عن التهديدات الإسرائيلية المباشرة للأسد
لا تزال مفاعيل العدوان الإسرائيليّ على دمشق مستمرّة حتى كتابة هذه السّطور، تحليلات هنا وهناك وأخرى على شكلِ تسريبات وتوقّعات، فيما تبقى التّصريحات هي الأهم لأنَّها الأكثر فائدة في تقديرِ الموقف.
ضمن مشهد ردود الفعل الإسرائيليّ على الغارة الأخيرة وردّ سوريّة عليها، هدّدَ وزير الطّاقة الإسرائيليّ يوفال شتاينتس الرّئيس السّوريّ بشار الأسد، بوضعِه في قائمةِ الخطر إذا ما استمرَّ في السّماح للإيرانيّين بترسيخ وجودهم في سوريّة “بحسب تعبيره”.
التّهديد الإسرائيليّ المتصاعد بحسب أحد المراقبين هو مجرد حرب نفسيّة، إذ أنَّ إسرائيل تعلم بأنّها باستهدافها المباشر للرّئيس الأسد قد تتسبّب بحربٍ إقليميّة تتحوّل إلى عالميّة، هذا السّيناريو نفسه ينطبقُ على أمين عام حزب الله حسن نصر الله، والإسرائيليّ يدرك ذلك تماماً “وفق قول المراقب”.
في حين اعتبر آخرون أنَّ ارتفاع منسوب التّهديدات الإسرائيليّة لسوريّة لا يعود بشكلٍ رئيسيّ للتّواجد الإيرانيّ هناك، فالمستشارين الإيرانيّين بحسب مصدرٍ سوريّ أتوا إلى سوريّة منذ سنواتٍ وهذا معروف، وقتها لم تكن إسرائيل لتصعّد من تهديداتها ومخاوفها كما هو الحال الآن، لكنَّ السّرّ في ازدياد التّهديدات هو أنَّ سوريّة كسرت قواعد اللعبة، في السّابق كان يتمُّ الرّدَّ على الغاراتِ عبر وسائط الدّفاع الجوي، أما مؤخّراً فقد باتت القيادة السّوريّة تتّبع استراتيجيّة الرّدِّ المعاكس أيضاً، بمعنى آخر أنَّ دمشق لا تكتفي فقط بالدّفاعات الجويّة بل تلجأ إلى صواريخ الأرض ـ أرض نحو أهداف داخل الأراضي المحتلّة وتحديداً في الجولان، وقد قرأ الإسرائيليون تلك الرّسالة وهذا ما زاد من جنونهم “بحسب تعبير المصدر”.
من جهتهم قال متابعون بأنَّ تهديدات المسؤول الإسرائيليّ للرّئيس الأسد بشكلٍ مباشر مجرد مزاودة على زملائه حكومة الاحتلال، طالما أنَّ التّهديد لم يأتي عبر نتنياهو أو وزير أمنه أو رئيس أركانه، فيما تناقل ناشطون ذلك التّهديد ورأوه بمثابة وسام على صدرِ الرّئيس الأسد في وقتٍ يسعى بعض العرب للتّطبيع مع إسرائيل ” وفق قولهم”.
آسيا نيوز
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73