الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

المفاجآت العسكرية والدبلوماسية قادمة

المفاجآت العسكرية والدبلوماسية قادمة
ليرقدَ “مكيافيلي” بسلامٍ في قبره، فأفكاره باتتْ تزدحم في رؤوس السّياسيّين كازدحام الفقراءِ على عتبات حكوماتهم الناّئمة في منطقتنا، يتجوّل الأمريكيّ في الرّبع الخالي بعد توقيعه صفقةً مع القطريّ تكفل فيها الأخيرة بدفعِ تكاليف توسيع قاعدة “العديد” الجويّة، فيما يُنهي ترامب الرّشفة الأخيرة من كأس البراندي خاصته، ليرفعَ بعدها إصبعه بوجهِ التّركي مهدّداً بتدمير تركيا اقتصاديّاً في حال هجومها على الأكراد في الشّمال السّوري.
سوريّاً تحتشد مجنزرات الجيش السّوري عند تخومِ الرّيفِ الحمويّ، يرى البعضُ المشهدَ وكأنَّه “بروفا ليوم الدّينونة” حيث سيُنفخُ صور إسرافيلي معلناً النّهاية هناك، مدرّعات وناقلات جند وراجمات ومدفعية من مختلف الصّنوف نُصبتْ على تلك الجبهة، الرّيف الحمويّ دخل مرحلة العدّ التّنازلي، فيما إدلب تعيشُ أياماً حمراء باقتتال مختلف الجماعات المسلّحة بين بعضها، التّركي لن يكون قادراً على التّحرك عسكريّاً في هذه الفترة، فإصبع ترامب لا زال مرفوعاً بوجهِ أردوغان، لا مجال للتّركي سوى التّمسك بالثنائيّة الرّوسيّة ـ الإيرانيّة في الشّمال.
تقولُ المصادرُ بأنَّ الجيش السّوري يحضّر مفاجئةً تخصُّ إدلب، ستبدأ ملامحها من ريف حماة الشّماليّ لتمتدَّ بعدها إلى هناك، بغضّ النّظر عن دقّة تلك التّسريبات من عدمها فإنَّ الأكيد بأنَّ التّحركات العسكريّة على الأرض توحي بأنَّ هناك شيء يتمُّ التّجهيز له، أمّا دبلوماسيّاً فلا تزال الأخبار المتواترة تقول عن إعادة افتتاح سفارات عربيّة وأوروبيّة، دمشق رحّبت عبر نائب وزير الخارجيّة بذلك مؤكّدةً أنَّها لن تستجدي أحداً لفتح سفارته، فيما القطريّ الذي يعيشُ عزلته يؤكّد بأنَّه سيكون آخر من سيفتح سفارته في دمشق، دون أن يُلقى ذلك صدى في الشّارع العربي كون “الانفتاح العربي على دمشق” بات مدويّاً وطغى صوته على كل الأصوات الأخرى ومنها تصريحات وزير الخارجيّة القطريّ حول دمشق وسفارة بلاده فيها.
أوروبيّاً فقد بدأ الأنف الفرنسيّ يتحسّس رائحة الياسمين الدّمشقي، تصريحات وزير الخارجيّة الفرنسيّ جان إيف لودريان الأخيرة من بغداد بأنَّه لا مانع لدى بلاده من ترشّح الرّئيس بشار الأسد في الانتخابات المقبلة وأنَّ الأولويّة لمحاربة “داعش”، يربط البعض هذا التّصريح بمحاولة فرنسيّة سابقة هدفت لتعاون استخباراتيّ مع دمشق تخصّ معلومات حول المقاتلين الأجانب ، رفضتْ دمشق واشترطتْ عودة العلاقات رسميّاً، أما داخليّاً فقد أكّد أصحاب السّترات الصفراء بأنَّ مظاهراتهم ستستمرُّ حتى إسقاط الرّئيس ماكرون، حتى أغاني شارل أزنافور لن تكون قادرة على تهدئة هؤلاء حالياً.
أما لبنانيّاً فإنَّ الشّارع هناك يعيش فيضاناً خلافياً فاق مياه نورما في شوارع بيروت، خلاف على دعوة سوريّة إلى القمّة الاقتصاديّة، خلاف على خلفية ما جرى مع ليبيا ومقاطعة الأخيرة للقمّة، خلاف على قضية الأنفاق المزعومة، وحمّل البعض ذريعة الخوف من خرق القرار 1701، وطبعاً قبل كل شيء خلاف حول تشكيل الحكومة، قد تنعقد القمّة الاقتصاديّة، دون سوريّة وليبيا ” قد” و لكن القمّة العربيّة من المحتمل أنّها ستحمل مفاجئة الحضور السّوري.
عسكريّاً وسياسيّاً الملف السّوري بأفضل ممّا كان سابقاً، هناك معركة أخرى تجري بين قطر وتركيا من جهة والقوى الخليجيّة العربية من جهة أخرى، توتّر أمريكيّ ـ تركيّ استثنائي، روسيا وإيران في موقف قوي حاليّاً فيما الأيام القادمة تنتظر ولادة مفاجئات بعضها دبلوماسيّ وبعضها الآخر عسكريّ وسوريّة ستكون ساحتها.
وكالة آسيا- علي مخلوف