الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

العلاقات السورية – السعودية: عودة الى ما قبل 2011

العلاقات السورية – السعودية: عودة الى ما قبل 2011

بعد عودة التوازن الميداني والعسكري الى الداخل السوري في شكل تقريبي وخصوصا الى اغلب المدن الرئيسية، حيث تحررت غالبية المناطق ما عدا قسم محدود من شمال البلاد وشرقها ، من الطبيعي أن يفكر المتابعون لمسار الازمة السورية بضرورة عودة الحرارة شبه الطبيعية الى علاقة سورية مع الدول العربية راهتاً ، لان اساس الخروج من الازمة يكمن في اقتناع تلك الدول واعترافها بسيادة الدولة السورية وفي حقها كاملا في ادارة مقدرات البلاد .

وبعد التسريبات الصحافية ونشر بعض المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي عن إجراء وسطاء لإتصالاتٍ بين الجانبين السوري والسعودي، تهدف الى إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية والسياسية بينهما، تشير مصادر سياسية سورية الى أنه حتى الان، لم يتم التواصل المباشر والجدي بين الجانبين، ولم ترق تلك الوسطات الى مستوى بداية إجراء مفاوضات لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق والرياض، بل ان الموضوع في الوقت الراهن لا يتعدى كونه مجرد تمنيات من الوسطاء المذكورين، ونقلهم افكار واقتراحات لمسؤولين معنيين بملف العلاقة بين البلدين، والأمور مربوطة بأوقاتها، على حد قول المصادر.

أما في شأن عودة العلاقة مع دولة الإمارات العربية، فتتوقع المصادر إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سورية في وقتٍ قريبٍ، وفتح السفارات في البلدين، والتبادل الدبلوماسي بينهما، وإن لم يصل الى مستوى سفراء، ومن الممكن ان يتم على مستوى قناصل ، فلا ضير في ذلك للبلدين، خصوصاً إذا أدت نتائج هذه العلاقات المرتقبة الى عودة الطيران المدني بينهما، الأمر الذي يسهم في تنشيط حركة الملاحة الجوية في مطار دمشق الدولي، ويوفر على السوريين الراغبين في السفر، الذهاب الى مطارات بلدان مجاورة، كمطار بيروت، كي يتسنى لهم السفر، مع الاشارة الى أن حركة الطيران بين البلدين مستمرة، وتقوم بها بعض الشركات السورية الخاصة للنقل الجوي في الوقت الراهن .

وعما إذا كانت السعودية تعارض عودة العلاقة المتوقعة بين الإمارات وسورية، تشير المصادر الى إنكفاء الدور السعودي في سورية، خصوصاً بعد فشل غرفة “الموك” في تحقيق أهدافها، بالتالي إنتهى “مشروع” سيطرة المسلحين على الجنوب السوري، وبات تهديد أمن العاصمة دمشق مستحيلاً، و من ثم حدث إنسحاب مسلحي جيش الإسلام من الغوطة الشرقية الى الشمال السوري، وإنتقالهم من تحت العباءة السعودية الى الحضن التركي، على حد تعبير المصادر ، ثم جاء بعدها فتح معبر نصيب أو جابر الحدودي مع الأردن، ليمهّد الى عودة العلاقات بين دمشق وعمان أيضا ، كما انه لم يصدر أي تصريحات سعودية تعارض عودة العلاقات المذكورة ، ما خلا بعض التصريحات السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة والمتصلة بالوضع السوري .

كذلك فأن لدى السعودية أولويات أخرى في الوقت الراهن، كالخروج من مأزقي الحرب اليمنية، وجريمة إغتيال الصحافي عدنان الخاشقجي في تركيا في تشرين الأول الفائت، بحسب المصادر.

وعن المعلومات التي تتحدث عن إنتشار قوات خليجية، تحديداً سعودية، على طرفي خط نهر الساجور الذى يفصل بين قوات مجلس “منبج” العسكرى وفصائل “درع الفرات” المدعومة من الجيش التركي، تقول المصادر: “مجنون يحكي وعاقل يسمع، فلتخرج السعودية أولاً من حربها في اليمن”.

بالإنتقال الى الشأن الميداني، وعن خروقات المسلحين المتكررة من المنطقة المنزوعة السلاح، تحديداً إستهداف مراكز تابعة للجيش السوري في ريفي حماه واللاذقية الشمالي، تشير مصادر ميدانية متابعة الى أن هذه الخروقات لاتزال تحت سقف المناوشات، لا أكثر، خصوصاً أن عدداً من الفصائل المسلحة وفي طليعتهم “جبهة النصرة”، يرفضون الالتزام باتفاق “إدلب منزوعة السلاح”.

وحتى الساعة لا يوجد أي مؤشرات لقرب بدء القوات السورية شن عملية عسكرية في إدلب في المدى المنظور، خصوصاً بسبب عدم إستقدام حشود عسكرية الى المحاور المتصلة بإدلب، وتلفت المصادر المذكورة آنفا الى أن التعزيزات العسكرية الراهنة، هي لتدعيم نقاط الجيش المنتشرة على هذه المحاور ليس إلاّ.

حسان الحسن – tayyar.org