيمان به يقول : إن الله يدافع عن الذين آمنوا ..إلا إذا كنت عالما عن سابق علم أنك لست من الذين آمنوا بالحق فناصرت لنصرة الباطل الأمريكي ..وقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ….)

فمن كان ينظر بوعي لحقيقة مايجري بقي مع سورية ومن نظر بجهالة غادر إلى المجهول ولهذا ظنوا بأنهم يحاربون شخصا هزيل الرؤى سوف يستجيب لطوفان الإستفزاز و”يكشف “عن عجزه ويحطمهم تحطيم المنتقم ويفر إلى مسقط رأسه ليختبئ خلف حصون قواعد الروسي ومتاريس الثراء الطائفي إلا أنه لم يغادر دمشق بل هم من غادروا بعد سنين من قصفهم لدمشق بمؤازرة ضربات العدو الصهيوني ..لم يكن الأسد كما الذي صوره لهم الإعلام فقد تفاجؤوا بأنهم في مواجهة مع قائد أمة وصدموا بأنهم أيضا في مواجهة مع أكاذيبهم التي صنع منها بشار الأسد الوهمي فهي أكاذيبهم التي لم تشفع لغبائهم التاريخي فكسرتهم وقذفتهم إلى الضياع ..

فهل أدرك السذج بأنه قد توفرت كافة الظروف العالمية والإقليمية والداخلية ليكون للأسد جمهورية مذهبية فاحشة الثراء ومهولة القوة وبهذا أتيح له أن يفرض نفسه كزعيم طائفة ويغلق المتوسط على جميع من فرضوا أنفسهم اعداء على الأسد في الداخل والخارج فهناك قواعد للروسي وآبار نفط و غاز في المتوسط وحمص وجغرافية تقدر بعشرة أضعاف مساحة لبنان وكل هذا كاف ليجعل من الأسد إمبراطور طائفته في الإقليم والعالم إلا أن الأسد خالف الأكاذيب التي روجت ضده فمازال يحارب جيوش الأكذوبة العالمية المدججة بالجهل وفنون القتل وهاهو على متن النيران يحمل راية السلام و يخوض مع أمته حرب التحرير على الحدود مع كل من الكيان الصهيوني والكيان التركي إلى الحدود مع العراق شرقا حتى تلاقى مع الشقيق العراقي في مواجهة الطائفية .. إنه جلالة الفلك المقاوم الدكتور بشار الأسد وليس زعيم طائفة كما تمنى أعدائه رؤيته ..حتى أقرب حلفائه لم يعلموا حقيقة من هو بشار الأسد فقد طلب من الأسد نقل عائلته إلى طهران ورفض رفضا قاطعا ..يكاد الجميع يجهل حقيقة هذا القائد إلا اليهود الذين عرفوا خطره فحاربوه حربا لم تشهدها أمم السماء والأرض ..

مع مناداة جزء من أكراد سوريا بالتقسيم وقيام محميات مذهبية لم يجد الأسد نفسه إلا محاربا لهذا التقسيم فكان من وقع المصالحات أعظم برهان على أن الأسد كان قائدا وطنيا بفكر مستنير بعيد الرؤية ويسيطر على نيران الحرب كما كانت المصالحات تمثل اليد الفكرية الضاربة لمنع الفدرلة والتباعد الإجتماعي الذي يورث الفناء ..

فالمشكلة مع الضياع الفكري الذي يعاني منه جزء من الشعب السوري يكمن في نظرتهم إليه كمعتقد مقدس فكم قدست هذه الأمة ضياعها وأحقادها ظنا بأنها تناصر الله ولولا تقديس الفتن على حساب العقل مابقي أربعة ملايين يهودي في مواجهة مليار مسلم لمدة تقارب القرن هناك سبب وهو الحقد المقدس الذي زركش بأحاديث دينية تعارض كليا القرآن تلك الفئة من الشعب جهلت بأن إنتصار الإنسان للمدى العقلي الذي لايخضع للتأثر ويحقق الرؤية من أبراج الفكر الوجودي يعني تطويق الأمة بالأمان و إعادتها من درب الزوال إلى مواقع التأثير وهذا ماكانت عليه دمشق قبيل الحرب إلا أنهم حاربوا الأسد كي ينتزعوا قدس دمشق أي ذاتها المقاومة ولم يقربوا قدس فلسطين بأي رصاصة خلبية .إن أي رؤية تختص نفسها بأنانية ضمن الأمة ومادون الإمتزاج الاخلاقي الفكري هي رؤية عاقر ترفض الإنتماء الكلي وتمنحه للطائفة أو لتعصب عرقي على حساب الأمة و هي من تدعو للإنحلال في الجهل والتماهي مع التجاذبات الخارجية للدول بعلم أو دون علم فقد لاتكون خائنا بل متعصبا وكفى بالعصبية كفيلا لأن يتحول الوطن إلى فندق أو مستعمرة ففي كل فكرة إقصاء بينية ضمن المجتمع يتشكل فالقا فيما بين أبناء الأمة بطريقة دعوتك إلى معتقداتك الذاتية الخاصة وتتجلى قداسة قضيتك الذاتية عند إنعكاسها قداسة في العمل الإجتماعي هنا فقط تظهر قداسة أجواء نفسك فإن الصخب لاينجب قرار سليم والسلام الداخلي يلد لنا فارسا قديسا مخلصا وأنت إن إتبعت إستعداء الجميع ممن لايسيرون على نهجك فستكون العامل الأول في إختلاق التحريض الخفي و من ثمة فرض العداوة طقسا من طقوس العيش الموحد وتنجب لنا متطوعا في الجيش الإسرائيلي وأود التنويه إلى خطأ يرتكبه البعض حيث يحارب الأشخاص الضائعون والحق يوجب عداء ومحاربة جهالتهم وليس لكونهم أشخاصا كي لاتتوسع الحرب على حساب فقه مواجهتها وهذا مايحتاج إلى الدقة العقلية التي تشير للخطأ وليس للأشخاص فقط وأنا هنا أحادث الضائعين الذين إقترنوا مع الخارج إذ أن كل من يريدك له تابعا يعتز بأمته وأنت لاتلحظ هذا ..

بابن أمتي أنت ضمن الهزيمة مادمت تختلق التباعد الإجتماعي بين الإختلافات الأخرى فإن لم تستطيع مقاربة الوجود مع الآخر من خلال معتقداتك فعليك بالأخلاق التي تعمل عمل الوحدة بين مكونات المجتمع فالكل أخوة في الأخلاق مهما اختلفوا وهنا ستعرف قيمة وعيك في النظر إلى الحقيقة حتى في قيام الرسالة الدينية محال أن تقوم من دون أخلاق فجميعها تبقى غير مقنعة إن لم تتوجها الأخلاق فقد تكون أحد الدعاة لمجيء عدو يحيا في أبعد نقطة على هذه الأرض بمجرد إختلاق الفارق بينك وبين الآخر و عدم فهمك لمعنى الإنصهار الإجتماعي الأخلاقي والفكري في الإتفاق على وجود الأمة فإن أي دعوة للتعصب والحقد هي دعوة لعدو خارجي لبقائه وهكذا قد نكون نحن أول المحاربين في جيوش العدو ونظن بأننا فرسان الأمة ..

شام تايمز
شام تايمز