ما حقيقة وقوع ضباط أجانب بيد الجيش السوري في منبج؟
خلال الفترة الماضية طرأت الكثير من الأحداث على الساحة السورية وتحديداً في ما يخص مناطق الشمال والشمال الشرقي والمناطق الشرقية من سوريا، والتي تتواجد وتواجدت فيها قوات تركية وغربية كانت تساند قوات قسد وتدير أعمالها العسكرية في هذه المنطقة.
بعد إعلان الأمريكي عن انسحابه حدثت الكثير من التطورات والتي تحدثنا عنها في حلقات سابقة. التطور الأكثر خطورة في هذه الحالة هو أن الجيش العربي السوري حسب تسريبات إعلامية تسلم عدد كبير من ضباط الإستخبارات التركية والأمريكية والقطرية والسعودية والإسرائيلية، وحسب الوارد كانت مجموعة الضباط هذه وقعت تحت الحصار مع المسلحين في منبج.
حسب التسريبات الواردة جاءت أسماء هؤلاء الضباط على النحو التالي: اللائحة المسربة لأسماء ضباط المخابرات الذين كانوا محاصرين في مدينة منبج السورية:
معتز أوغلاكان أوغلو — تركي
ديفيد سكوت وينر — أمريكي
ديفيد شلومو أرام — إسرائيلي
محمد شيخ الإسلام التميمي — قطري
محمد أحمد الصبيان — قطري
عبد المنعم فهد الحريج — قطري
إسلام سالم الزهران الحجلان — سعودي
إحمد بن نوفل الدريج — قطري
محمد حسن السبيعي — قطري
حامد فهد الدوسري — قطري
أمجد قاسم الطيراوي — أردني
قاسم سعد الشمري — سعودي
أيمن قاسم الثعالبي — سعودي
محمد الشافعي الأدريسي — مغربي
وللبحث في حقيقة ماورد وبناء على ماتقدم من هذه التسريبات التي لانؤكد ولاننفي صحة زعمها لابد من طرح تساؤلات عديدة منها:
— ماهي حقيقة هذه المعلومات ومدى دقتها ؟
— هل يمكن أن نفهم من تسارع الأحداث الذي جرى ، كان بسبب محاولات هذه الدول إنقاذ ضباط إستخباراتها ؟
— هل ستفصح الدولة السورية عن حقيقة هذه المعلومات أم أنها ستبقيها طي الكتمان كما جرت العادة؟
— هناك أسماء واضحة وصريحة تم نشرها حول هذا الموضوع ، من سربها ومالغاية من تسريبها ؟
حول حقيقة هذه المعلومات ودقتها يقول الإعلامي السوري وعضو المكتب التنفيذي لإتحاد الصحفيين السوريين عبد العزيز الشيباني:
“قرأنا جميعاً مانشر أوسرّب، وأنا لا أستطيع أن أجزم بحقيقة أو عدم حقيقة هذا الأمر، ولكن المؤكد أن الحرب التي شنت على سوريا وإن كان ظاهرها دماراً وخراباً وبنادق ومدافع فهناك عملاً إستخبارتياً لايقل ضراوة عن ما شهدناه من معارك على الأرض، والعمل الإستخباراتي، ما لدينا من معلومات قد لاتكون مؤكدة بالمطلق ولكن نحن على ثقة بأن هناك أسماء وحقائق كثيرة قبل هذا الموضوع الذي أشرتم إليه فيما يخص منبج السورية.
وأضاف بقوله:”هذا الخبر الذي سرّب سمعنا عنه أخباراً كثيرة. ولكن إذا ما قرأنا العناوين، لابد أن نتسائل هنا: قادة المجموعات الإرهابية المسلحة وخصوصاً غير السوريين منهم هل هم مدنيون حقيقيون أم هم بالأساس ضباط إستخبارات؟هل هم يعملون مع أجهزة أمنية وغيرها من أجهزة الدول الأخرى ؟ لنتأكد من ذلك، نضع “داعش” أمامنا ونتسائل، هل الجولاني شبح أم حقيقة ؟ وهل هو يعمل بمفرده أم يعمل لصالح جهاز إستخباري لدولة ما يدير عملياته ويتابع تحركاته ويدله هو وتنظيم “داعش” على أعمالهم العسكرية التي دفع السوريون أثماناً باهظة لها ؟ لابد من الإجابة أولاً عن هذه التساؤلات ليتضح لنا الكثير من المعلومات الهامة بخصوص هؤلاء” .
