الهمر الحلفاوية.. سيارة سورية الصنع, رخيصة السعر, ولا تحتاج إلى ترخيص!

الهمر الحلفاوية.. سيارة سورية الصنع, رخيصة السعر, ولا تحتاج إلى ترخيص!
تعتبر الهمر الحلفاوية أول سيارة تصنع في سوريا. وسُميت بالحلفاوية نسبة إلى المدينة التي اشتهرت بصناعتها، وهي مدينة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
وكان السبب الرئيسي الذي أدى إلى صناعتها أن الحصول على سيارة نظامية في سوريا، بسبب غلاء أسعار السيارات في سوريا.
ولاقت السيارة الحلفاوية إقبالاً كبيراً من المدنيين وخاصة المزارعين، كونها لها قدرة كبيرة على حمل الأوزان الثقيلة وبسبب رخص سعرها مقارنة بغيرها من السيارات في سوريا، وبسبب كونها أكثر أماناً في حال التعرض للحوادث.
ولم يقتصر استهلاكها على المزارعين فحسب، بل تخطى ذلك إلى أصحاب ورشات البناء والطلاء ومعظم الأعمال الأخرى.

نجم، صاحب أحد الورش المصنعة للحلفاوية، تحدث لنا عن كيفية صناعتها وبعض ميزاتها قائلاً: “بدأنا بتصنيع السيارة الحلفاوية أو ما يعرف بالهمر بسبب ارتفاع أسعار السيارات والضرائب المترتبة عليها.
الحلفاوية يتم تجميع قطعها من عدة سيارات وتعمل بمحركات كورية على المازوت. أسعارها منخفضة مقارنة بغيرها ومعفية من الجمرك. وبرأي، السوريون يتحدون بالحلفاوية صناع السيارات حول العالم”.
ويكمل نجم: “لاقت الهمر الحلفاوية إقبالاً كبيراً من المدنيين. وأنا كصاحب ورشة تصنيع أقوم بصناعة ما يقارب 6 سيارات شهرياً، حيث يتم تصنيع سيارة كل 5 أيام. ولا يقتصر بيعها على ريف حماة حيث أنها وصلت إلى الرقة وديرالزور وحلب وإدلب والعراق. تكلفة السيارة ما يقارب 3500 دولار. وتحمل السيارة حوالي 3 طن تقريباً وتبلغ سرعتها 160 – 170 كم بالساعة. ومصروفها يبلغ حوالي لتر كل 8 كم”.

وأضاف نجم: “أحياناً نصنع الهمر من تلقاء أنفسنا وأحياناً أخرى نصنعها حسب طلب الزبون منا، فمنهم من يريد محركها موديل 97 أو 98، ومنهم من يريد التابلو نوع فان والآخر يريد الكرسي نوع فان، وكل شخص يرغب بمواصفات خاصة به”.
طريقة تصنيع الحلفاوية
تدخل الحلفاوية بداية مرحلة التصنيع الأولي ويستمر حوالي يومين ويكون قد أنهى المُصنّع الرسم الهندسي أو الهيكل الخاص بها. ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية عند الميكانيكي ويقوم بتركيب الفرام وخراطيم الزيت وتفقد المتور الخاص بها.
ثم ترسل إلى البخاخ، ويقوم بطلائها باللون الخاص بصاحبها أو اللون الأزرق المتعارف عليه بشكل عام، ويقوم بإرسالها إلى الكهربجي الذي يقوم بوصل جميع الملفات الكهربائية لها وتركيب البلور الخاص بها وتحويلها إلى المرحلة الأخيرة وهي التنجيد والزينة، وهنا تتعلق هذه المرحلة بذوق صاحب السيارة حيث يختلف تنجيد كل سيارة حسب رغبة صاحبها.
يذكر أن السيارة الحلفاوية، يرتفع الطلب عليها في فصل الصيف بشكل كبير كونه شهر عمل سواء للمزارعين أو أصحاب المهن الأخرى. ويتفاخر المزارعون بكتابة بعض العبارات على الهمر الخاصة فيهم مثل: “حلفاوية ويا فل ويا حارقة قلوب الكل – حلفاوية ومهري غالي – لا تعاند الصقر يا طير الحمام – لا تزمر وراي شايفك بالمراي”.
عن اقتصاد بتصرف