كواليس لقاء بوتين – اردوغان؟
الدكتور محمد بكر
في توصيف اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي ونظيره التركي في موسكو، تبدو المصادقة الروسية على مخاوف أنقرة مما يتهدد أمنها والإشادة بما سماها بوتين جهود تركيا لإنجاز اتفاق سوتشي، تبدو ضوءاً أخضراً وتمهيداً روسياً يراعي كل القلق التركي مما يتهدده في الشمال السوري، تشديد بوتين على احترام الأصدقاء الأتراك فيما يخص أمنهم والموافقة الضمنية على منطقة آمنة في الشمال السوري، يعد امتحاناً روسياً ربما يكون الأخير للإرادة التركية وتفعيل المصداقية في كل التوجهات التركية خلال المرحلة القادمة.
إعلان أردوغان أن هدف أنقرة في سورية هو محاربة التنظيمات الإرهابية بما فيها في المقام الأول داعش وحزب العمال الكردستاني في المقام الثاني، وربطاً مع تأكيد الجانبين الروسي والتركي على مواصلة التعاون لمحاربة الإرهاب، وحتى بعد انتهاء الحرب وتشجيع بوتين الحوار بين دمشق والكرد، يشكل رسالة سياسية للكرد بمنزلة ” النداء الأخير” للانخراط في حوار مع الدولة السورية من دون شروط مسبقة وتسليم كامل عتادهم وأسلحتهم للجيش السوري، لأن القادم لن يرحم أي استدارة كردية أو مراوغة تبدو فيها قوات سورية الديمقراطية في مرمى النيران التركية وبمصادقة روسية.
تأكيد القمة الروسية التركية على وحدة الأراضي السورية يشي عن صفقة روسية تركية بدأت ملامحها تتضح ،أساسها أن أي انهاء للقلق التركي سيُصرف سياسياً وعسكرياً في جبهة ادلب على قاعدة تفعيل السلوك التركي باتجاه إنهاء الحالة المسلحة في ادلب سلماً أو حرباً.
ما أكده أردوغان لجهة الإعلان عن قمة تركية روسية إيرانية في شهر شباط القادم هو بمنزلة ” جردة حساب” ومناقشة المطارح الذي وصل له اتفاق موسكو، والذي أسس له بطبيعة الحال لقاء بوتين أردوغان .
الثابت أن الحرب السورية بدأت تضع أوزارها لجهة التوصل لصيغة سياسية توافقية، من هنا نقرأ ونفهم احتفاء الاعلام العبري بماسماه ” النصر” على محور دمشق طهران حزب الله على خلفية العدوان الأخير على دمشق وضربه ماسماه أهدفاً إيرانية في سورية، وكذلك دلالات التفجيرين الإرهابييين في المتحلق الجنوبي بدمشق وساحة الحمام في اللاذقية الذين لم يكونا بعيدين مطلقاً عن العين الإسرائيلية، في محاولة لخلط الأوراق والتشويش على مآلات الحرب السورية.
مجدداً تضع موسكو السلوك التركي على المحك ويُطلق بوتين اليد التركية إلى أقصى حدودها، في امتحان حقيقي لنيات أنقرة، أثبتت التجارب مدى تلون الأخيرة وسياستها التي لاتغادر إطار اللعب على الحبال.
رأي اليوم
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73