الأربعاء , ديسمبر 18 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سوريا تضع تركيا في موقف حرج

شام تايمز

سوريا تضع تركيا في موقف حرج
في هذه الايام يتردد اسم ” اتفاق اضنة” في جميع المواقع الخبرية التي تتناول الشان السوري هذا الاسم الذي عاد الى الواجهة بعد لقاء الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلادمير بوتين في مسكو، ويبدو ان تركيا احرجت نفسها بدلا من تقديم الذرائع لوجودها على الاراضي السورية باستنادها الى هذا الاتفاق.
تحدث الرئيس الروسي بوتين في لقائه مع اردوغان في الكرملين عن اتفاق اضنة وطرح فكرة ان روسيا قد تعمل على تطبيق هذا الاتفاق لكن بشرط التنسيق بين الجانبين السوري والتركي والذي قد يكون بشكل مباشر، حيث قال بوتين “ان الاتفاق الأمني السوري التركي الموقع عام 1998 (معاهدة أضنة)، سيزيل العديد من العراقيل المتعلقة بتحقيق تركيا لأمنها على الحدود الجنوبية. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تعتبر اتفاق أضنة المبرم بين تركيا وسوريا لا يزال ساريا، حيث اعتبر “الدولتان المشاركتان في هذا الاتفاق تلتزمان بنفس الرأي”.
الحقيقة التي يشهدها الجميع ان سوريا التزمت بجميع بنود هذه الاتفاقية الموقعة في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد وهذا ما اكدته مرة اخرى دمشق في اول تصريح رسمي لها على لسان وزارة الخارجية التزامها بالاتفاق والاتفاقيات الاخرى المتعلقة بمكافحة الارهاب، مضيفة ان تركيا لا تزال تخرق اتفاق اضنة منذ بداية الحرب على سوريا عام 2011 عبر دعم الجماعات الارهابية وتسهيل مرور الارهابيين الى الاراضي السورية اضافة الى احتلال مناطق سورية عبر المنظمات الارهابية التابعة لها.
كذلك اعلنت دمشق، ان اي تفعيل لاتفاق اضنة يجب ان يكون من خلال اعادة الامور على الحدود الى ما كانت عليه قبل العام 2011، ووقف دعم انقرة للارهاب اضافة الى سحب قواتها من المناطق التي تحتلها داخل سوريا.
كما قال عمار الاسد نائب رئيس لجنة الامن والعلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري أن على تركيا عندما تتحدث عن الاتفاقيات ان تلتزم بها أولا.
وأكد الأسد خلال اتصال هاتفي مع قناة العالم أن على تركيا ان تثبت بالافعال انها جادة في مكافحة الارهاب، داعيا أنقرة لتفعيل اتفاقية اضنة مع سوريا ووقف خرق الاتفاقية من خلال رعايتها للارهاب وأن تسحب قواتها من عفرين والمناطق التي دخلتها.
ويرى المحللون ان موقف الدولة السورية وضع تركيا في موقف حرج فعلا حيث ان تركيا تستند على اقامتها منطقة امنة باتفاق اضنة في حال ان هذه المنطقة تسمح لتركيا لدخول الاراضي السورية مدى 5 كيلو بينما يرغب الاتراك في التعمق في الراضي السورية الى مسافة اكثر من ذلك بكثير، فهذا الموقف الذكي للسوريين سيجبر تركيا ان تضبط نفسها بنفس الاداة التي رغبت ان توسع نفوذها على سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد طلب تفعيل الاتفاق لان تركيا تحت ضغط كبير فهي تخشى من تجمع الفصائل الكردية على الاراضي السورية الاكراد الذين يلقون الدعم من امريكا وهي في نفس الوقت تواجه معاملة مزدوجة ومربكة من قبل الولايات المتحدة فتارة تقول واشنطن انها لديها علاقات تجارية جيدة مع تركيا و لاترغب في افسادها وتارة اخرى لاتسمح بان تبسط نفوذها اكثر مما هو مسموح لها حتى لاتكون لها اليد الطولى في المنطقة وان تسبب ذعرا للاكراد حلفاء القوات الاميركية.
ويقول عبد الباري عطوان تعليقا على التصريحات التركية :”يمكن القول أن معاهدة أضنة في حال إحيائها، وهذا أمر شبه مُؤكد، ستلغي الحاجة إلى إقامة منطقة حدودية آمنة، التي تواجه خلافات جذرية بين معظم الأطراف، وستعمل مثلما ينص أحد بنودها على إنهاء جميع الخلافات بين البلدين الجارين (سورياوتركيا)، وإنهاء الأزمة السوريّة، وعودة العلاقات التركية السورية”.
ومع نفض الرئيس التركي الغبار عن اتفاق اضنة مع سوريا تبريرا لدخول الاراض السورية، تتوالى المواقف بين الاطراف المعنية لا سيما الكردية المشمولة بالاتفاق حيث يشير المراقبون الى ان العمل بالاتفاق لا يمثل مشكلة بالنسبة لدمشق اذا ما نفذت انقرة المطالب التي قدمتها دمشق بالنسبة لسحب قواتها والتراجع عن دعم الارهاب وتسهيل دخوله الى اراضيها، والعودة لما قبل عام الفين واحد عشر على الحدود، ما يعني امكانية اعادة تفعيل الاتفاق بوساطة روسية هذه المرة.
هذا فيما يرى جناح اخر من المراقبين ان اردوغان عندما سافر الى موسكو وجد تاكيدا روسيا على لسان بوتين وسيرغي لافروف وزير الخارجية على وحدة الاراضي السورية وانه بعد انسحاب قوات الاحتلال الاميركي يجب ان تعود السيادة الى سوريا من هنا ترى تركيا انها وحيدة ورغم انها اعلنت على لسان وزير خارجيتها مولود جاوييش اغلو ان تركيا مستعدة ان تقسم منطقة امنة لوحدها دون ان تحتاج احد، لكن هذا الكلام غير واقعي لان تركيا تحاول التغطية على ضعفها والا لما ابدت استعدادا للتعاون مع امريكا وروسيا في ايجاد المنطقة الامنة ولما قامت بلقاءات سرية مع مسؤولين سوريين.

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز