وأخيراً.. النصرة الى المحرقة!
استمرار تمدّد جبهة “النصرة” الارهابية او ما تسمى بـ”هيئة تحرير الشام”، الاسم الذي غيرته لمسح صفة الارهاب والوحشية عنها عله يحميها من تصفية دولية واقليمية وسورية قاتلة، في محافظة ادلب وبسط سيطرتها على كامل المحافظة، ربما لم يكن الا استدراج لها، “المحرقة” التي اعدّتها هي بنفسها، هكذا تبدو مجريات الاحداث في سوريا..
مستنقع تبادل الادوار بدأ حينما سيطرت النصرة الارهابية على كامل محافظة ادلب في الشمال السوري ومازالت تزحف حتى بعد بسط هيمنتها مؤخراً على ريف حلب الغربي، وذلك بعد اتفاق مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، لتسلمها مناطق ادلب ومحطيها دون قتال لما يسمى “حكومة الإنقاذ” التي أقامتها النصرة.
وقال ما يسمى المرصد السوري المعارض ان جبهة النصرة سيطرت على نسبة 80 بالمائة من المحافظة اي ما يعادل نحو 9 الاف كيلومترٍ مربع، بموجب الاتفاق المذكور مع النصرة، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن فصائل مسلحة موالية لتركيا تقوم بتسليم بلداتها “للنصرة” والانسحاب منها دون اقتتال..
ولاستتباب الامور جيداً.. فتحت النصرة الارهابية جبهة اخرى وشنت معارك عنيفة واسعة ضد “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة تركياً جنوب ادلب وشمال غرب حماة بعد انهاء سيطرتها على كامل ريف حلب الغربي بعد 5 أيام من المعارك مع جماعة “نور الدين الزنكي” الارهابية التي خسرت فيها معظم عتادها العسكري وعشرات القتلى والأسرى.
في المقلب الاخر، تعد تركيا طبختها على نار هادئة.. وارسلت تعزيزات عسكرية جديدة الى الحدود مع سوريا بالتزامن مع سيطرة النصرة الارهابية على ادلب ومعظم ريف حلب الغربي في الشمال السوري، وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية ضد ما تصفه بالتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا.
والتأكيد هذا جاء على لسان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، حينما اعلن أن بلاده قد تنفذ عملية عسكرية مشتركة مع روسيا ضد “النصرة” في إدلب حال تطلبت الضرورة، باعتبار ان البلدين شريكان في إطار منصة أستانا لتسوية الأزمة السورية.
وأشاد أوغلو بالتعاون بين بلاده وروسيا في مجال مكافحة الإرهاب، مشددا على أن كلا البلدين راضيان عن تطبيق الاتفاق حول محافظة إدلب الذي تم إبرامه في سوتشي العام الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على الرغم من أن هذه العملية شهدت بعض التأجيلات.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه “ليس من السهل إنجاز كل ذلك مع وجود التشكيلات المتطرفة”.
هذا التصريح يأتي على خلفية سيطرة “هيئة تحرير الشام” (النصرة)، المصنفة إرهابية عند العديد من دول المنطقة والعالم، على معظم محافظة إدلب وريفي حماة وحلب الواقعين ضمن منطقة خفض التصعيد الأخيرة التي أقرها اتفاق سوتشي بين ضامني آستانا.
وينص اتفاق سوتشي إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب تفصل بين أراضي سيطرة الحكومة السورية والفصائل المسلحة في المحافظة، كما يقضي الاتفاق بانفصال مجموعات المعارضة المعتدلة عن “الإرهابيين” وكذلك تسيير روسيا وتركيا دوريات مستقلة في المنطقة منزوعة السلاح بالتنسيق بينهما.
من جهتها اعلنت روسيا انها تعتقد أن إنشاء منطقة نزع السلاح في سوريا يحمل طابعا مؤقتا، مشيرة إلى أهمية منع تحولها إلى ملجأ للإرهابيين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: “نؤكد تمسكنا بتنفيذ الاتفاق الروسي التركي حول استقرار الوضع بمنطقة خفض التصعيد في إدلب والذي تم التوصل إليه في 17 سبتمبر عام 2018… ومن المهم منع إفشال نظام وقف إطلاق النار وضمان الانسحاب الكامل للجماعات المتطرفة والأسلحة من منطقة نزع السلاح”.
وأشارت إلى أن “ذلك لا يجب أن يكون حجة لتحويل منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى ملجأ لآلاف الإرهابيين من “النصرة”. ننطلق من أن إنشاء منطقة نزع السلاح ومنطقة خفض التصعيد يحمل طابعا مؤقتا”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، اكدت، أنه “على تركيا الإعتراف أن إدلب أصبحت بؤرة حقيقية للإرهاب وسنتخذ خطوات حاسمة بشأن هذا الأمر الذي يهدد مصالحنا في سوريا”.
ومن الضروري ان نشير الى انه وبالتزامن مع التطورات الاخيرة في إدلب، استقدم الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى طول خط التماس الفاصل مع مناطق الجماعات المسلحة في ريف حماة الشمالي، سبقتها تعزيزات أخرى قبل يومين.
واكد المرصد السوري انه حصل على معلومات من مصادر موثوقة، بوصول تعزيزات عسكرية ولوجستية ضخمة من قوات الدولة السورية وحلفائها إلى ريف محافظة حماة، المتاخم لمناطق سيطرة جبهة النصرة، وسط ترجيحات بتحضير عملية عسكرية ضدها وبالتعاون مع روسيا، عقب سيطرتها على ادلب خلال الساعات الـ24 الأخيرة دول قتال ضمن اتفاق مع الفصائل المسلحة كي تنسحب نحو عفرين وتسليم المنطقة إدارياً وخدمياً لما تسمى بحكومة الإنقاذ التابعة للنصرة.
من جانبها، أفادت وكالة “سانا” الرسمية بأن الجيش السوري وجه “ضربات مركزة” إلى مجموعات المسلحين التي هاجمت نقاطا عسكرية بريفي حماة وإدلب.
وذكرت أن وحدات الجيش المرابطة في ريف إدلب نفذت ضربات مركزة بالمدفعية على أوكار المجموعات الإرهابية في بلدة التح ردا على محاولات تسللها باتجاه المناطق المحررة وأوقعت قتلى في صفوفها.
وأشارت “سانا” إلى أن الجيش تعامل مع “خروقات” المسلحين من محور بلدة تل الصخر بريف محردة الشمالي الغربي وأحبط محاولات تسللهم باتجاه المناطق الآمنة.
الى ذلك أوضحت صحيفة “الوطن” السورية، أن استيلاء “النصرة” على محافظة إدلب ومناطق ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، يبيح للجيش السوري استرجاع كل المحافظة (إدلب) وليس “المنطقة المنزوعة السلاح” فقط من الإرهابيين.
ختاما.. نظرا الى التطورات المتسارعة على الساحة الميدانية في سوريا، فإن إكمال “جبهة النصرة” الارهابية، سيطرتها على إدلب وريف حلب الغربي، وضع محافظة إدلب والمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين المتآخمة لها على كف عفريت ما ينذر بمستقبل سيكون كارثيا للجماعات الارهابية وعلى رأسها “النصرة”.
قناة العالم
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73