مسؤول سوري يحطم أثاث مكتبه غضباً بعد تلقي قرار عزله!!
يقال، والقول على ذمة الراوي إن مسؤولاً من العيار الثقيل (من رتبة والي الولاة)، ممن كانوا يظنون بأنهم لا يمكن أن يبارحوا الكرسي إلا إلى كرسي آخر أكثر فخامةً، فوجئ بقرار إعفائه من منصبه الذي يحتفظ به منذ عقد ونيّف، فما كان منه أمام هول المفاجأة المفجعة إلا أن بدأ بتحطيم أثاث مكتبه الفاخر، وانفجر غاضباً من هذه البلاد التي لا تقدّر الناس حق قدرها.
المسؤول الذي كان يتصرف طيلة سنوات شغله لمنصبه المهم وكأنه رئيس حكومة وليس أقل من ذلك، لم يتحمل فكرة أنه أصبح خارج دائرة القرار وهو القيّم المفترض على شؤون ملايين البشر.
في الواقع، «منشان ما يروح فكركم لبعيد» كان غضب المسؤول مبرراً، فمن سيسيّر أمور العباد واستثماراتهم بعد أن ذهب فريد عصره؟ أليسوا أمانةً في عنقه والأمانة صعبة وما بتحملها جبال!
من سيحل ويربط ويفتي ويقرر في استثمارات الشركة القابضة التي يبلغ رأسمالها 60 مليار ليرة سورية؟
من سيتابع حال الاستثمارات والشراكات والمناقصات والمزايدات، من سيعوض على المنذرين بالإخلاء والهدم ويتابع مصالح المستثمرين في جوعنا؟
من سيقف سنداً منيعاً في وجه الصحافة «الوقحة» التي تتطاول على الأسياد وشركائهم من الأسياد الآخرين؟ ومن سيصدر الأوامر بختم مقرات الصحف بالشمع الأحمر؟ من سيتواطأ مع أصحاب المطاعم والمقاهي الفاخرة ويمنحهم الأرصفة والشوارع، ليقمع بالمقابل بسطات الفقراء التي تشوه الأرصفة والشوارع في أبهى مدن الكون؟
من ومن… ومن ثم من؟
يقول القائل ذاته في الفقرة الأولى بأن حظ المسؤول الغاضب ما زال كبيراً في استلام منصب أهم وأرفع، وساعتها على كاتب هذه الأسطر السلام وبؤس الختــــام… وكذلك أنتم أعزائي الشوام… يا لطيف تلطف!
المصدر: جريدة الأيام.