سورية وإيران تتحضران لحرب محتملة
علي مخلوف
قاعة أنيقة يفترش أرضها السجاد التبريزي، تفتح أبوابها ليتقدم شيخ كار الدبلوماسية السورية وليد المعلم الذي يزور عاصمة الحليفة “طهران”.
ابتسامة المعلم المعروفة كانت بمثابة توقيع شخصي له عند كل عبارة تبادلها مع الإيرانيين، فيما لمع خاتم من الفضة مزين بحجر عقيق في يد علي شمخاني وهو يشير بها للتأكيد على دعم دمشق في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
أكد المعلم على حماية القوات الإيرانية المتواجدة في سورية، تصريح يلفت النظر بقدر حدث الزيارة نفسه، إيران تساعد سورية في حربها وتدعمها عسكرياً، فماذا أراد المعلم أن يوصل من خلال كلامه بحماية المستشارين الإيرانيين؟ هل هو تهديد جدي لإسرائيل معناه أن دمشق ستأخذ من استهداف الإيرانيين لديها سبباً كافياً لرد عسكري استثنائي؟ ألم يزعم الإسرائيليون سابقاً أنهم يستهدفون قوافل ومواقع إيرانية؟ ما الجديد وماذا يدور في رأس السوريين والإيرانيين حالياً؟
لغة فارسية واثقة أردفها المترجم بالعربية عن لسان شمخاني تقول : الرد على العدوان الإسرائيلي على سوريا سيكون درسا يعتبر منه قادة إسرائيل، وفي حال تواصل العدوان الإسرائيلي على دمشق، سيتم تفعيل تدابير متخذة للردع والرد الحاسم والمناسب.
هل تم إعداد خطة عسكرية تنتظر ساعة الصفر في حال تكرر العدوان الإسرائيلي على دمشق؟ لقد تم الحديث عن تفعيل بطاريات الإس 300 لكن حديث شمخاني والمعلم يوحي بأن الأمر لا يقتصر على السلاح الروسي المتطور فقط.
إيران وسورية تواجهان عقوبات اقتصادية قاسية، وضغوطاً سياسية ليس لها مثيل، قد ترى كل من دمشق وطهران في خلط الأوراق وشن عمل عسكري كرد على أي اعتداء إسرائيلي محتمل سبباً لتحرك المجتمع الدولي والولايات المتحدة من أجل احتواء الأمر، استغلال هذا المشهد في تخفيف العقوبات على البلدين والتوصل إلى حلول لما يتعلق بالنووي الإيراني والعقوبات على طهران من جهة والعقوبات على دمشق وملف اللجنة الدستورية والحل السياسي في سورية من جهة أخرى يبدو منطقياً في حال اندلاع أي مواجهة خوفاً من اتساع رقعتها بما يخلط جميع الأوراق ويربك جميع المخططات.
قد لا يشجع الروسي على هذا السيناريو، لكنه بالتأكيد لا يفضل استمرار الوضع على ماهو عليه، ولا يتمنى أن تؤثر العقوبات الأمريكية على حلفائه أكثر، الروسي نفسه تُفرض بحقه عقوبات أمريكية، كيف ستتصرف موسكو مثلاً في حال اعتدت إسرائيل على سورية أو أحد مواقع المستشارين الإيرانيين فيها وقاموا بالرد على هذا الاعتداء ليس بوسائط الدفاع الجوي فقط، بل بصواريخ الأرض ـ أرض أيضاً؟
الأكيد أن زيارة المعلم لإيران ليست اعتيادية فقط، لا سيما تصريحات المعلم ذاته مع شمخاني حيال الكيان الإسرائيلي، الأمر يوحي بأن كل التدابير باتت جاهزة لمواجهة قريبة محتملة، تجبر ترامب على العدول عن فكرة انسحابه من الشمال والمنطقة، وهو ما قد يغري تل أبيب لارتكاب المغامرة.
كعادته خرج وليد المعلم ضاحكاً، مشى الهوينا على التبريز الفاخر، لتُغلق الأبواب المصنوعة من خشب موشى بالموزاييك الدمشقي بانتظار اقتناص فرصة الحماقة الإسرائيلية.
آسيا
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73