شاهدٌ على معارك جب الجراح ، قصة المقاتل “نبيل”
محمد كحيلة
استعرت نار الإرهاب، فحمل بندقيته طوعا وأنضم إلى اللجان الشعبية التي لمع نجمها مع بداية الحرب على سوريا في العام 2011 م ، هو الحب والغيرة على الوطن ما دفع “نبيل” وغيره من النبلاء لحمل السلاح ومجابهة الإرهاب.
أنضم المقاتل “نبيل” من بلدة أكراد ابراهيم التابعة لمنطقة مصياف في محافظة حماه إلى اللجان الشعبية بعد عدة أشهر من بدء الحرب على سوريا ، ونفذ عدة مهمات في محافظة ريف دمشق قبل أن يقرر التطوع لصالح الفيلق الثالث بالجيش العربي السوري في بداية العام 2012 م ، وبعد إتمام “نبيل” لدورته التدريبية نفذ أول مهامه في محافظة حماه وريفها وريف إدلب لمدة 8 أشهر.
نقل المقاتل “نبيل” إلى مقر الفيلق الثالث ليفرز بعدها إلى أحد أفواج ال م.د ويذهب مع رفاقه بمهمة جديدة لحماية كتيبة للدفاع الجوي بمنطقة جب الجراح من هجمات تنظيم داعش الإرهابي، يقول نبيل ” خرجنا بمهمة نحو جب الجراح لحماية المدنيين و الكتيبة، ليهاجمنا الإرهابيون بعد وصولنا بأسبوع ويقصفوننا بأكثر من 400 قذيفة ودارت أشرس المعارك على محوري جب الجراح ومكسر الحصان ولم يتمكن الإرهابيون من خرق جبهتنا “، لكنهم تمكنوا من احتلال قرية مكسر الحصان وسقط شهداء من المدنيين داخل القرية ليعود الجيش السوري ويحررها بنفس اليوم.
تأزم الوضع الأمني على الحدود السورية – اللبنانية فتم نقل “نبيل” ورفاقه إلى قرية المسعودية بالقرب من الحدود االلبنانية ليخوض ” نبيل” ورفاقه 7 أشهر من المعارك مع الإرهابيين قبل أن يتم إعادتهم إلى جبال الشومرية بمحيط جب الجراح.
وأثناء تواجد “نبيل ” في جبال الشومرية في يوم ضبابي بشهر شباط/ فبراير 2014 م حاول تنظيم داعش الإرهابي كسر خطوط الجيش السوري واحتلال المنطقة ، يقول نبيل ” بعد ساعات من المعارك الضارية سقط صديقي شهيدا وجرح صديقي الثاني، لا يمكنني تركهم ، حملت الشهيد وسندت المصاب لمسافة 1 كلم ، وبعد أن أرهقني التعب تحفظت على صديقي الشهيد بين الأعشاب والأشجار وسعفت المصاب وعدنا في اليوم الثاني ونقلنا الشهيد إلى المشفى”.
كثيرا ما تنقل ” نبيل” بين جبهات جب الجراح وخاض معظم معاركها، ففي شهر رمضان عام 2015 م نفذ إرهابيو تنظيم داعش هجوما موسعا على بلدة مكسر الحصان وكان ” نبيل” ورفاقه لهم بالمرصاد ، قال نبيل ” بعد ساعات من المواجهات المباشرة مع الدواعش تمكنوا من دخول أطراف البلدة لمدة ساعتين ، لندحرهم إلى خارج البلدة بعد وصول التعزيزات، ولن أنسى تنفيذي للكمائن المتقدمة بعد دحر الإرهابيين وتدمير بلدوزر وسيارة دفع رباعي مجهزة برشاش ثقيل عبر صواريخ ال م.د”.
وتابع المقاتل ” نبيل” سرد الأحداث التي عاشها في معركة جب الجراح الطويلة، في 3 كانون الثاني/ يناير عام 2017 م هاجم إرهابيو تنظيم داعش القطاع من جديد وأحتلوا نقطة للجيش السوري في قرية المسعودية بعد معارك عنيفة ، حدثنا نبيل ” سقطت إحدى نقاطنا في قرية المسعودية ولكن على جبهتنا مكسر الحصان لم يتقدم الإرهابيون بل كبدناهم خسائر كبيرة”.
وبقي المقاتل ” نبيل ” في منطقة جب الجراح حتى تحرير ريفها الشرقي من تنظيم داعش الإرهابي بالعام 2017 م يقول نبيل ” كنت شاهدا على معظم معارك جب الجراح ومحيطها وخضت معظمها وأحمد الله أنني شهدت الانتصار على الإرهابيين فيها ، نشوة الانتصار لن يعرفها إلا من خاض مئات المعارك على بقعة صغيرة وانتصر في نهاية المطاف”.
وأكمل ” نبيل” مسيرته القتالية بريف حمص الشمالي حتى التحرير في العام 2018 م ، وانتقل بعدها إلى معارك البادية وتمشيط الصحراء الشرقية وسد عويرض وجبل الغراب وتل الكبد وحميمة والمحطة الثانية، وحاليا المقاتل “نبيل “ينفذ مهامه القتالية برفقة الأصدقاء في البادية ، يقول نبيل ” سنبقى على العهد وننفذ جميع المهمات الموكلة لنا حتى تحرير أخر شبر من أرضنا الحبيبة”.
عندما نتحدث عن مقاتل أو مجموعة من رجال الجيش السوري وماقدموه في أرض المعركة كأننا تكلمنا عن جميع جنود الجيش السوري ولكن لكل منهم قصته ومسيرته القتالية والبطولية، فطوبى لرجال الجيش العربي السوري.
المصدر : دمشق الآن
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73