إدلب.. قرار الحسم المنتظر
حسين سليمان سليمان – كاتب سوري
منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2001 م، وقف الجيش العربي السوري موقف بطولي في الدفاع عن الشعب السوري وحمايته من قوى الظلام والإرهاب، التي ما لبثت أن تزيد من الفوضى والقتل ونشر الفكر المتطرف الإرهابي، ولكن كل هذا جوبه ببسالة الجيش العربي السوري، وبحكمة قائد هذا الجيش الذ لا يقهر.
إدلب محافظة سورية، جميلة بموقعها، سكانها يتميزون بالشجاعة وطيبة القلب وكرم الضيافة، وهم متشوقون لأن تعود هذه المدينة الجميلة لحضن الوطن، والتخلص من سيطرة الإرهابيين عليها.
في هذا الاطار باتت معركة نهاية الحرب الإرهابية على سورية في آخر مرحلة خاصة بعد تحرير أغلب الأراضي السورية، ولهذا فإن معركة استعادة ما تبقى من المناطق السورية قد اقتربت ليعلن بعدها الانتصار النهائي للجيش السوري، وكنتيجة طبيعية لهذا الانتصار، بدأ الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سورية، وهذا يؤكد العجز الأمريكي عن تقسيم سورية والمنطقة لحماية أمن الكيان الاسرائيلي الإرهابي. التوتر الجديد بين أنقرة وواشنطن بالتزامن مع قيام البيت الأبيض بنقل جزء من قواته المتمركزة في الريف الجنوبيّ لمحافظة الحسكة إلى القاعدة الأمريكيّة في رميلان تمهيداً لنقلهم إلى قاعدة عين الأسد في إقليم شمال العراق، ثم إعلان ترامب انسحاب قواته من المنطقة ، كل ذلك يؤكد إن أنقرة لم تعد تستطيع الرهان على واشنطن فيما يخص الملف الكردي ، بذلك أصبحت تركيا أقل قدرة على تحقيق رهاناتها في إدلب وشمال سورية، خاصة بعد استعادة الجيش السوري وحلفاؤه زمام المبادرة في توسيع نطاق السيطرة في مختلف المناطق وخاصة في شرق حلب وباتجاه البادية والحدود مع العراق، في هذا الإطار إن الوثائق التي سربت تتحدث بالتفصيل تؤكد وجود التعاون بين موسكو وأنقرة فيما يخص إدلب، والتي ستؤثر إيجاباً بدفع عجلة الحل السياسي في سورية. في سياق متصل الكل يبذل الكثير من الجهود في المشاورات والمباحثات الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي في سوريا، لذلك هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، خاصة بعد أن بدأت عدة دول غربية بإعادة حساباتها وتغيير موقفها من النظام السوري، وتتضمن الكثير من المدلولات والمواقف الجديدة والمفاجآت المختلفة، لأنها تعكس تغييراً جذرياً في أولويات السياسة الغربية تجاه سورية.
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن اتفاقاتنا مع أنقرة بخصوص إدلب لم تنفذ بالكامل من قبل الأخيرة، مشيرا إلى أن الوضع هناك لا يزال يثير قلق موسكو ودمشق.
الدفاع الروسية: أنقرة لم تنجح بعد في تنفيذ كامل مسؤولياتها بموجب اتفاق إدلب
لافروف: اتفاق إدلب لا يمنح الإرهابيين حرية التصرف ويجب تسليم شرق الفرات لدمشق
وأضاف بيسكوف في حديث للقناة الروسية الأولى أن أنقرة أكدت أن اهتمامها مركز على الوضع في إدلب.
هذا وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت في وقت سابق أن العسكريين الأتراك، لم ينجحوا بعد في تنفيذ جميع التزاماتهم بموجب اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب عملا باتفاق الرئيسين بوتين و أردوغان.
ومما لا شك وبحسب مراقبين دوليين وسياسيين إن الجيش السوري تمكن وعلى الرغم من شراسة الهجمة من تمريغ أنف الأعداء والقوى الحليفة في عدوانها على سورية، ورغم التكاليف الباهظة التي أنفقتها هذه الدول لتركيع الشعب السوري، إلاّ أنها باءت بالفشل الذريع أمام صمود وصلابة هذا الشعب، ليس هذا فحسب، بل زاد تماسك وتلاحم هذا الشعب بعد شعوره بأن العدوان الذي استهدفه إنما استهدف في الحقيقة وحدته وعزته وكرامته وتاريخه المجيد .
باختصار شديد أن رجال الجيش العربي السوري يملئهم الإصرار والإرادة للقضاء على قوى التطرف والإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار لسورية، فالإصرار هو الرغبة في الحسم سريعاً، والإرادة تؤكد أنه لا تراجع عن استعادة الأمن والسلام مهما كان الثمن، حيث تشير كافة المعطيات الراهنة إلى أن الجيش السوري حقق إنجازاً نوعياً كبيراً في السيطرة على مساحات جغرافية في إدلب، وأن الدلالات الميدانية والتقارير الاستخباراتية تشير بوضوح الى تصاعد المؤشر البياني لهذه الانتصارات على أرض الواقع وأن الانتصار الحتمي قادم والمسألة برمتها نحو الحسم خلال الأسابيع القادمة ، وسيكون لهذا الانتصار أثره الاستراتيجي لتقليص نفوذ وتغلغل أمريكا في المنطقة بأكملها.
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73