لماذا بدأوا طرق باب دمشق… ما هي شروط عودة سوريا إلى الجامعة العربية؟
بدأت بعض الدول العربية طرق باب دمشق بعد قطيعة استمرت ما يقارب ثماني سنوات، حيث شهدنا زيارة للرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى العاصمة السورية دمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، كما تتناول وسائل الإعلام أنباء عن قرب فتح الإمارات العربية سفارتها في دمشق.
وجاء تصريح المتحدث الرسمي باسم رئيس جمهورية العراق عن حقيقة قرار رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح بزيارة سوريا، إذ نقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية عراقية قولها، إن هناك زيارة رسمية مرتقبة للرئيس العراقي برهم صالح خلال الأيام القادمة إلى العاصمة السورية دمشق، من ناحية أخرى صرح مصدر في الرئاسة التونسية، بأن هناك تنسيقا بين عدد من الدول العربية، بينها تونس والجزائر، لتقديم مقترح لرفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.
فيما نفى وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في تصريح لـ”موزاييك إف أم”، ما راج حول دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور أشغال القمة العربية التي تحتضنها تونس في مارس 2019.
وأشار الجهناوي إلى أن اتخاذ قرار حول سوريا قد يتم بعد اجتماع الرؤساء العرب في القمة، قائلا ”هم من يقررون وليست تونس من تقرر”.
منذ بدء الأزمة السورية أو الحرب على سوريا، رأينا كيف قاطعت الدول العربية دمشق، ومنها من نادى برحيل الأسد، ودعم المسلحين بكافة تسمياتهم، والآن نشهد تحولا عكسيا وبطيئا، وليس كما كان في بداية الأزمة في سوريا، ولكنه ملموسا في مواقف ولهجة الدول العربية تجاه دمشق، فما الذي أدى إلى هذه التحول في مواقف بعض الدول العربية؟
تقول الدكتورة رتيبة الميلادي رئيسة جمعية واعتصموا للاجئين في المتوسط: لا شك أن سبب طرق بعض الدول العربية باب دمشق، هو بسبب صمود الجمهورية العربية السورية قيادة وجيشا وشعبا لمدة أكثر من ثماني سنوات، في حرب كونية، ضد عدوان من عدد كبير من الدول وجميع الجنسيات، ولا ننسى أن سوريا هي من الدول الأولى المؤسسة لجامعة الدول العربية، ودول العالم لم تسحب اعترافها بالقيادة السورية رغم أن الدول العربية سحبت مقعد الجمهورية العربية السورية سابقا، وأعطته لجماعات تسمي نفسها “معارضة”، وحسب رأي فإن زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى دمشق هي زيراة توفيقية، وخاصة بعد انعقاد مجلس التعاون الخليجي، وأيضا بسبب الضغط الذي تتعرض له السعودية من قبل تركيا بعد مقتل الصحفي جمال الخاشقجي، وصمود سوريا هو هزيمة للسعودية وقطر والإمارات وتركيا، بل وهزيمة لكل الدول التي تآمرت على سوريا.
بينما يقول أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود: إن ما حصل خلال السنوات الثمانية الماضية هو استهداف لقلب الأمة العربية، واستهدفت سوريا بعدوان مركب، استخدم فيه النظام العربي الرسمي من خلال مؤسساته الرسمية، وبالضبط جامعة الدول العربية، والمواجهة حصلت خلال السنوات الماضية واستطاعت سوريا أن تدير هذه المعركة بكفاءة عالية وأن تهزم النظام العربي الرسمي، والآن فهزيمة العدوان تعبر عن نفسها، وما يحصل الآن هو تعبير حقيقي عن ناتج هذه الهزيمة وصمود السوريين والدولة السورية، وذلك يعني إسقاط مشروع العدوان على أولويات الأمة، ولا بد من التذكير بأن الأمريكي انهزم في هذا العدوان، فما كان من الرئيس السوداني عمر البشير إلا أن يحضر إلى دمشق وليس وحيدا، فهو ليس بعيد عن السعودية وعن الإمارات وعن الاخوان المسلمين.
وأردف خالد العبود قائلا: الآن إذا دعيت سوريا إلى القمة العربية فسوف تذهب للحضور، لأن سوريا استطاعت أن توقف النظام العربي الرسمي، كما استطاعت أن تهزم العدوان الذي حصل عليها، أما مستوى الحضور فالدولة السورية تحدده، لكن أجزم بأن سوريا سوف تحضر لتقول أنها انتصرت، وبانتصارها تكون أعادت بوصلة الجامعة العربية إلى موقعها، وستحضر بدون شروط، لأن انتصار سوريا هو إنقاذ للجامعة العربية والشعوب العربية، والمزاج الشعبي السوري حامل على النظام العربي والحكومات العربية، فهناك مئات آلاف الضحايا سقطت نتيجة هذا العدوان، الصمود السوري كان دفاع عن الشعوب العربية والأمة العربية، لكن السوريون يتفهمون حجم المعركة التي خضناها.
ويقول خالد عبود: إن سوريا أصبحت مفتاحا أساسيا للاستقرار الإقليمي، والتحول الجديد الذي حصل سيرافقه تموضع جديد وترتيب علاقات جديدة، ربما يعبر عن بعضه في الإعلام وبعضه لا يعبر عنه، لذلك سنرى في الأيام المقبلة تصريحات وزيارات إلى دمشق.
إعداد وتقديم نزار بوش