وعن أسباب تسارع الأحداث والمتغيرات الحالية، هل هي بسبب هؤلاء الضباط إن صحت التسريبات فعلاً ، يقول الشيباني:
“إذا كانت هذه المعلومات صحيحة فهي تستدعي فعلاً كل هذا الجنون من أعداء سوريا بحثاً عن سلامة هؤلاء الضباط ومن أجل الوصول إليهم، وأنا أقول أنه لدى سوريا أوراق مهمة في الجانب الأمني، وهي لم تعلن عنها ولن تعلن عنها إلا في الوقت المناسب. السوريون دفعوا أثمانا غالية، وهذه الأوراق سندفع بها إلى المحكمة الجنائية الدولية، أنا أعتقد ذلك، وأتوقع أن الحكومة السورية لديها الكثير من الأوراق الأمنية وغير الأمنية التي ستكون مستندات لإدانة العدوان وأطراف العدوان على سوريا، ومن جملة هذه الأوراق والمستندات ضباط إستخباريون من أكثر من دولة في العالم، وإلا كيف نفهم التواصل الأمني مع عدة دول عربية وأجنبية ؟ وماهي غاية هذا التواصل طالما هم يحاربون الدولة السورية؟ هم يبحثون عن براءة ما، ولكن هذه البراءة لن نعطيها لهم ، وهذه الأوراق سوف نطرحها على الطاولة أمام العالم أجمع لإدانة من إعتدى على سورية وتسبب بكل هذه الخسارات والدمار الذي حل بسورية وشعبها”.
أما بخصوص الجهة التي سربت هذه المعلومات والغاية منها يقول الشيباني: “هذا التسريب ليس بسيطاً وليس بدون غاية وهو مدروس بعناية فائقة إن صحت، فعلى مستوى الصراع بين شخصين نرى أن كل طرف يحاول أن يستعرض عضلاته، نحن دفعنا بورقة قوية في مواجهة أعدائنا جميعاً وهي ورقة ستدين كل أطراف التآمر علينا وخصوصاً كما قرأنا في الأسماء أنهم من عدة دول إقليمية ودولية، هذه الورقة سنحسن التصرف بها ولم تطرح على الطاولة أو تنشر وتسرب إلا لغاية ما، غاية تعزيز النصر السوري وإدانة المعتدين على سوريا بذات الوقت، واللاعب الجيد هو من يستخدم أوراقه بشكل جيد، وسوريا أثبتت طيلة هذه الأزمة أنها تجيد اللعب في الظروف الصعبة وعلى حافة الهاوية. وهنا نحن نذكر أن لنا أصدقاء وحلفاء صادقين وأوفياء في العالم وعلى رأسهم روسيا كانوا قد وقفوا معنا في أشد الظروف صعوبة وكانوا نعم الصديق ونعم الحليف، وما نقوم به نحن لا أسبتعد أن يكون بالتنسيق بيننا وبين أصدقائنا سواء في روسيا أو إيران. أعتقد أن ماحصل في منبج هو مجرّد وقة ضمن أوراق عديدة ستحسن الدولة السورية إستثمارها في الزمان والمكان المناسبين”.
يبقى الموضوع قيد المتابعة ريثما يتم إثبات هذا الخبر وهذه التسريبات وحتى تتجلى الحقيقة، بما أن المعلومات الواردة مازالت قيد التسريب دون أي تأكيدات رسمية من أي طرف بهذا الشأن.
نواف ايراهيم – سبوتنيك