فوبيا “قصر المهاجرين” لدى السياسيّينَ في لبنان
أحمد درويش
مع المتغيّرات السياسيّة التي تشهدُها المنطقةُ عموماً، وسورية على وجه الخصوص، تتصاعدُ مخاوفُ بعض السياسيّينَ في لبنان “بحسب مراقبين”، ويقولُ هؤلاء: “إنَّ الانفتاحَ العربيّ الواضح على دمشق بدا يُثيرُ ريبةَ بعضهم في بلدنا”.
ويتابعُ هؤلاء بالقول: “بعد زيارةِ الرئيس السودانيّ وافتتاح السفارة الإماراتيّة وتجهيز السفارة الكويتيّة وقبلها زيارة الوفد البرلمانيّ الأردنيّ والحديث عن سفاراتٍ عربيّةٍ أُخرى تستعدُّ لإعادةِ افتتاحها مع تسريباتٍ عن زيارةٍ مُرتقَبةٍ للرئيسِ الموريتاني، وتوجيه القيادة السعوديّة لصُحفِها بعدمِ مهاجمةِ النظام في سوريّة كما اعتادت خلالَ السنواتِ السابقة، كلّ ذلكَ جعلَ بعض سياسيي لبنان يشعرونَ ببعضِ الخوفِ، وبعضُهم الآخرُ باتَ يعتقدُ أنّهُ “أكل المقلب” وقد يكونُ مُجبراً على الاعترافِ بنظام بشار الأسد مجدّداً بعدَ عِداءٍ وتصريحاتٍ ناريّةٍ خلالَ الفترة الماضية.
يقولُ أحدُ السياسيّينَ موجّهاً كلامه لفريق 8 آذار: “بعض المتسورنين اللّبنانيّين ممّن اعتادوا النخَّ وطأطأة الرؤوسِ من حجّاجِ الشام المستعجلينَ لدعوةِ بشار الأسد إلى القمّة الاقتصاديّة التنموية في دورتِها الرابعة التي ستنعقدُ يومي 19 و20 الجاري لو أنّهم يتثقّفوا بالشيءِ اليسير ويتعلّموا أنَّ مثلَ هذه الدعوات إنّما تصدرُ عن مجلسِ جامعةِ الدول العربيّة وليس عن لبنان”.
أمّا زعيمُ الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ، وليد جنبلاط، فقد غرّدَ قائلاً: “كُتِبَ علينا أنْ نستمرَّ في المواجهةِ السياسيّةِ والفكريّةِ للنظام السوري وأطماعه وغدره، لن نخافَ من التحدّي، سيبقى فينا وينتصر”.
بدورهم، سأل مراقبونَ، لماذا تخرجُ تصريحاتٌ كهذه من بعضِ السياسيّينَ في هذه الفترة، هل يخشى هؤلاء على أنفسهم بعدما رؤوا الانفتاحَ على دمشق، وهل هناك شعورٌ لديهم بأنّه سيتمُّ استبدالهم؛ لأنَّ مواقفهم كانت ملكيّةً أكثر من الملكِ لجهةِ العِداءِ للنظامِ السوريّ؟ أمْ هل يشعرُ هؤلاء بأنّهم قد يضطرّونَ لتغييرِ مواقفِهم بعدما أقنعوا أنصارهم بها تلك المواقف الداعيّة إلى العداءِ للنظام السوريّ.
يقول أحد الناشطين: “المتغيّراتُ السياسيّةُ الأخيرة، والانفتاحُ على دمشقَ، والتسريباتُ حولَ نيّةِ دولٍ خليجيّةٍ من بينها السعوديّةُ إعادة علاقاتها مع دمشق، وكسب الأخيرة إلى جانبها في مواجهةِ ما أسمته بالتغوّل “الإيرانيّ والتركيّ” قد خلقَ مرضاً نفسيّاً لدى جزء من اللبنانيّين، أقصد 14 آذار، إذ باتَ لدى هؤلاء عقدةُ قصرِ المهاجرين، تخيّلوا إنْ عادت العلاقات السوريّة ـ السعوديّة مثلاً، ماذا سيكونُ موقف هؤلاء؟ هل عَلمتم الآن لماذا تلك العقدة تتزايد، “يختمُ الناشطُ كلامه”.
آسيا
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73