رويترز: الولايات المتحدة تضغط على دول خليجية لمواصلة عزل سوريا
قالت وكالة رويترز، إن 5 مصادر أكدوا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على دول خليجية للامتناع عن إعادة العلاقات مع الرئيس الأسد، بما فيها الإمارات التي تحركت للتقارب معه.
وبحسب الوكالة، فإنه بتأييد من دول خليجية مثل السعودية وقطر، لا تريد واشنطن عودة الرئيس الأسد من جديد إلى المجتمع الدولي، لحين الاتفاق على عملية سياسية تضع بها الحرب أوزارها.
ونقلت رويترز عن مسؤول أمريكي رداً على سؤال عن الضغوط الدبلوماسية: “السعوديون عون كبير في الضغط على الآخرين. كما أن قطر تفعل الصواب”. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سعيدة لأن “بعض دول الخليج تستخدم المكابح”.
وقال مصدر خليجي، إن الإمارات ترى في الأسد “الخيار الوحيد”، وتعتقد أن القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا قد يسهم في منع تكرار سيطرتها الحالية على العراق.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية خليجية ومسؤول أمريكي ودبلوماسي غربي كبير، إن مسؤولين أمريكيين وسعوديين تحدثوا مع ممثلين لدول الخليج الأخرى، وحثوهم على عدم إعادة العلاقات مع الأسد.
ويريد هؤلاء المسؤولين على وجه الخصوص، ألا تدعم تلك الدول عودة الأسد إلى الجامعة العربية، وأن تظل السفارات مغلقة ليس فيها سوى صغار العاملين.
وفي ضوء تدعيم الأسد لوضعه عسكرياً، بدأت العلاقات تتحسن مع بعض الدول، وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر/ كانون الأول.
ورأى المسؤول الأمريكي، أن ذلك كان دفعة كبيرة للأسد، وأن الولايات المتحدة “انتقدت الإماراتيين”. وامتنع مسؤول في الإمارات عن الرد على طلب للتعليق.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية للصحفيين خلال إفادة في واشنطن في الآونة: “في السنوات السبع الأخيرة كان النفوذ العربي في سوريا صفراً بالتأكيد. وصفر النفوذ العربي كارثة”.
وأضاف أن أبوظبي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع الرئيس الأسد لكي تكون “أقرب للواقع على الأرض”.
وبين قرقاش، أن من الضروري أن تنشط دول عربية أخرى “لملء الفراغ” الذي شغلته روسيا وإيران اللتان تؤيدان الأسد وتركيا التي تساند المعارضة.
وأعلنت الجامعة العربية يوم الاثنين الماضي، أنه لم يتحقق بعد التوافق الضروري لعودة سوريا اليها، وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تضغط بشدة لضمان عدم اتخاذ هذه الخطوة.
وقال الدبلوماسي الغربي الكبير: “واشنطن تضغط معترضة على ذلك، والسعودية ومصر تعملان على إبطاء إعادة سوريا للجامعة العربية”.
ولم ترد المكاتب الإعلامية الحكومية في السعودية والإمارات والبحرين ووزارة الخارجية العمانية على طلب رويترز التعليق.
وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية الكويتية عن التعليق على ما إذا كانت الكويت قد تلقت طلباً من واشنطن أو الرياض، للإحجام عن تطبيع العلاقات مع الرئيس الأسد، وأكد مجدداً موقف بلاده من أن “أي عودة محتملة للعلاقات معها لا يمكن أن تتم إلا من خلال الجامعة العربية”.
وأشار نائب وزير الخارجية الكويتي في ديسمبر/ كانون الأول، إلى أن بلاده ستعيد فتح سفارتها في دمشق ما إن تسمح الجامعة العربية بذلك.
القوة الناعمة
قال مسؤول خليجي، إنه ليس لدى السعودية أي خطط الآن لتطبيع العلاقات، مضيفاً أن “كل شيء معلق لحين اتفاق السوريين على فترة انتقالية”.
أما قطر المنافسة فقد قالت على لسان وزير خارجيتها في يناير/ كانون الثاني، إنها لا ترى أي بوادر “مشجعة” تدعو لإعادة العلاقات العادية.
غير أن أبوظبي تأمل أن تتمكن في نهاية الأمر من إقناع السلطات السورية بالتحرك صوب نموذج الإمارات الداعم للأعمال، وبأن بوسع دبي أن تلعب دوراً كمركز للتجارة مع سوريا.
وفي الشهر الماضي ذكرت وسائل إعلام رسمية، أن أبوظبي استضافت وفداً سورياً كان على رأسه رجل الأعمال المعروف محمد حمشو، لبحث التعاون المحتمل في مجالات التجارة والبنية التحتية والزراعة والسياحة واللوجستيات والطاقة المتجددة. غير أن قرقاش سلم بأن الاستثمار الحقيقي لن يحدث دون عملية سياسية.
وقال دبلوماسي غربي ثان رفيع، إنه سيكون من الصعب في غياب عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة رفع العقوبات بما يمهد السبيل أمام الاستثمارات.
وأضاف: “لا أعتقد أن هذه هي نهاية الحرب، وأن الوقت حان لإعادة البناء”.
رويترز بتصرف
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73