الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ملاحق منذ 30 عاما.. من هو طلال حمية “العقل الإستراتيجيّ” بحزب الله الذي يُعادِل كتيبة موساد؟

ملاحق منذ 30 عاما.. من هو طلال حمية “العقل الإستراتيجيّ” بحزب الله الذي يُعادِل كتيبة موساد؟
زهير أندراوس:
بثّ التلفزيون الإسرائيليّ شبه الرسميّ (كان) تقريرًا مُوسّعًا عن تحوّل طلال حمية، (58 عامًا)، الذي تعرِض واشنطن مبلغ 7 ملايين دولار لمَنْ يُدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقاله، من موظفٍ إداريٍّ عاديٍّ بمطار بيروت في ثمانينات القرن الماضي إلى أحد أبرز قادة حزب الله العسكريين المسؤولين عن “الإرهاب” العابر للقارات، ويُفترض أنّه كان يترأس وحدة العمليات المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج لبنان، المعروفة باسم 910.
ويُتهّم حمية بأنّه العقل المدبر لتفجيرات بوينس آيرس عام 1992، كما يتهم بأنّه يقف وراء الانتحاريّ الذي كان ينوي تفجير نفسه داخل السفارة الإسرائيليّة في العاصمة التايلانديّة بانكوك، قبل أنْ يقرر منفذ العملية تغيير رأيه في اللحظة الأخيرة ويمتنع عن التنفيذ.
وبحكم مسؤولية حمية عن الخلايا النائمة في الخارج التابعة لحزب الله، وعن تفعيل جهاز تنفيذ العمليات في أمريكا الجنوبيّة وأوروبا وأفريقيا والعراق ودول الخليج، يُعتقد أنّه وراء الكثير من عمليات الحزب السريّة خارج حدود لبنان، ويلعب دورًا بارزًا في مخططات المنظمة وعمليات الاغتيال التي ترتكبها في كثير من أنحاء العالم.
وطلال حمية المُكنّى أبو جعفر، من مواليد نهاية الخمسينات، وقد انطلق نشاطه من مخيم برج البراجنة الفلسطينيّ بقضاء بعبدا بمحافظة جبل لبنان، وتصفه إحدى النشرات الخاصّة بالقادة اللبنانيين بأنّه طويل القامة وقوي البنية وملتحٍ.
وتضيف النشرة المعنونة بـSTOP910 أنّ طلال حمية لديه ارتباط وثيق بعناصر الاستخبارات الإيرانيّة، كان يعمل بتعاون معهم ميدانيًا، حيث كان مسؤولاً عن تخطيط هجمات تم إعدادها بدقة، وهو يتصرف كرجل ظل يقوم بتنفيذ العمليات البالغة التعقيد، ويبتعد عن الحياة الاجتماعية عدا أفراد أسرته، ودائرة ضيقة من أصدقائه، كما يتجنب ارتياد المطاعم ويلتزم بقواعد التصرف الأمني المتشددة لا سيما في أماكن غير بيئة عمله في بيروت.
وبسبب نمط حياته المتقشف يبدو أحيانًا كرجلٍ بسيطٍ لا يهتم كثيرًا بمظهره الخارجيّ ويلبس ثيابه بشكلٍ مُهلهلٍ بينما يلتزم بنمط الحياة الصحيّة مُمتنعًا عن التدخين وعن شرب القهوة وعادة ما تكون حالته الصحيّة جيّدة.
وقال نائب رئيس الموساد الأسبق، رام بن باراك في حديثٍ للتلفزيون الإسرائيليّ شبه الرسميّ (كان) إنّ طلال حمية هو العقل المُدبّر للعمليات “الإرهابيّة” التي يُنفذّها حزب الله، وهو مُختّص بالإرهاب العالميّ، ويُمكِن القول إنّه أحد أخطر الإرهابيين في العالم قاطبةً، وأضاف إذا أردت الاستعارة من المُصطلحات الإسرائيليّة فإنّ هذا الرجل هو عبارة عن كتيبةٍ تابعةٍ للموساد الإسرائيليّ، وهو الذي قام بتأسيس وقيادة فرع العمليات الخارجيّة في حزب الله، بهدف ضرب المواقع الإسرائيليّة والغربيّة خارِج منطقة الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى ذلك، عرض التلفزيون الإسرائيليّ في سياق تقريره وجهة نظر المُخابرات الأمريكيّة عنه، حيث قال الناطق بلسان الـCIA نحن نُراقِب عن كثبٍ وبصرامةٍ كبيرةٍ فعاليّات حزب الله على الأراضي الأمريكيّة.
