ظاهرة غريبة.. العثور على جثة جندي سوري سليمة بالكامل منذ عام 2013
عثر الجيش السوري اليوم على مقبرة جماعية تضم رفات جنود سوريين أعدموا على يد فصائل ما يسمى “الجيش الحر” التابعة لتركيا في ريف مدينة الرقة في عام 2013.
وقال مصدر عسكري في مدينة الطبقة بريف الرقة لوكالة “سبوتنيك” إن الجهات المختصة عثرت على مقبرة جماعية تضم رفات عدد من الجنود السوريين في قرية شريدة الغربية بريف المدينة.
بدوره أوضح مصدر طبي لوكالة “سبوتنيك” أن الفرق المختصة استخرجت من المقبرة الجماعية المذكورة 7 جثامين لجنود سوريين تم التعرف على هوياتهم موضحا أنهم كانوا عناصر في جهاز الأمن العسكري السوري في الرقة.
وقال المصدر إن الفحص المبدئي كشف عن أن هؤلاء الجنود تم تعذيبهم بوحشية قبل أن تقطع رؤوسهم، حيث تظهر آثار التعذيب على هذه الجثث وخاصة على جثة أحد الجنود التي لا تزال متكاملة دون أي تعرض للتفسخ، وهو الجندي “ثابت علي”، الذي يعود زمن إعدامه إلى شهر آذار/ مارس 2013، مشيرا إلى أن احتفاظ الجثمان عبر هذه السنوات “بتكاملها” يعد ظاهرة نادرة.
وأكد أن الفحوصات الطبية والمخبرية ستقدم الإجابة عن سبب هذه الظاهرة، غير مستبعد نظرية أن يكون الإرهابيون عرضوا هذه الجثة لمواد كيميائية لها خصائص حافظة.
ولفت المصدر إلى أن جثامين الجنود السبعة تم نقلها إلى أحد المستشفيات لاستكمال الفحوصات الطبية الشرعية.
وفي الرابع من آذار/ مارس 2013 هاجمت مدينة الرقة أرتال ضخمة من إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” (المحظور في روسيا) تقود مجموعة من فصائل “الجيش الحر” الموالية لتركيا، وأصبحت المدينة هي الأولى التي خرجت عن سيطرة الدولة السورية وارتكب فيها مجازر بشعة بحق الجنود السوريين والمدنيين “الموالين للنظام”.
وفي عام 2014 اتسع نفوذ “داعش” الارهابي (المحظور في روسيا) في الرقة على حساب حلفائه، وفرض قوانينه على سكان المدينة الذين وقعوا ضحية لممارسات التنظيمين الإرهابيين الإجرامية في آن معا، وبحلول كانون الثاني/ يناير 2014، بسط “داعش” التكفيري سيطرته الكاملة على مدينة الرقة.
وكان الدكتور زاهر حجو مدير عام هيئة الطب الشرعي في سوريا قال لوكالة “سبوتنيك” في وقت سابق إن “التنظيمات الإرهابية التي توالت على الرقة، أعدمت عشرات الآلاف من الأهالي بأساليب وحشية.”
ولا يزال تراب الرقة يحتضن عشرات المقابر الجماعية وآلاف الجثث، بانتظار الكشف عليها والتعرف على هوية أصحابها ممن أعدمتهم تنظيمات “النصرة” و”الجيش الحر” و”داعش.”
ويضيف الدكتور حجو: في منطقة دبسي عفنان مقبرة جماعية دفن فيها 75 شخصا عام 2013 قتلهم إرهابي واحد، وهناك مقابر جماعية في منطقة المناخر في ناحية الكرامة شرقي المحافظة حيث أعدم 1907 مواطنين بين نهاية عام 2014 وبداية عام 2016 تم دفنهم جميعا في هذه المنطقة، وهناك مقابر جماعية بمنطقة الفرقة 17 ومنها ما هو موجود كأكوام عظام فوق سطح الأرض لأكثر من 100 ضحية من أصل 600 مدني بينهم نساء تم إعدامهم رميا بالرصاص وتركت جثثهم في العراء.
وفي منطقة الجرنية وما حولها في ريف الرقة الشمالي توجد مقابر جماعية تضم جثث 754 شخصا تم إعدامهم في هذه المنطقة، وبالقرب من مدينة معدان حيث كان أكبر سجون التنظيم الإرهابي، أعدم خلال عامي 2015 — 2016 نحو 555 شخصا من نزلاء السجن وتم دفنهم ضمن مقابر جماعية في المكان نفسه.
كما قتل تنظيم “داعش” الإرهابي أكثر من 200 شخص ما بين دير الزور والرقة من عشيرتي الشعيطات والعقيصات وتم دفنهم في مقابر جماعية في المنطقة.
ويشير الدكتور حجو إلى أنه خلال عام 2017 تم إعدام 381 شخصا في المشفى الوطني بالرقة، ودفنت الجثث في ساحة المشفى، وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه أعدم “داعش” عند مدخل الرقة الغربي “حول الثكنة” 297 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء، كما أعدم على أطراف الرقة الشرقية الكثير من المواطنين يقدر عددهم ب 420 شخصا تم دفنهم في مقابر جماعية.
وهناك مقابر جماعية في منطقة عين عيسى شمالي الرقة لم يعرف عدد القتلى فيها، ومقبرة في تل البيعة تم دفن القتلى فيها بالمئات، كما تضم مقبرة “السباهية” غرب الرقة مئات الجثث، في حين تضم منطقة مكبات القمامة جنوبي الرقة في المنطقة الجبلية مقابر جماعية فيها عدد لا يحصى من جثث الضحايا، أما ريف الرقة الجنوبي الشرقي وتحديدا منطقتا “رطلة والعكيرشي” فهناك تم تنفيذ إعدامات جماعية بحق مئات الأطفال الذين رفضوا حمل السلاح والمشاركة في معارك 2015 دفنوا في مقابر جماعية في المنطقة إلى جانب مواطنين بالغين تم إعدامهم أيضا.
وختم حجو بالقول: إضافة إلى هذه المقابر، هناك عشرات المقابر التي لم تتم معرفة أماكنها بعد، ولكن تبقى المقبرة الجماعية الأكبر في الرقة هي الأنقاض التي خلفها القصف الأمريكي على المدينة بحجة القضاء على تنظيم “داعش” وقد أدى هذا القصف المدمر إلى دفن آلاف المدنيين تحت الأنقاض وقد تم انتشال نحو ألفي جثة حتى الآن، إلا أن هذا الرقم لا يشكل سوى جزء بسيط من عدد المدفونين تحت أنقاض الرقة.