أسعار كاوية للخضار والفواكه.. والتموين: المطر السبب ولا يمكننا القيام بشيء
لا نلبث نخرج من أزمة حتى نقع بأخرى أشد وطأة وأكثر فتكاً بجيوب المواطن، بل وأحياناً تجتمع كل الأزمات لتتقاسم تلك القروش التي يتقاضاها دون رحمة أو شفقة بالحال، فلم تكتف بحرمانه من الغاز والكهرباء لتترك البرد يستوطن بأضلاعه، فارتأت أن يمتد هذا الوباء إلى لقمة عيشه من خلال ارتفاع أسعار الخضار والفواكه إضافة إلى ارتفاعها السابق، أي زيادة على الزيادة نفسها.
من الواضح أننا نتكلم بلسان الأزمة ذاتها، إذ نقول الأزمة قررت، والأزمة لم تكتف وما إلى ذلك من مصطلحات “الأنسنة”، كون كبار المسؤولين باتوا يصفونها بوحش كاسر يكبر ويمتد ليأكل ما حوله، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل هذه الأزمات مفتعلة من أصحاب الشعارات اللماعة، أم هي حقيقية وواقعية بالفعل ؟؟ ما الأمر ؟!
أزمتنا اليوم ارتفاع حاد بأسعار الخضار والفواكه تجتاح الأسواق دون رقيب لإيقاف تمددها، وهذا ما لاحظناه خلال جولة ل “سينسيريا” في أسواق دمشق، وسط “تململ” واستغراب من المواطنين الذين وحدوا آرائهم حول زيادة الأسعار الغير طبيعية، متسائلين عن السبب الذي يجعل الأسعار تقفز إلى الضعف بين يوم وآخر، فهل هي لعبة تجار؟ أم أن الموضوع أكبر من ذلك ؟؟
أصحاب “البسطات” في الأسواق كان لهم رأي مشابه لآراء ذوي الرواتب المنكوبة، فيقول أحدهم: ماعد عم نسترجي نشتري، الخضار والفواكه عم تبات لتاني يوم.
أما جاره الممتعض من الوضع يقول وبالعين القوية: كل ما غليتو نحنا منغلي.
الأمطار والمبيدات
وفي ذات الصدد يشير مصدر مسؤول في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق، رفض أن يذكر اسمه، تنفيذاً لتوجيهات وزير حماية المستهلك، إلى أن ارتفاع الأسعار سببه أن الخضار المتواجدة في الأسواق أغلبها بلاستيكية يجب أن يتوافر لها مناخ مناسب لنموها، ولكن الأمطار المتساقطة ضربت 90% من الموسم، مما أدى إلى نقص في الكميات، إذ إن الشتلة التي كانت تعطي إنتاج بشكل شبه يومي، باتت لا تعطي إلا القليل، لافتاً إلى أنه كان يدخل إلى سوق الهال ٥٠٠ طن من البندورة يومياً، أما الآن فلا يدخل سوى ٦٠ طن، كما أكد المصدر أنه وبالفترة الأخيرة تم إدخال دفعة من المبيدات الحشرية من الصين الفاسدة مما أدى إلى إلحاق الضرر بكل الموسم، لافتاً إلى أن هذه الأزمة ستستمر إلى بداية شهر نيسان دون إمكانية لإيجاد حل لها.
ارتفاع مخيف
وخلال الجولة التي قمنا بها، كان سعر كيلو الكوسا ٦٠٠ ليرة سورية، و الكيلو الواحد من الفليفلة ب ٥٠٠ ليرة سورية، والبندورة ب ٤٥٠ ليرة سورية، و٤٠٠ ليرة سورية للباذنجان، والخيار أيضاً ب ٤٠٠ ليرة سورية، أما الليمون ب ١٥٠ ليرة سورية و الملفوف ب ١٢٥ ليرة سورية. أما أسعار الفواكه فيبلغ الكيلو الواحد من الأناناس ١٣٠٠ ليرة سورية، والتفاح يصل إلى ٤٠٠ ليرة، والموز ٤٠٠ أيضاً، وكذلك الأمر بالنسبة للفريز، و١٥٠ ليرة للبرتقال.
أما الكستناء محبوب الشتاء فالكيلو الواحد منه ب ١٥٠٠ليرة سورية، أما حبة جوز الهند فسعرها ٨٠٠ليرة سورية.
أزمة يعاني منها ثلاثة أرباع الشعب السوري يتلخص الحديث عنها بجملتين أو ثلاثة، بل ويرفض هذا المصدر ذكر اسمه!! فأي استهتار هذا؟ ومن ماذا تخافون، هل من تقصير.. أم ما الأمر؟ هل سيبقى هذا المواطن يأكل من أعصابه في سبيل التفكير كيف سيؤمن لقمة العيش لأولاده، أم سيتبع شريعة الغابة كي يأكل؟
سينسيريا
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73