ونقل مُعّد التقرير عن مصادر أمنيّةٍ في كلّ من واشنطن وتل أبيب قولها إنّه في الفترة الأخيرة لاحظت المُخابرات الأمريكيّة مُحاولات من حزب الله لإقامة بُنيّةٍ تحتيّةٍ للإرهاب في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وبالتالي فإنّ حمية والشعبة التي أقامها عادوا إلى الأضواء، وباتوا يُلاحَقون من المخابرات الغربيّة والإسرائيليّة على حدٍّ سواء.
وزعمت المصادر عينها أنّه في بداية طريقه كان مُساعدًا للشهيد عماد مغنيّة، وشارك في العملية ضدّ المُشاة الأمريكيين في بيروت عام 1983، والتي قُتل خلالها 305 جنديًا، أغلبيتهم العظمى من الأمريكيين والفرنسيين، ومنذ ذلك الحين بات مطلوبًا للأمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، قال أحد الباحثين الإسرائيليين للتلفزيون إنّ حمية هو العقل الإستراتيجيّ لحزب الله، ولا يتدّخل في العمليات الداخليّة، بل يهتّم بتنفيذ العمليات خارج لبنان، لافتًا إلى أنّه شارك أيضًا في عملية اختطاف الطائرة الأمريكيّة، كمُساعدٍ لعماد مغنية في العام 1985، مُضيفًا أنّه كان دائمًا برفقة مغنية، وخططا سويّة ونفذّا معًا.
ولفت التقرير التلفزيونيّ إلى أنّ حمية، بمُساعدة من إيران، قام بتنفيذ عمليةٍ عسكريّةٍ في بوينس إيريس في الأرجنتين وذلك في العام 1992، وقال جنرال إسرائيليّ لم يكشف التلفزيون عن صورته واسمه، إنّ حمية وبعد اغتيال الشيخ عباس موسوي، اتخذّ قرارًا بالانتقام من إسرائيل عن طريق ضرب أهدافٍ لها خارج البلاد.
وأوضحت المصادر أنّ اغتيال مغنية في شباط (فبراير) من العام 2008 أدّى إلى تغيير التصرّفات لدى قادة حزب الله، زاعمةً أنّ حمية فهم أنّ المُخابرات الإسرائيليّة تغلغلت عميقًا في حزب الله، وقال الجنرال الإسرائيليّ إنّه استوعب أنّه سيكون هدف الاغتيال القادِم، كما ذوتّ أنّ عليه أنْ يتصرّف بسريّةٍ تامّةٍ.
أمّا نائب رئيس الموساد بن باراك فقال إنّ حزب الله أمر حمية بعدم الاقتراب بتاتًا إلى وسائط التواصل الاجتماعيّ مثل (فيسبوك) و(تويتر)، وعندما بحثنا عنه لم نجد له ذكرًا، كما أنّه لم يجرِ أيّ مُقابلةٍ صحافيّةٍ، حتى مع قناة (المنار)، التابِعة لحزب الله، لافتًا إلى أنّه رجل الظلّ في الحزب.
وأضاف أنّه بعد أنْ فهِم الحزب وإيران أنّ الموساد كان وراء اغتيال مغنية تمّ اتخاذ القرار بزيادة إمكانيات الوحدة 910 وتعيين حمية مسؤولاً عنها. ورفض بن باراك الإجابة على سؤال التلفزيون التالي: كَمْ كان الموساد قريبًا من اغتياله؟، لكنّ بن باراك أقّر بأنّ حمية يقوم بعملٍ ممتازٍ وأنّه نجح في تنفيذ المُهّمات المُلقاة على عاتقه.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ الأمريكيين يقومون بجمع المعلومات عن كلّ مَنْ قام بعمليةٍ ضدّهم، وهم مُهتّمون جدًا بإغلاق الدائرة واغتياله، كما أنّه بالنسبة لإسرائيل ما زال هدفًا للاغتيال على الرغم من تقدّمه بالعمر، وفي ختام التقرير قال نائب رئيس الموساد الأسبق إنّ للمُخابرات الإسرائيليّة القدرة على الوصول إلى كلّ مَنْ تُريد.
رأي اليوم