الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

“أسماء الأسد”.. خسارة الشعر الأشقر لا تحجب كسب القلوب

“أسماء الأسد”.. خسارة الشعر الأشقر لا تحجب كسب القلوب
كمال خلف
السوريون باتوا معتادين على صورة السيدة الأولى “اسماء الأسد” وهي تنتقل في زيارات للجرحى واسر شهداء الجيش السوري، يوم أمس انتشرت صور لها في منزل جريح في منطقة النبك في ريف دمشق، جلست السيدة أسماء مع أفراد الأسرة في منزلهم المتواضع بعد أن خلعت حذاءها خارج الغرفة، كأي زائر عادي.
لا يبدو وجهها عليه أي نوع من مستحضرات التجميل، أو أن ثيابها فاخرة ومن النوع مرتفع الثمن، هي اضطرت خلال الشهور الماضية لتغطية رأسها لأن الشعر الأشقر الجميل لم يعد في مكانه بسبب اصابتها بسرطان الثدي وتلقيها للعلاج “الكيماوي” في المستشفيات السورية، اثار مرضها ووضعها للحجاب جدلا كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين من تمنى لها الشفاء ومن عبرعن الشماتة.
المرض زاد من نشاطها ولم يجعلها تغيب، لم تخف خبر مرضها أو خجلت من التقاط الصور بعد فقدانها لشعرها. فعلت ذلك مرارا لتؤكد أنها قوية، وأن المرض لن يغير في حياتها، وتفاعل معها اغلب السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي إعجابا، حيث يطلقون عليها اسم ” سيدة الياسمين”.
رقيقة هادئة الطباع وصوتها خفيض، لكنها خلال الأزمة أثبتت ان كل هذا يخفي صلابة وشجاعة في مواجهة الوضع الصعب الذي مر به شريكها وبلادها، بكل ما حملته تلك السنوات الصعبة من تهديد بالقتل لكل أفراد أسرتها، واحتمالات سقوط النظام وما يترتب على ذلك من مصير مجهول وحملة التشويه لصورتها كامرأة نشأت بالغرب وعرفت هناك باسم ” ايما ” ووقفت إلى جانب دكتاتور.
بعد مرضها المعلن أبدت صلابة في أزمة شخصية ذاتية هذه المرة، وقدرة على كسب قلوب السوريين والبسطاء منهم على وجه التحديد، يصفها البعض في الغرب بأنها الوجه الجميل لنظام ليس كذلك.
ويصفها المعارضون للنظام بأنها تعمل على تحسين صورته شعبيا عبر هذا التواصل الاجتماعي النشط والأعمال الخيرية والظهور العفوي بين الناس، خاصة بعد حملات الانتقاد الواسعة في الشارع السوري، لسوء الإدارة وازمة الخدمات ونقص المواد الأساسية، وليس من المرجح أن تكون مهمة زوجة رئيس تحسين صورة حكومة مقصرة.
كان ذات المعارضين يؤكدون أنها خلال سنوات الأزمة كانت تشتري ثيابا واحذية فاخرة من أوروبا عبر الإنترنت، معتمدين على تقرير لصحيفة بريطانية، لكن أحدا في سوريا لم يلاحظ ذلك عليها، لم تظهر بأحذية كريستيان لابوتان المرصعة بالكريستال وفساتين شانيل، وظلت تبدو انيقة بثياب عادية لا تختلف عما تلبسه سيدات سوريا، وباعتقدنا أن كل هذه التقارير ظهر الآن أنه لا يعتد بها، لأن أصحاب القرار كشفوا عن حجم الأموال التي دفعت على مشروع إسقاط الأسد، بكل المجالات والأساليب الممكنة، واظهرت أزمات أخرى مثل الأزمة الراهنة بين الدول الخليجية، حجم تأثير المال في الصحافة ووسائل الإعلام العالمية.
يقال ان ابنة عمها “رشا الاخرس” من أشد المعارضين للنظام، وعلى ذمة الراوي بأنها ارسلت لها رسالة شديدة اللهجة عام 2012 بشرتها فيها بقرب سقوط النظام، بذات العام تحدث وزير الخارجية البريطاني “وليم هيج” عن أسماء واشار الى انه لا يمكن منعها من ضمن عائلة الاسد من السفر إلى بريطانيا بوصفها مواطنة، لكن السيدة “ايما” لم تفكر في أي لحظة من عمر الحرب أن تترك سوريا، وتمسكت بالبقاء مع اولادها إلى جانب زوجها الرئيس، كما رفضت عرضا من ابنة امير قطر السابق “الميسا بنت حمد” للجوء إلى الدوحة، وعرضا آخر من إيران للانتقال اليها من اجل حمايتهم، هل كانت واثقة بالنصر وتخطي الأزمة؟ أم مستعدة للموت في بلدها وإلى جانب زوجها؟
كانت أسماء الأسد، زارت منذ يومين أطفال خضعوا لعملية زراعة الحلزون وذويهم في جمعية “آمال” لإعادة تأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كما زارت منزل جريح عسكري في منطقة “برزة البلد” بـدمشق لمتابعة وضعه الصحي وتأمين التجهيزات اللازمة له. هذه عينه من نشاطها خلال يومين فقط، حيث بات التواصل بين السوريين والسيدة الأولى متاحا في أي مكان، لم يكن مفاجئا حضورها اجتماع أولياء الأمور في مدرسة ابنتها، وجلوسها مع أهالي الطلاب، والتحدث إليهم، ويبدو أنها تحث ابناءها ” حافظ وزين وكريم ” على ذلك بشكل صارم.
يتحدث العارفون بالسيدة عن قرب أن لديها ثقافة رفيعة واطلاع على ثقافات متعددة بحكم اتقانها للغات الانكليزية والفرنسية والإسبانية، ويشيرون إلى ذكاء حاد واحترام رفيع المستوى لضيوفها ومحدثيها، تبدو من حيث الشكل فقط مثل “ماري انطونيت” أما من يستخدمون هذا التشبيه للإشارة إلى قصة الخبز، اعتقد انهم يجافون الواقع.
علينا أن نقول لمن يتحدثون عن الخبز بأن حملات شيطنة الرئيس الأسد، تمهيدا لإسقاطه خلال السنوات الأولى للحرب، والمليارات التي دفعت عليها، تطعم الشعب السوري نصف قرن سمنا وعسلا.
رغم أنها مادة حديث الإعلام والصحافة، إلا أنها قلما تتحدث اليها، لا ترغب اقتراب الإعلام من عملها الإنساني كي لا يكون في خانة الدعاية، هذا سبب ربما لانتشار كم كبير من الصور العفوية الملتقطة بكاميرات الهواتف على صفحات التواصل، تتصدر هذه السيدة حديث مجالس السوريين، وتكسب شيئا فشيئا تعطفا وحبا. صحيح أنها فقدت شعرها الأشقر مؤقتا، إلا أنها تكسب القلوب وهذا هو الطريق الصحيح.
رأي اليوم