الوزيرة سفاف: الراتب القليل شماعة يعلق عليها الفاسدون فسادهم
توجهنا إلى وزيرة التنمية الإدارية سلام سفاف المقصد لنأخذ رأيها أن كانت تؤيد عبارة “راتب قليل يعني فساد أكثر” فكان ردها “بأن هذه العبارة غير منطقية وإنها شماعة يعلق عليها الفاسد فساده لان الراتب القليل سبب ليعمل المواطن أكثر وليس للفساد فكثيرون فاسدون مع أنهم يملكون ثروات كبيرة ولو افترضنا أنه هذا المواطن منح زيادة بالراتب.. فهل سيكف يده عن السرقة..؟ وسيستطيع أن يكبح جماح فساده؟ بالتأكيد لا… “.
وعند سؤالنا لها أن كان راتبها يكفيها قالت ” ليس بالضروي أن أعيش بأعلى مستوى من المعيشة بل إنني أصرف ضمن إمكانية الراتب بالاستناد إلى زوجي وهذا ينطبق أيضا على الوزير الرجل فأيضاً هو لديه عائلة يستند عليها ولا يستطيع أن يبرر فساده باحتياجاته واعتقد أن غالبية العائلات السورية باختلاف طبقاتها تتبع هذه الطريقة فلا يوجد أي أسرة لا يعمل بها شخصين وأكثر”.
إذا انتقلنا إلى الدرجة الأدنى من سلم المستوى الوظيفي وهم المعاونين الذين لا تتعدى رواتبهم الستين ألف ليرة إذا وصل للحد الأعلى للرواتب والكل يعلم بأن مطبخ القرارات توقد ناره في مكاتب المعاونين فكيف يمكن لمعاون وزير يمتلك القدرة على تمرير صفقات وإبرام عقود بمليارات الليرات أن يبقي يده نظيفة وهو يعلم أن إمكاناته الحياتية ضعيفة ويستطيع أن يغرف من بحر هذه الأموال ما يضمن له “حياة الملوك”…
وعليه سألنا الوزيرة سفاف عن راتبها عندما كانت معاونة وزير فأكدت “عندما شغلت منصب المعاونة كان راتبي 30 ألف ليرة وبكل تأكيد لم يكن يكفيني ولكن عملي في التدريس كان يساعدني “.
فيما نرى ونسمع من حولنا فإن الوزير عندما يخرج من وزارته تخصص له الدولة راتب تقاعدي مابين 85-90 ألف ل.س ويعطى سيارة بدون سائق أو مخصصات وقود و إصلاح , وعليه يعلم كل وزير أن فترة بقاءه في الوزارة محدودة لهذا لا عجب عندما نرى بعض الوزارء يعتبرونها فرصة ليبنون ثروة تكفيهم لبقية حياتهم.
وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن عدد من الوزراء السابقين الذين تم إعفاءهم مؤخرا في التعديل الأخير كان السبب في ذلك شبهات فساد, بالحد الأدنى لثلاثة منهم..
وفيما يتعلق بالوزراء المتقاعدين سألنا وزير الصناعة السابق محمد مازن يوسف عن رأيه بعبارة “راتب قليل فساد أكثر”فأكد لنا “انه وضع طبيعي وعبارة منطقية ومن الممكن أن يكون أحد أسباب الفساد هو ضعف الدخل للمواطن السوري “.
كما وقال الوزير السابق “كل ما نعيشه من ضغوط حياتيه تعود لفترة الحرب التي نمر بها فما قبلها كانت حياتنا أجود من ما نعيشه اليوم, قولاً واحداً نحتاج إلى زيادة الرواتب لتكون متناسبة مع متطلبات المعيشة فإن راتب الوزير مضحك ولا يكفيه أبدا ولكن بعد خروجي من الوزارة أصبحت حراً أكثر بأن اعمل بأكثر من مكان”.
وفي يومنا هذا يبدو للعيان واضحاً زيادة الجرأة على الفساد لدى صغار الموظفين في دوائر كثيرة لم تعد خافيه على أحد… والسؤال هنا هل تستطيع الحكومة زيادة رواتب..؟لأنه إذا بقينا في هذه الدوامة بأن الحكومة لا تستطيع أن تزيد الراتب والمواطن لا يستطيع أن يعيش بهذا الراتب بالتالي سيقوم بدور (الفاسد), فإننا نحكم على هذه الدائرة بالاكتمال (راتب قليل يعني موظف فاسد وهكذا تسير الأمور..)
والاقتراح المنطقي هنا أن تجد الحكومة حلاً و أن ينجز وإلا فأن الفساد سيجد له الكثير من المبررات والأسباب التخفيفية…
المصدر: صاحبة الجلالة