تعثّر المباحثات حول “الدستورية السورية” بعد إصرار دي ميستورا على أسماء مقربةً من أميركا
تعقيدات في اللحظات الأخيرة أدت إلى تأجيل انعقاد المؤتمر الصحافي للإعلان عن اللجنة الدستورية السورية.
ونقلا عن مصادر المجتمعين أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا يصر على تضمين اللجنة أسماء شخصيات من خارج اللائحة المتفق عليها بين الدول الثلاث، إيران وروسيا وتركيا، مشيراً إلى أن الأسماء المقترحة من دي ميستورا مقربة من الولايات المتحدة، والجانب التركي لا يمانع إضافتها.
من جهته دي ميستورا يقول إنه سيقدم تقريراً للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن هذا الأسبوع بشأن سوريا.
وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف أكد دي ميستورا أن النزاعات لا تنتهي فجأة بعملية السلام، وأردف “هناك خلف لي سيعمل على الخطوط السابقة بشأن الأزمة السورية ولن تواجهه الأمور المأساوية التي واجهتها”.
الدول الضامنة لمحادثات أستانة، روسيا وإيران وتركيا، “ستسلم لائحة مكتملة من 150 مرشحاً لعضوية اللجنة الدستورية السورية، على أن يتمّ اختيار 30 أو 45 شخصاً للجنة صياغة الدستور أو تعديله”.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، والتركي مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، مع المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا، لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية السوريّة.
وأوضح مراسل الميادين أنّ “معظم الاسماء الواردة على لائحة المعارضات شاركت في مفاوضات جنيف على مدار السنوات الأربع الماضية”.
وبخصوص لائحة الحكومة السورية، أشار إلى أنّها “تتضمن النسبة الأعلى من خبراء القانون الدستوري من بين اللاوائح الثلاث الأخرى”.
وأصرّت تركيا خلال الاجتماع على تضمين اللوائح 6 شخصيات مدعومة منها وتابعة بشكل مباشر أو غير مباشر لجماعة الإخوان المسلمين.
وأبرز مراسل الميادين في جنيف، أنّ “الرؤية الروسية لعمل اللجنة الدستورية هي أن تبدأ اجتماعاتها في جنيف على أن ينتقل عملها لاحقاً إلى دمشق”، موضحاً أنّه “في حال الإنتهاء من تشكيل لجنة الصياغة فإنّ أوّل اجتماع لها سيعقد في جنيف مطلع شباط/فبراير 2019”.
ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أنّه تمّ اتفاق بين مفاوضي الدول الضامنة لمحادثات أستانا حول بيان إنشاء لجنة صياغة الدستور السوري.
وزير الخارجيةِ الإيرانيّ محمد جواد ظريف قال إنه تباحث مع نظيريْهِ الروسيِّ والتركيِّ في جنيف بشأنِ التقدّمِ في قضيةِ تأليفِ لجنةِ الدستورِ لحلِّ الازْمةِ السورية.
وفي تغريدة على موقِعِ “تويتر” أكد ظريف أنه جرى الإصرار دائما على الحلِّ السياسيِّ بقيادةِ السوريين، مشيراً إلى أنّ الغرب تقبّل هذه المسألة ولكنْ عليهِ تسهيل الأمورِ بدلاً من فرضِ الإملاءات.
واشنطن بدورها أعلنت استعدادها للعملِ مع أيِّ طرف لحلِّ الصراعِ في سوريا ودعمها أيِّ قرار مِفتاحه الحلّ السياسيّ تحت رعايةِ الأممِ المتحدة.
الموقف الأميركيّ جاء على لسانِ نائبِ المتحدِّثِ باسمِ الخارجيةِ الأميركية روبرت بالادينو الذي قال إنّ استكمال مسألةِ اللجنةِ الدستوريةِ قبل نهايةِ العامِ خطوةٌ أساسيةٌ لتعزيزِ تهدِئةِ الأوضاع وأضاف أنّ بلاده ستواصِل المشاركة في هذه العمليةِ مع الأممِ المتحدةِ ومع المشاركين الآخرين بما في ذلك روسْيا.
المصدر : الميادين