الاتفاقيات الاقتصادية السورية – الإيرانية من وجهة نظر واضعيها
محمد عيد
لم يحتج توقيع الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة بين الجانبين السوري والإيراني في دمشق لأكثر من دقائق، لكن التوصل إلى هذه الاتفاقيات وبناء شكلها الفني ووضعها في السياق الإجرائي احتاج إلى جهود كبيرة استمرت لشهور طويلة. موقع “العهد” الإخباري التقى شخصيتين اقتصاديتين سوريتين بارزتين كان لهما الدور الكبير في التباحث مع الجانب الإيراني والتشاور معه في كل صغيرة وكبيرة وصولا إلى توقيع هذا الاتفاق بشكله النهائي.
توافق كامل يضمن التنفيذ الجيد
تؤكد معاونة رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ورئيسة الوفد الفني عن الجانب السوري في المباحثات مع الإيرانيين الدكتورة ثريا إدلبي أن “الاتفاقيات مع الجانب الإيراني احتاجت إلى وقت طويل ودراسات معمقة للوصول إلى نتائج ترضي الطرفين. فالجانب الفني وفق رؤيتها يقوم على وضع اتفاق استراتيجي للتعاون ما بين البلدين في مختلف القطاعات بما يخدم المصلحة المشتركة”.
تشير إدلبي الى “نجاح المساعي لتوقيع أكبر عدد ممكن من الاتفاقيات الثنائية في عدد كبير من القطاعات وبما يدعم التعاون الثنائي الذي يحقق التوافق الكامل بين البلدين، ويحتم التنفيذ الجيد للاتفاقيات بحيث يكون للعمل الذي يتم تنفيذه انعكاسات واضحة وإيجابية على الطرفين”. وتتابع “عندما تقول التعاون الدولي فإنك تقول إن هناك طرفين يسعيان إلى تحقيق مصلحة مشتركة. طبعا دائما هناك نقاط قوة لدى كل طرف من الأطراف وبالتالي من المهم أن يقوم كل طرف بالاستفادة من نقاط القوة الموجودة لدى الطرف الآخر ليعزز بها نقاط الضعف الخاصة به وأيضا يعزز العمل لتكون هناك قوة مشتركة وهذا هو التعاون الدولي”.
وحول أبرز نقاط القوة لدى الجانب السوري، تحدثت معاون رئيس هيئة التخطيط عن أهمية الموقع الجغرافي لسوريا بحيث يجعلها جاذبة وبشكل كبير للاستثمارات فهي “قادمة إلى مرحلة مهمة جدا هي مرحلة إعادة الإعمار وبالتالي يمكن أن تكون موئلا هاما للاستثمارات”. أما النقطة الثانية بحسب إدلبي فتتمثل في العلاقات القوية والاستثنائية ما بين إيران وسوريا التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها “ومن المهم جدا أن يكون هناك تعزيز لها لكي تكون بخدمة اقتصاد البلدين”.
وحول نقاط القوة لدى الطرف الإيراني تبين إدلبي أن الطرف الإيراني لديه خبرة كبيرة في كافة المجالات لا سيما خلال المرحلة الأخيرة ومن المهم جدا أن يستفيد منها الجانب السوري في مرحلة إعادة الإعمار “سواء من حيث الخبرات أو من حيث التقنيات أو حتى من حيث الصناعات، ومن المهم جدا أن يكون هناك تعاون في هذه المجالات”.
أما عن المشاكل المتوقعة فتشير إدلبي إلى العقوبات التي يتعرض لها الطرفان “وبالتالي هذه من الأمور المهمة التي تشكل نقاط ضعف. ولكن من خلال التعاون الثنائي سنسعى لإيجاد حلول مهمة واستثنائية لتجاوزها”.
العقوبات ستدفع الطرفين لتقديم الأفضل
من جانبها، تلفت معاونة وزير الاقتصاد السوري السيدة رانيا خضر أحمد إلى أن “المستوى الفني في العمل ولا سيما بين اللجان المشتركة في كافة القطاعات بحث في كل التفاصيل ومحاور العمل المستقبلية لتذليل العقبات، وتحققت نتائج هامة جداً على مستوى قطاعات النقل والكهرباء والموارد المائية والاقتصاد وأيضا على مستوى الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة”.
وحول تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة على آلية التعاون المشترك مع إيران، توضح أحمد أن التأثير على آلية التعاطي سيكون نحو الأفضل “اليوم سنستمر في التعاون وبشكل أقوى وأوثق لأن هذا من مصلحة الجانبين. العقوبات التي يتم تشديدها لا تخرج عن سياق الحرب المفروضة على سوريا منذ سبع سنوات، هي محاولة لكسر سوريا ولعدم الوصول إلى النصر المؤزر ان شاء الله بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والأصدقاء وفي طليعتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فنحن اعتدنا على الحرب ونتوقع مثل هذه الحرب الاقتصادية علينا بعد أن اتضحت معالم النصر”.
العهد
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73