السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

انتبهوا أيها السوريون… هذا ما يفكر به اردوغان

انتبهوا أيها السوريون… هذا ما يفكر به اردوغان
لم تعد صور ومظاهر إحياء نظام رجب طيب أردوغان لحقبة الإمبراطورية العثمانية أمراً عادياً تخبئه مجلدات التاريخ وإنما أصبحت هذه الصور خلال السنوات الأخيرة جزءا من واقع يحاول تكريسه بالحياة اليومية للأتراك بفعل التوجهات الرسمية والمظاهر الشعبية.. فبعد مئة عام من سقوط الإمبراطورية العثمانية يستمر أردوغان وحكومته باستعادة تفاصيل حدثت خلال فترات الاحتلال العثماني ضمن استراتيجية ” العثمانية الجديدة” المتمثلة بأيدولوجيا سياسية تروج في معناها الواسع للارتباط الأكبر بالمناطق التي كانت مسبقاً تحت الحكم العثماني.
وفي تصريح خطير يعكس حقيقة الآحلام التركية وطمعها المدفون والمخبىء منذ سقوط الامبراطورية قدم يوم أمس وزير داخلية تركيا سليمان صويلو في لقاء مع تلفزيون ” خبر تورك” إحصائية غير معتادة بقوله إن 62٪ من اللاجئين السوريين الذي يعيشون في تركيا هم من سكان المناطق السورية الواقعة ضمن حدود ” الميثاق الوطني التركي”.
خطورة هذا الطرح ليست فقط بالاحصائية التي قدمها وإنما بالمصطلح الذي استعمله
“الميثاق الوطني التركي” حيث قال في سياق حديثه عن اللاجئين السوريين في تركيا “إن62٪ من اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى تركيا منذ بداية الأزمة السورية أتوا من داخل مناطق الميثاق الوطني”.
ذلك المصطلح “الميثاق الوطني” لمن لا يعرف هو بمثابة الدستور الأول لتركيا أسسه مصطفى كمال أتاتورك عام 1920 ويتألف من 6 بنود رئيسية منها بنداً يوضح حدود “الجمهورية التركية” أو ما زال يعرف حتى اليوم بـ”حدود الميثاق الوطني”. والتي تشمل
كافة الأراضي التركية الحالية بالإضافة إلى أجزاء من شمال العراق منها / كركوك والموصل ومحافظات شمالي سوريا كحلب وإدلب والرقة والحسكة /.
وعلى الرغم من مرور عقود طويلة على هذه التغيرات إلا أن تركيا ما زالت تولي اهتماماً خاصاً بالمناطق التي كانت ضمن “الميثاق الوطني” ويعتبرها العثمانيون الجدد بأنها جزء لا يتجزأ من الأراضي التركية وخاصة فيما يتعلق بمحافظة حلب في سوريا ومحافظة كركوك في العراق.
وحاول الوزير التركي من خلال هذه التصريحات التي تأتي في سياق مواجهة الحملات المعادية المتصاعدة ضد للاجئين السوريين في تركيا مع قرب الانتخابات المحلية .. حاول التأكيد على أن أغلب اللاجئين السوريين هم من سكان مناطق “الميثاق الوطني” أي أتراك..!؟ مؤكدا كلامه بالقول “أن آلاف السوريين من سكان تلك المناطق شاركوا إلى جانب الجيش العثماني في معركة تشانكلي عام 1915 ضد الإنكليز والفرنسيين و شواهد قبور شهداء المعركة تشير إلى ذلك” مؤكدا أن الشبان السوريين سيقاتلون إلى جانب الجيش التركي إذا طلب منهم ذلك..!!؟
وقدم صويلو إحصائية جديدة لعدد اللاجئين الذين حصلوا على الجنسية التركية مشيراً إلى أن عدد من حصل عليها من البالغين وصل إلى 36 ألف أغلبهم من الكفاءات والأطباء والأكاديميين ورجال الأعمال وبينهم 5280 معلما و 1402 مهندسا و 743 طبيبا و732 تقنيا و 427 مديرا و396 تاجرا و 392 محاسبا .
تلك المصطلحات والمفاهيم التي يوردها نظام أردوغان تخفي ورائها أطماع ونوايا وتعمية عن مسألة لواء اسكندرون المحتل بات من الضروري الوقوف عندها والتصدي لها سياسيا وإعلاميا لوضع حد لها ولكي لا تكرس ومن أجل إفهام تركيا أولا والعالم ثانيا بأن الأراضي السورية المغتصبة من قبل تركيا كانت وما تزال وستبقى سورية طال الزمن أم قصر.
وصاحبة الجلالة إذ تنشر هذه التصريحات فلمعرفة رأي الشارع السوري بها من جهة ومن أجل إيضاح حجم السياسة التوسعية التركية وأخطارها المحدقة .
ماهر عثمان