لواء “أويس القرني” تشكيل جيش حر أمريكي جديد شرق الفرات
بالتعذيب حتى الموت، قتل متطرفون سابقون في تنظيم “أويس القرني” الداعشي، وتم إدماجهم لاحقا في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مواطنين سوريين اثنين تم اعتقالهما مؤخرا خلال حملة الاعتقالات التي شنتها “قسد” في ريف الرقة الغربي.
قال مراسل “سبوتنيك” في الرقة: لقي المواطنان السوريان حابس البيلخ وعبو السلمان حتفهما تحت التعذيب في أحد سجون تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذي يرعاه الجيش الأمريكي، وسط استمرار حملة الاعتقالات التي يشنها التنظيم في الريف الجنوبي الغربي للرقة بالتزامن مع استمرار الحراك الشعبي في بلدات المنصورة وهنيدة والحمام وغيرها ضد التنظيمات الكردية والمجموعات الداعشية التي قام الجيش الأمريكي بإدماجها معها.
ونقل المراسل عن المسؤول الإعلامي في مبادرة “أشبال العرين الوطني”: إن تنظيم “قسد” الكردي، يتبع منهج الاعتقال والقتل والتعذيب نفسه الذي كانت التنظيمات الإرهابية تنتهجه مثل داعش والنصرة الإرهابيين (المحظورين في روسيا) وكتنظيم “الجيش الحر”، وتستخدم في ذلك أساليب بشعة وغير إنسانية كحرق الأيدي والوجوه عبر إشعال أكياس النايلون وترك قطراتها لتتساقط فوقهما، وقلع الأظافر والجلد وغيرها.
وقال المسؤول الإعلامي في المبادرة: من ينفذ فعليا حملة الاعتقالات وعمليات التحقيق والتعذيب هم مقاتلون متطرفون من تنظيم “أويس القرني” كانت القوات الأمريكية قد دمجتهم سابقا مع ميليشيا “قسد” تحت مسمى لواء العشائر في الجرنية، كاشفا عن أن “هؤلاء المقاتلون المتطرفون كانوا منخرطين في تشكيلات “الجيش الحر” حين كان هذا الاسم واجهة محبذة دوليا للتعمية على (الجهاديين) الوافدين من أفغانستان والعراق.
وأضاف: ما لبث تنظيم “لواء أويس القرني” أن برز كأحد أهم فصائل تنظيم “جبهة النصرة” حين أعلن الأخير عن نفسه بعد اجتياح الرقة وقد ارتكب التنظيمان مجازر بشعة بحق وعمليات ذبح ممنهجة طالت أعداد كبيرة من موظفي الحكومة والمؤسسات الخدمية في المنطقة وعناصر وضباط في الجيش السوري.
وبعد أن أماط تنظيم “داعش” اللثام عن وجهه كقائد لـ (الثورة السورية) وقيامه بتصفية مناهضي تفرده بـ (قيادة الخلافة) شرق سوريا، أصبح تنظيم (لواء أويس القرني) مجددا أحد أبرز تشكيلاته الدموية في المنطقة.
وأشار المسؤول الإعلامي في المبادرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى من خلال دمج متطرفي تنظيم (أويس القرني) بتنظيم (قسد) الكردي للتخلي عن الأكراد في المرحلة القادمة، تمهيدا لتسليم منطقة شرق الفرات أو الأجزاء التي يقطنها مواطنون عرب سوريين على الأقل، لما يسمى “المعارضة المعتدلة” تحت مسمى “الجيش الحر الجديد” المدعوم من السعودية وتركيا، موضحا أن عماد هذا التنظيم الجديد يتكون من مقاتلي لواء أويس القرني الذي تنقل في تبعيته سابقا بين جميع الفصائل الإرهابية وفق المعطيات الدولية للحرب.
وبين أن وهؤلاء المقاتلين مسؤولون عن مقتل العديد من الشبان السوريين خلال عمليات التعذيب المتجددة في السجون، وعن اعتقال نحو 1500 مواطن خلال حملة الاعتقالات الأخيرة في ريف الرقة الغربي، مؤكدا أن من يحقق مع المعتقلين حاليا هم أعضاء في هذا التنظيم “لواء أويس القرني” ومنهم عبدالله محمد بركات وأحمد السلامة وإبراهيم خليل المحمد الفرج السلامة وخليل محمد بركات أحمد السلامة، وجميعهم يعملون في مكتب “الجريمة المنظمة” في قسد.
ويذكر أن لواء أويس القرني هو جماعة إرهابية تم تشكيلها عام 2012 وسميت باسم “الشهيد الإسلامي أويس القرني” في مسعى منها لإخفاء توجهاتها الإرهابية على عادة التنظيمات (الجهادية) المتطرفة.
وكان اللواء ينتمى في الأصل إلى تنظيم (الجيش الحر)، وأصبح لاحقا تابعاً لتنظيم جبهة النصرة، ثم “داعش”، قبل أن تبدأ بوادر الخلاف السياسي بين المملكة السعودية وإمارة قطر لاحقا، ما تسبب بتوتر العلاقة بين (أويس القرني) وداعش.
بين نهاية عام 2013 وأوائل 2014 ارتكب تنظيم أويس القرني أبشع المجازر بحق المدنيين والعسكريين أثناء اجتياح مدينة الرقة، وعندما استولى تنظيم “داعش” على السلطة في محافظة الرقة وسط خلافات عميقة بين قيادة تنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان، بدأ بتدمير مجموعات المتمردين المحلية الأخرى، فانضم إليه لواء أويس القرني وأصبح أحد أهم فصائله الدموية.
لكن في مارس 2014، حدثت توترات شديدة بين اللواء وداعش على خلفية التوترات بين بعض الدول الخليجية، فقرر داعش في نهاية المطاف حل “اللواء”، وسجن بعض أعضائه ودمر “داعش” ضريح الصحابي (أويس القرني) في الرقة، فيما تمكن عدد كبير من مقاتلي لواء اويس القرني وقادته من الهرب إلى تركيا.
وفي نهاية عام 2016، عاد هؤلاء الناجون إلى سوريا، وانضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب تقارير إعلامية فإن حوالى 60 من مقاتلي لواء أويس القرني السابقين الذين انضموا إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة فروا إلى ألمانيا في أواخر عام 2014، وفي سبتمبر 2017، اتهم المدعي الفيدرالي في ألمانيا 25 منهم بالانتماء إلى منظمة إرهابية وارتكابهم جرائم حرب بعد اكتشافهم في منطقة الطبقة لمقبرة جماعية لـ 36 من رجال الشرطة والمساعدين الإداريين وضباط الجيش السوري، ذبحوا من قبل لواء أويس القرني.
سبوتنيك
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73