نموذج القامشلي.. خطة أمريكية في شرق الفرات
سردار تورغوت
يتحدث الممثل الخاص الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري عن تعاون تركي أمريكي من أجل تشكيل نموذج سياسي في سوريا، لكنني أسمع هنا في واشنطن منذ مدة مصطلح جديد يتردد بكثرة. المسؤولون المعنيون يسمونه “نموذج القامشلي.
سألت مصدرًا لي عن معنى هذا المصطلح، ومتى ظهر، فأجابني: “اتفق ترامب وبوتين على المبادئ الأساسية لخطة سوريا الكبرى في قمة هلسنكي.
بعد القمة بدأت الاتصالات بين واشنطن وموسكو حول ما ستكون عليه الخطوة المتعلقة بالأكراد في شمال سوريا، وهي واحدة من النقاط الرئيسية للخطة”.
بطبيعة الحال، ستبدأ الصورة بالاتضاح بعد الخطوات التي ستقدم عليها تركيا، لكن وضع المباحثات المتعلقة بشمال سوريا في واشنطن هو كالتالي:
– نموذج الكيان الكردي المستقل في شرق الفرات هو في الأساس خطة وضعتها روسيا. فيتالي نعومكين مستشار بوتين وخبير الشؤون الكردية هو من رسم الخطة، وشرحها بنفسه لمسؤولين أمريكيين في واشنطن.
– نتيجة اتصالات مكوكية جرت في موسكو منذ فبراير/ شباط الماضي تم التوصل إلى اتفاق أولي بشأن هذا النموذج، بحسب مصادر.
– تنص الخطة على منح استقلال محدود للأكراد في شرق الفرات، شرط عدم انفصالهم عن السلطة المركزية في سوريا. يسمي الروس المخطط نموذج شمال العراق، واستخدموا هذه التسمية في المباحثات مع واشنطن.
– سيبقى هذا الكيان ضمن الدولة السورية رسميًّا، لكن سيكون بإمكانه اتخاذ قرارات سياسية محلية، علاوة على استقلال جزئي في القضايا الثقافية والاقتصادية.
نموذج القامشلي
القضية الأكثر بحثًا في الاتصالات بين واشنطن وموسكو حول هذه الخطة هي كيفية تطبيقها مع خفض رد الفعل التركي إلى أدنى حد.
عندما سألت عن معنى ذلك، كان الرد من مصادر متعددة على النحو التالي:
– سيتقاسم الأكراد مع الحكومة السورية إدارة المنطقة كما هو الحال في القامشلي، لكن قوات الجيش لن تدخل المنطقة المستقلة التي سيتم تشكيلها، بل ستنتشر على حدودها، من جهة الجنوب.
– يعتقد المسؤولون في واشنطن أن قوات الجيش التي ستنتشر في هذا النموذج يمكن أن تكون رمزية لكن فعالة لأن روسيا ستقف وراءها بصفة مراقب.
بمعنى أن واشنطن تعتقد أنه في حال تأسيس هذا الكيان المستقل، ستتكفل روسيا أساسًا بضمان عدم تشكيل الكيان المذكور تهديدًا بالنسبة لتركيا.
مفاوضات الحكومة السورية مع وحدات حماية الشعب
بدأت وحدات حماية الشعب قبل مدة مفاوضات مع الحكومة السورية من أجل ضمان مستقبل الكيان المستقل المزمع تأسيسه في شرق الفرات.
من أجل مواصلة التعاون مع الحكومة، اقترحت الوحدات المشاركة إلى جانب الجيش السوري في حال اعتزامها تنفيذ عملية عسكرية ضد إدلب.
كما أن الوحدات والحكومة، ناقشت “نموذج القامشلي” خلال المفاوضات، لكن الحكومة السورية لم تقدم إجابات واضحة على مقترحات الوحدات، بحسب ما ذكرته المصادر في واشنطن.
وكالات